قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس، ان موسكو ليست قلقة على نظام بشار الأسد، بقدر قلقها على مستقبل سورية، مشيرا إلى أن تسوية الأزمة السورية يجب أن يتضمن ما يمنع نشوب الحرب الأهلية وانهيار الدولة السورية كما حصل في ليبيا التي تسير نحو الانهيار. وقال بوتين خلال المؤتمر الصحفي الكبير الذي عقده يوم 20 ديسمبر"نحن لسنا قلقين على نظام بشار الأسد في سورية، بل نحن قلقون بسبب ما يجري هناك حاليا، نحن ندرك بان هذه العائلة توجد في السلطة منذ 40 سنة، ولا ريب أن التغييرات لا بد منها" وأضاف "أن ما يقلقنا هو مستقبل سورية". وأضاف "نحن بكل بساطة لا نريد أن تقوم المعارضة الحالية بعد استلام السلطة، بمطاردة السلطة الحالية، التي سوف تتحول إلى المعارضة، ولا نريدها أن تصبح عملية بلا نهاية". وأشار إلى أن الذي "يهمنا طبعا هو موقع روسيا الاتحادية في المنطقة". وقال بوتين "نحن ندعو إلى البحث عن صيغة لتسوية المشكلة من شأنها أن تجنب المنطق وهذه البلاد من الانهيار واستمرار الحرب الأهلية . اعتقد أن الاتفاقات على أساس الانتصار في الحرب غير مناسبة ولا يمكن أن تكون فعالة". وحسب قوله فإن الموقف الروسي لا يكمن في بقاء الأسد ونظامه في السلطة مهما كلف الأمر، "بل في البداية يجب على الاطراف الاتفاق فيما بينها على كيفية العيش مستقبلا وكيفية ضمان امنها ومشاركتهم في ادارة الدولة، ومن ثم تغيير النظام الحالي على ضوء الاتفاق الذي توصلوا اليه سابقا". وأضاف "وليس على العكس، في البداية مطاردة وتصفية الموجود ومن ثم محاولة التوصل الى اتفاق". وأكد بوتين على أن روسيا ليست قلقة على مصير الأسد، ولا على مصالحها ليست الكثيرة في هذه المنطقة، بل البحث عن حل للمشكلة. وقال "هل كان السيد بشار الاسد يزور موسكو بصورة مستمرة خلال فترة رئاسته؟ لقد كان يزور باريس وغيرها من العواصم الأوروبية أكثر، مما كان يزورنا ". وقال رئيس الدولة أيضا ان موسكو لا تنوي ان تكرر في سوريا خطأها في ليبيا. ووجه لدى أجابته عن سؤال احد الصحفيين ، فيما إذا فقدت روسيا نفوذها في المنطقة بسبب موقفها بشأن الوضع في سورية ، بإعادة توجيه السؤال التالي :" هل فقدت روسيا مواقعها في ليبيا بعد ما فعله الغزاة المتدخلون هناك؟". وأضاف الرئيس الروسي قائلا :" مهما كانت تأويلات موقفنا فان الدولة(أي ليبيا) تنهار وتستمر فيها النزاعات الاثنية والفئوية والعشائرية. زد على ذلك بلغ الأمر لحد المأساة - بإغتيال سفير الولاياتالمتحدة - وهذا يمثل نتيجة ذلك العمل ؟ ويسألوني عن الأخطاء ، ألا يعتبر ذلك خطأ ؟ وأنت تريد منا أن نكرر هذه الأخطاء بإستمرار في البلدان الأخرى ".