تسعى الحكومة لفرض ارتداء الكمامات على المواطنين، حماية لهم من انتشار فيروس كورونا، في حال عادت الحياة لطبيعتها تدريجيا. والإشكال المطروح، هل الكمامات متاحة لجميع المواطنين وقبلهم الصيادلة، وهل المصنعة محليا توفر الحماية المطلوبة؟ تمنى وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، في آخر تصريحاته أن يتم الإعلان عن إجبارية وضع واستعمال الكمامات، وأن تصبح الكمامة مثل حزام الأمان في السيارة، يدفع من لا يضعها غرامة. في وقت يشتكي المواطنون من غياب الكمامات وحتى انعدامها من الصيدليات، في ظل تساؤلات عن الحماية التي توفرها الكمامات المصنعة يدويا بالمنازل والورشات. وفي هذا الصدد، أكد رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص، مسعود بلعمبري، في اتصال مع "الشروق" الأربعاء، أن الكمامات التي كانت تباع في الصيدليات قبل ظهور جائحة كورونا، مستوردة من الخارج، وهو ما تسبب في ندرتها بعد انتشار الفيروس. وأضاف، حتى نحن الصيادلة وجدنا صعوبة كبيرة في توفير كمامات طبية لمهنيي القطاع، وهو ما جعلهم يلجأون إلى الكمامات المصنعة في ورشات محلية، حيث قال "تعاقدنا مع ورشات ومصانع محلية لتصنيع الكمامات، متواجدة بولايات باتنة وتيبازة وسعيدة وبجاية وجيجل، لتصنيع كمامات للصيادلة، حيث نشتريها بمبالغ تتراوح بين 35 و45 دج للواحدة"، مؤكدا، إن نقابة الصيادلة هي من تختار القماش الصحي للكمامة وتعقمه. ولتوفير كمامات للمواطنين، أصبح الصيادلة يشترون أيضا المصنعة محليا لمصانع عبر الولايات، وتختلف اسعارها، حسب نوعية القماش ودرجة الحماية، ويتم شراؤها من تجار الجملة، بأسعار بين 36 إلى 120 دج، حسب نوعية القماش، وهو ما يجعلها تباع للمواطنين بأسعار مرتفعة نوعا ما. وأكد بلعمبري، أن الكمامات المصنعة محليا "توفر حماية نسبية لمرتديها، حيث أكدت منظمة الصحة العالمية في آخر نصائحها، أن الكمامات من غير الطبية او التقليدية، ساهمت في حماية مواطنين عبر كثير من الدول من كورونا". وكما أن مدينة ألمانية، كان يرتدي سكانها كمامات تقليدية، لم تظهر في مدينتهم إصابات بكورونا ل15 يوما، حسب قول المتحدث. ويرى محدثنا، "أن الكمامة التقليدية سهلة الاستعمال والتعقيم، كما أن المواطن لا يستعملها طيلة الوقت، مثل الأطباء، علما أنه بمجرد حديث الحكومة عن السعي لجعل ارتداء الكمامة إلزاميا للمواطنين، تساءل الجميع عن مدى توفر هذه الكمامات شبه المنعدمة في الصيدليات، مع غلاء أسعارها، فبعض العائلات لا تجد ثمن خبزة، فكيف بها شراء كمامة وصل سعرها حتى 400 دج للواحدة" حسب تعليقات على الفايسبوك.