تسبب الوباء الذي بدأ بمدينة يوهان الصينية في ديسمبر المنقضي في وفاة أكثر من 70 ألف ضحية، وإصابة أكثر من مليون ونصف مليون شخص في كل أنحاء العالم، وقد كشف فيروس كورونا عن هشاشة النظام الدولي في احتواء الوباء القاتل، بالرغم من التطور في البحث العلمي والطبي، واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا هو أسوأ أزمة تواجه العالم. وقبل ظهور كورونا كانت قد مرت عديد الأوبئة التي هددت البشرية، وقضت على الملايين من الأشخاص، سنسلٌط الضوء على سبعة أوبئة ضربت دول العالم وتسببت في وفاة الملايين. طاعون جستينيان من 541 م إلى 750 م انتشر طاعون جستينيان ما بين عامي 541 م و750م، في الامبراطورية البيزنطية، وخاصة عاصمتها القسطنطينية، وكل المدن الساحلية للبحر الأبيض المتوسط، والذي أودى بحياة نحو 50 مليون شخص، أي ما يعادل نصف سكان الأرض في ذلك الوقت، وقد ساهم هذا الوباء في إضعاف الامبراطورية الرومانية، وخسارة جزء كبير من أراضيها على حساب الحضارات الأخرى . الطاعون الأسود 1347 م إلى 1352م الطاعون الأسود أو الموت الأسود، هو وباء اجتاح أوروبا بين عامي 1347م و1352م، تسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان القارة الأوروبية، وانتشر في كل أنحاء العالم، وقتل حسب الإحصائيات نصف سكان الأرض آنذاك، أي نحو 200 مليون شخص، وقد ساهم هذا الوباء في ارتفاع مستوى المعيشة للناجين، باستحواذهم على الأراضي التي تركها الضحايا. يعتقد أن الطاعون ظهر في آسيا الصغرى، تقريبا في كازاخستان، وانتشر عن طريق البراغيث الحاملة للبكتيريا الطاعونية المسماة يرسينيا بيستيس، إلى القوارض، وبعد مدة 14 يوما أي بعد القضاء على الفئران المصابة، تحوّلت البراغيث المصابة الى البشر، بحيث تؤدي لدغاتها إلى حدوث تورمات في الفخذ أو الإبط والرقبة، كما يعتبر من أكثر الأوبئة فتكا بالإنسان. الملاريا هو مرض معد بسبب كائن طفيلي يسمى بلازموديوم، ينتقل عن طريق البعوض الحامل للعدوى، ثم يشرع في التكاثر في الكبد، ويتسلل داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ما يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، منها الحمى، فقر الدم، تضخم الطحال، العرق، الصداع، والغثيان والقيء، وآلام في العضلات، وقد تظهر هذه الأعراض بعد مضي 10 أيام إلى 15 يوما بعد اللٌدغ وتم اكتشاف الطفيلية المسببة للمرض في نوفمبر 1880م في المستشفى العسكري بقسنطينة من طرف طبيب في الجيش الفرنسي يدعى ألفونس لافيران الحائز على جائزة نوبل بعد ذلك، وحسب منظمة الصحة العالمية، وفي آخر تقرير لها عن الملاريا، تقدر عدد الحالات المصابة ب 216 مليون حالة في العالم سنة 2016 م، وتوفي أكثر من 400 ألف شخص في نفس السنة، مقابل 800 ألف في 2015 م. الكوليرا من 1817م إلى 1823م انتشرت الكوليرا خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم، من مستودعها الأصلي الهند، وتحديدا في دلتا نهر الغانغ، ويحصى 6 جوائح للكوليرا حصدت الملايين من الأرواح، أما الجائحة السابعة كانت في 1961 م بآسيا، ووصلت إلى أفريقيا عام 1991م. وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا يسبب إسهالا مائيا حادا، وانخفاضا في ضغط الدم، وقد يودي بحياة الأشخاص في غضون ساعات إن لم يعالج، وينجم ذلك عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بالبكتيريا، وهو مازال يشكل تهديداً عالمياً، بحيث يتراوح عدد المصابين به ما بين 1.3 إلى 4 ملايين إصابة سنوية، ويتراوح عدد الوفيات ما بين 20 ألف إلى 140 ألف وفاة بكل أنحاء العالم، وكانت آخر مشاهدها المميتة في اليمن. الأنفلونزا الإسبانية من 1918م إلى 1919م تعتبر الأنفلونزا الاسبانية نوعا من أنواع الانفلونزا الموسمية، التي ظهرت من 1900 م إلى 1917 م، وتطوّرت من 1917م إلى 1918م إلى نوع آخر، التي تشبه بكثير أنفلونزا 2009 م، وتعتبر الصين هي مصدر هذه الجائحة التي انتقلت من الحيوان إلى الإنسان وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية ثاني الدول المتضررة بها بعد الصين، ثم انتقل الفيروس عن طريق البحارة إلى فرنسا وانتشر في كل دول أوروبا في عام 1918، وحسب الإحصائيات فإن نحو 500 مليون شخص أصيبوا بهذه الجائحة، وتقدر الوفيات ما بين 50 إلى 100 مليون شخص. أما أصل التسمية فيعود إلى تداول الصحف والإعلام الإسباني لهذه الجائحة بسبب كثرة الضحايا التي كانت تخلفهم، في ظل التعتيم الإعلامي للدول الأوروبية الأخرى التي كانت منشغلة في الحرب العالمية الأولى. أنفلونزا الخنازير من 2009 إلى 2010 أنفلونزا الخنازير هي أنفلونزا تصيب الخنازير، ولكن في بعض الأحيان تنتقل العدوى إلى الإنسان، وعادة ما تمس الأطباء البيطريين والأشخاص الذين يعملون في مزارع الخنازير، وحسب موقع مايو كلينيك المختص في البحث الطبي، فإن السلالة الجديدة من أنفلونزا الخنازير ظهرت في عام 2009 وتعرف باسم هين 1، وهو مزيج من الفيروسات الواردة في الخنازير، والطيور، والبشر، وكان ذلك خلال موسم الأنفلونزا لعام 2009-2010، وتتمثل أعراضها في الحمى، السعال، التهاب الحلق، سيلان الأنف، احمرار ودموع العينين، آلام الجسم، الإرهاق، الإسهال، الغثيان والقيئ، ويؤدي هذا الفيروس إلى إصابة الجهاز التنفسي البشري، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية سنة 2009، أن هين 1 هو وباء عالمي، حيث خلف نحو 280 ألف ضحية، منها أكثر من 200 ألف حالة وفاة جراء أسباب تنفسية، وقد صرحت نفس المنظمة عن انتهاء الوباء في أوت 2010. إيبولا من 2014 إلى 2016 فيروس إيبولا، هو أحد خمسة أنواع المعروفة لجنس إيبولا، وتعود أصل التسمية إلى نهر إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية عندما انتشر أول مرة في 1976م، حيث مس وسط غرب القارة الإفريقية، وسبّب للبشر وغيرهم من الثدييات حمى شديدة ويتبع ذلك القيء والإسهال والطفح الجلدي إلى جانب تراجع أداء وظائف الكبد والكلى، في هذا الوقت يبدأ بعض الناس بالنزيف داخليا وخارجيا، وهو ما يؤدي إلى الوفاة. وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن وباء إيبولا قد أصاب أكثر من 28 ألف حالة مؤكدة وخلٌف أكثر من 11 ألف ضحية ما بين عامي 2013 -2015. وقد تضاءلت هذه الحصيلة إلى 2000 حالة في مارس 2019 فيما سجلت آخر إصابة بفيروس إيبولا في 17 فيفري 2020، ولأن ضحاياه أفارقة بقي بعيدا عن الإعلام العالمي.