يجمع أرباب العمل على أهمية المشاورات التي أعلن عنها الوزير الأول عبد العزيز جراد بأمر من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والخاصة بالتشغيل، المترتبة عن تفشي فيروس كورونا وإجراءات الحجر الصحي، ويؤكد هؤلاء أهمية الخوض في الملف، فيما تختلف آراؤهم حول مصادر التمويل المقترحة للمرحلة المقبلة. وكشف رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل بوعلام مراكش في تصريح ل"الشروق" عن استحداث رقم أخضر على مستوى الكنفيدرالية لمساعدة المؤسسات المستنجدة في ظل الظروف الصعبة التي تواجه الشركات خلال فترة الحجر الصحي، وتشكيل خلية أزمة مكونة من 8 أشخاص، حيث يتم إيفاد مدققي حسابات ومحاسبين وخبراء للمتعاملين الذين يستنجدون بالكنفيدرالية، مؤكدا أنه تم خلال فترة 23 يوما من استحداث الرقم الأخضر استقبال 648 مكالمة وأن الكنفيدرالية تتوفر على ملف كامل يتضمن معطيات حقيقية حول وضعية المؤسسات يرتقب تسليمها للوزير الأول خلال المشاورات المنتظرة. ويقول مراكش أن حل الوضع الاقتصادي يجب أن يكون عبر 3 مراحل وهي الحلول على المدى القريب من خلال ضمان أجور العمال واستمرار المؤسسات خلال فترة تواجد فيروس كورونا، وإلى غاية التخلص منه بحكم أن وفاة المؤسسة خلال هذه الفترة سيمنع إعادة إحيائها بعد الوباء، كما يجب ضمان بقاء مناصب الشغل وصب الأجور في حسابات العمال وهو ما يفرض إجراءات سلسة من طرف الحكومة تجاه المشاورات. بالمقابل، حذر المتحدث من العودة مجددا لطباعة النقود قائلا أن كافة البلدان التي اعتمدت هذا السيناريو ندمت عليه ولم تأت أكلها، كما تحدث عن حلول على المدى المتوسط عبر الإنعاش الاقتصادي وإعطاء أولوية لقطاعات بناءة وفتح ورشات جديدة لإطعام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالصفقات والمشاريع، وتحدث عن حلول على المدى البعيد من خلال التخلص من التبعية للمحروقات. بالمقابل، تعتبر رئيسة الكنفيدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية سعيدة نغزة أن قرار الحكومة بفتح مشاورات مع النقابات وأرباب العمل قد جاء في أوانه بالنظر إلى الظرف الصعب الذي تمر به البلاد، مشددة على أن رجال الأعمال سبق وأن استفادوا من امتيازات بالجملة ولكن اليوم هم مطالبون بالوقوف مع الدولة الجزائرية والمساهمة جميعا للتخلص من الوباء وضمان بقاء المؤسسات والاحتفاظ بمناصب العمل، مشددة على أن المطلوب اليوم من الدولة هو تقديم تسهيلات في مجال الضرائب والقروض البنكية وهما النقطتان اللتان تثيران العراقيل بالنسبة لرجال الأعمال في وقت يطلب من هؤلاء ضمان تسديد أجور العمال، فاليوم الدولة الجزائرية بحاجة لأبنائها والوضع يفرض التضامن بين الجميع، تقول نغزة، في حين ثمنت بقوة خطوة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والوزير الأول عبد العزيز جراء باستشارة أرباب العمل، مشددة على أن الاستشارة جاءت في أوانها وبعد 4 أشهر من الانتخابات وهذه خطوة إيجابية. وكان رئيس منتدى رؤساء المؤسسات سامي عقلي قد دعا خلال نقاشات منتدى رؤساء المؤسسات في طبعتها السادسة الأسبوع الماضي إلى إنقاذ المؤسسات التي تجابه صعوبات في ظل تفشي وباء كورونا وتحدث عن مؤسسات عاجزة عن استيراد المواد الأولية وأخرى عاجزة عن تسديد أجور العمال المسرحين ومؤسسات أخرى مهددة بالاختفاء من السوق في هذا الظرف الصعب.