رفضت روسيا فكرة التخطيط لمستقبل سوريا من الخارج، مؤكدة على عدم إخضاع المفاوضات بين النظام والمعارضة لأي شروط من الطرفين، فيما أكد الأخضر الإبراهيمي أن الحل السياسي في المنطقة لا يزال متاحا، بينما جددت اللجنة الوزارية العربية دعوتها للأسد بالتنحي للإسراع في عملية انتقال السلطة. قالت روسيا يوم أمس الاثنين، إنها تعارض وضع أي شروط مسبقة لإجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، وإن التخطيط لمستقبل سوريا السياسي يجب ألا يفرض عليها من الخارج، وكررت وزارة الخارجية دعوات بإنهاء القتال وبدء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة، وقالت إن روسيا ترفض محاولات فرض حلول معدة للتطورات الاجتماعية والسياسية في سوريا. وقال مصدر في الخارجية الروسية إن روسيا خلال جميع مراحل الأزمة السورية كانت تدعو إلى توحيد الجهود الدولية من أجل ضمان التسوية السياسية. وتابع قائلا: ”وضمن هذا السياق، أكد بوغدانوف على ثقة الجانب الروسي بأن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في لقاء ”مجموعة العمل” بجنيف في 30 جوان الماضي حول سوريا يبقى القاعدة التي لا بديل لها، لتسوية الأزمة السورية سلميا. وعليه يجب فورا وقف إراقة الدماء وكافة العمليات الحربية والدخول في حوار وطني، يناقش خلاله ممثلو الحكومة السورية والمعارضة مؤشرات المرحلة الانتقالية والاتفاق عليه”. وأضاف: ”وأكد الجانب الروسي مرة أخرى أن من حق السوريون فقط، إجراء إصلاحات جذرية في المنظومة السياسية لسورية، باعتبارها دولة ذات سيادة وموحدة ومستقلة، دون تدخل خارجي ودون محاولات فرض وصفات جاهزة للتطور السياسي الاجتماعي. وانطلاقا من هذه المبادئ ستدعم روسيا مهمة الأخضر الإبراهيمي”. وفي نفس السياق، قال الوسيط الدولي بشأن الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي بعد محادثات أجراها مع مسؤولين أمريكيين وروس يوم الأحد أنهم اتفقوا على أن السعي من أجل حل سياسي للأزمة السورية ما زال ممكنا. وقال الابراهيمي في بيان صدر في ختام محادثات استمرت طوال أمس في جنيف: ”الاجتماع كان بناء وجرى بروح التعاون. بحثنا سبل المضي قدما نحو عملية سلمية وتعبئة تحرك دولي أكبر من أجل حل سياسي للأزمة السورية”. ويأتي هذا اللقاء إثر الاجتماع الثلاثي الذي عقد في السادس من ديسمبر في دبلن بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإبراهيمي. وسعى المشاركون فيه إلى العمل على ”دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للأزمة السورية”. وأكد بيان صدر عن الأممالمتحدة أن الأطراف الثلاثة ”أكدوا مجددا” أن ”الوضع في سوريا سيء ويستمر في التفاقم”. ورأى الأطراف ”أن عملية سياسية لوضع حد للأزمة في سوريا أمر ضروري ولا يزال ممكنا”. ورغم تصريحات الإبراهيمي فإن الالتزام بتدشين عملية سياسية قد يكون في خطر. وهناك مسؤولون غربيون بين من ساعدوا المعارضين على تشكيل سلسلة قيادة موحدة مطلع الأسبوع، فيما يتوقع أن تعترف واشنطن بالمعارضة باعتبارها الممثل الوحيد للشعب السوري الأسبوع الجاري. وعلى صعيد آخر، دعت اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا، في ختام اجتماعها في الدوحة مساء الأحد 9 ديسمبر، الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي لتسهيل بدء مرحلة انتقال السلطة. وجاء في الفقرة الأولى من البيان الختامي لاجتماع اللجنة أنها ”تطلق النداء مجددا بمطالبة الرئيس بشار الأسد الاستجابة لقرار مجلس جامعة الدول العربية القاضي بتنحي الرئيس عن السلطة لتسهيل عملية بدء مرحلة الانتقال للسلطة ووقف سفك الدماء والتدمير”. وأكد البيان ”الدعم الكامل لمهمة السيد الابراهيمي في التوصل إلى صيغة تضمن التوصل إلى توافق بين أعضاء مجلس الأمن لاستصدار قرار يفضي إلى انتقال السلطة وتشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحية” في سورية.ورحب البيان ”بما تم إنجازه في اجتماعات الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، داعيا ”جميع الدول والمنظمات العربية والدولية إلى تكثيف جهودها لإعداد خطة شاملة لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة وإدخالها للمناطق المنكوبة في سوريا وللنازحين داخل الأراضي السورية واللاجئين السوريين في دول الجوار”. وقال رئيس الحكومة القطرية، وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع انه ”من الواضح أننا في المراحل النهائية لسقوط النظام” السوري. وردا على سؤال لوكالة ”فرانس برس” لم يستبعد حمد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية في المعارك الدائرة حاليا، قائلا: ”لا أستبعد استخدامه أي أسلحة لأنه متى نزعت الرحمة والعدالة من قلب أي إنسان فإنه يستطيع أن يفعل ما يريد”. وتم التوقيع على البيان بتحفظات أبدتها كل من الجزائر والعراق.