أعلن المكتب الوطني لمجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "كلا"، في بيانه الأخير الصادر مطلع الأسبوع الجاري بالجزائر العاصمة، عن موقفه الرافض لأي حديث عن عودة التلاميذ وباقي أفراد الأسرة التربوية إلى المدارس، أو الخوض في اقتراحات بخصوص مرحلة ما بعد العطلة الممدة إجباريا لهؤلاء دون التحصن بقرارات واضحة، تقدم فيها كافة الضمانات الصحية والعلمية وبكل شفافية لحمايتهم من أي تأثير، وإن كان جانبيا لجائحة كورونا. واعتبرت النقابة أن التوقف عن الدراسة كان بسبب هذا الوباء، وبالتالي لا يمكن رفع هذا القرار إلا بزوال الدافع إليه، ولا مؤشر لذلك حسبه إلا بإعلان الحكومة قرارها، بالرفع النهائي والشامل للحجر الصحي، مع تحميلها المسؤولية عن أي انعكاسات سلبية محتملة على صحة الجماعة التربوية، بعد استئناف الدراسة والدوام الحضوري لكل أسلاك القطاع. وفي حال تحقق هذا المطلب الجوهري والقاعدي، برفع الحجر نهائيا والعودة التدريجية للدراسة، اقترح ذات التنظيم النقابي في الشق البيداغوجي اقتصار التدريس على أقسام البكالوريا دون غيرها من المستويات، لإتمام بعض أهم الوحدات في المواد الأساسية، لإعادة التلاميذ إلى الجو الدراسي وتحضيرهم نفسيا لهذا الامتحان المصيري، مع إمكانية برمجة هذا الأخير وكذا امتحانات "البيام" في شهر جوان القادم، على أن تقتصر فقط على المواد الأساسية بكل الكفاءات المقدمة، وأيضا على المواد المكملة في الفصلين الأوليين. وخلال هذه المرحلة، شدد "الكلا" حرصه على الوضع في الحسبان هذه الأولويات البيداغوجية، ضمن فضاء صحي يلتزم فيه الجميع بقواعد الإجراءات الوقائية المعمول بها ضد كورونا، وتوفير الوسائل الكفيلة بتحقيقها، مع الصرامة في تطبيق توصيات التباعد الاجتماعي وتقليص عدد التلاميذ في الفوج إلى الثلث. أما في باقي المستويات الأخرى، التي تشمل كافة أقسام التعليم الابتدائي من السنة الأولى إلى الخامسة، وأيضا السنوات الأولى والثانية والثالثة من التعليم المتوسط والأولى والثانية من التعليم الثانوي، فيرجح البيان الفصل في مصيرهم الدراسي باحتساب معدلات الفصلين الأول والثاني، لهم وضمان الانتقال بمعدل النجاح، مع منح فرصة لأصحاب معدلات تتراوح بين 4,5 إلى أقل من 10 على 10 لتلافي الرسوب بالنسبة لتلامذة الابتدائي في دورة للاستدراك يبرمج تاريخها في غضون شهر سبتمبر. وكذلك الأمر بالنسبة لنظرائهم في المتوسط والثانوي ممن تتراوح معدلاتهم بين 9 إلى أقل من 20/20، وبخصوص امتحانات نهاية المرحلة الابتدائية، فترى النقابة وجوب إلغائها مع تنظيم دورة استدراكية تكون هي الأخرى في شهر سبتمبر، على أن يطبق بعدها برنامج خاص يحضر لاستدراك كفاءات الفصل الثالث، وهذا على مدار شهر سبتمبر، ليفتتح مباشرة بعد هذه المرحلة الموسم الدراسي الجديد 2020/2021، بداية من شهر أكتوبر ودون انقطاع. أما في حال عدم توفر الضمانات الصحية، يقترح "كلا" الإعلان رسميا عن نهاية السنة الدراسية، مع العودة في سبتمبر لإجراء امتحانات البكالوريا و"البيام" في نهاية هذا الشهر، أو في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر، وهي مقترحات يراها ذات التنظيم في المجمل هي الأنسب، باتخاذ إجراءات استثنائية على أساس أن الأزمة هي الأخرى استثنائية ويجب التعامل الواقعي معها وفق هذا المنظور، داعيا كافة الأطراف لتحمل الأعباء البيداغوجية في هذه المرحلة دون تنصل منها أو الاستثمار فيها حسب تصريح ذات المكتب دائما.