شهدت مناطق وسط وشمال البلاد ليلة السبت إلى الأحد عاصفة قوية، شدت انتباه المواطنين على مدى ساعة ونصف، ميزتها زوابع رملية ورياح عاتية بلغت سرعتها 120 كلم في الساعة، في ظاهرة تعتبر استثنائية على شمال البلاد في هذه الفترة من السنة، خاصة وأنها جاءت مباغتة وسريعة من حيث استغراقها في الزمن. شكلت العواصف الرعدية المصحوبة بالرياح العاتية والرمال والارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجو، محور حديث المواطنين في الجزائر العاصمة وضواحيها، حيث أكدت الشهادات أن العاصفة التي اندلعت في حدود العاشرة والنصف مساء أثارت ذعر المواطنين خاصة بالجزائر العاصمة، أين انتظر بعضهم حدوث مضاعفات مناخية على شاكلة الأعاصير التي تعرفها بعض مناطق العالم. لكن بالنسبة للديوان الوطني للأرصاد الجوية فإن العاصفة التي اجتاحت مناطق وسط البلاد ليلة أمس الأول كانت عبارة عن انهيار حاد مفاجئ وسريع في حالة الجو، بدأ من المناطق الداخلية الغربية وبالضبط من منطقة تيارت بالهضاب العليا ليشكل رواقا إلى غاية منطقة قصر الشلالة ليستجمع قوته ويصعد في مسار نحو المناطق الساحلة مما يفسر قوته على مدينة الجزائر العاصمة. وحسب التفسيرات التي أفادنا بها رئيس قسم التنبؤات في مصلحة الأرصاد الجوية السيد بوعلام خليف، فإن الظاهرة تعتبر استثنائية ومباغته كما أنها سريعة من حيث الزمن، كانت متبوعة بخلايا رعدية غير رطبة، مما يفسر قلة تساقط الأمطار التي سجل بعض منها غير معتبر على المرتفعات العلوية، كما تسبب نقص رطوبة تلك العاصفة في زيادة قوة الرياح التي بلغت 120 كلم في الساعة، مع أنها كانت جد خفيفة طيلة اليوم. فالظاهرة حسب المسؤول في الأرصاد الجوية تعتبر طبيعية لكنها غير عادية واستثنائية بالنسبة للجزائر، حيث قال إن مصالح الأرصاد الجوية لا يمكنها بصفة عامة التنبؤ بالعواصف المفاجأة، لكن الأرصاد الجوية بالدار البيضاء تمكنت من التنبؤ بحدوث العاصفة ساعتين قبل حدوثها وقد أبلغت المصالح المختصة بها في بيان صدر عنها مساء أمس، علما أن التوقعات كانت تشير نهار أمس إلى هبوب رياح قوية خلال الليلة، لكنها لم تبلغ تلك الحدة. وبالنظر إلى الحالة الاستثنائية لتلك العواصف، فإن رئيس قسم التنبؤات بالأرصاد الجوية يؤكد إمكانية حصولها في أي وقت من أيام فصل الصيف، ويمكنها أن تكون أكثر أهمية ويمكن أيضا أن تكون متبوعة بأمطار معتبرة، لكن حالة الطقس بالنسبة لهذه الليلة وباقي أيام الأسبوع سوف تكون هادئة والحرارة موسمية تعادل 30 أو 32 درجة، مع ملاحظة تحسنا مقارنة بليلة أمس الأول. ومهما يكن من تقلبات جوية فإن مصالح الأرصاد الجوية تؤكد أنها أبلغت المصالح المعنية بنشرتها التي تؤكد قدوم الزوبعة ساعتين قبل حدوثها مما يضع مصالح أخرى أمام مسؤولياتها في حال تسجيل حوادث، مع الإشارة إلى أن سكان العاصمة وضواحيها ظلوا في حالة ترقب لهدوء العاصفة التي توقف مفعولها بصفة مباغتة مثلما انطلقت. غنية قمراوي:[email protected]