هدد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بريطانيا, في تسجيل صوتي وضع على شبكة الانترنت بالرد "بشكل دقيق" على القرار الأخير لملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بمنح الكاتب الهندي الأصل سلمان رشدي لقب فارس, وقال الطبيب المصري الأصل, الذي يعتقد انه مؤسس عقيدة تنظيم القاعدة, إن تكريم بريطانيا لرشدي يعتبر اهانة للإسلام. قال الظواهري في خطابه المعنون "بريطانيا الخبيثة وعبيدها الهنود" كما ورد في تسجيل صوتي منسوب له, وضع على موقع غالبا ما تستخدمه مجموعات إسلامية, أنه إذا لم يتعظ براون فالقاعدة مستعدة لتكرار "الدرس", "أقول لاليزابيث ورئيس الوزراء السابق توني بلير أن "رسالة الملكة إليزابيث وتوني بلير" وصلت, وأننا في طور إعداد "رد دقيق" عليها, وخاطب رئيس الوزراء جوردون براون قائلا "سياسة سلفك قد جلبت عليكم الكوارث والهزائم في أفغانستان والعراق بل في وسط لندن، فان كنت لم تفهم الدرس فإننا على استعداد أن نكرره" في إشارة إلى الاعتداءات التي استهدفت قلب لندن بشكل خاص في السابع من جويلية 2005. وأضاف الرجل الثاني في القاعدة "لماذا لا يكرمون المؤرخ البريطاني ديفيد ايرفينغ؟"، ويجيب بأنه "لا تستطيع ملكة بريطانيا رئيسة كنيسة انكلترا أن تكرمه لأنها لا تستطيع أن تتمرد على سادتها اليهود", لأن ايرفينغ من المؤرخين الذين ينفون "الهولكوست" وإبادة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية, وقد أمضى 13 شهرا في السجن في النمسا بعد أن أدين بالقيام ب"نشاطات نيونازية", إلى أن خرج من السجن في ديسمبر 2006. وفي معرض ردها على بيان الظواهري الأخير، أصرت الحكومة البريطانية على موقفها القائل إن تكريم رشدي إنما يعكس مساهماته في المجالات الأدبية, حيث قال الناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية: "لقد أوضحت الحكومة أن النية من وراء تكريم رشدي لم تكن اهانة الإسلام أو الرسول محمد", إن "القاعدة قتلت قبل سنوات مدنيين بينهم عدد كبير من المسلمين حتى قبل قرار منح سلمان رشدي لقب فارس", وأوضحت "سنستمر في التصدي للتهديد الإرهابي الدولي وسنوليه أولوية لمنع الهجمات على المصالح البريطانية في بريطانيا والخارج خصوصا من قبل القاعدة". من جهته شدد رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون على أن بلاده "لن تقبل بتاتا بتهديدات المتطرفين", حيث قال براون في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية ردا على سؤال حول نتائج التدخل العسكري البريطاني إلى جانب الولاياتالمتحدة في العراق وأفغانستان على امن بريطانيا، "أود أن يتوحد الناس من كافة أنحاء العالم للقول بأننا لن نتساهل مع تهديد الجماعات المتطرفة لكافة القارات بمعزل عما يحصل في هذا البلد أو ذاك". للتذكير فقد أصدر الراحل الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية فتوى في 14 فبراير 1989 بهدر دم سلمان رشدي بتهمة الكفر اثر نشر روايته "آيات شيطانية", التي صدرت عام 1988 قد تعرضت للشجب والإدانة من جانب دول إسلامية اعتبرت أنها توجه إهانات لشخصية النبي محمد, على أثرها أصدر الخميني فتوى بقتل الكاتب وأعلن الزعيم الإيراني آنذاك أن المسلمين يتحملون مسؤولية قتل سلمان رشدي لخروجه عن الإسلام في روايته, إلى جانب هذا جاء في بيان للحرس الثوري الإيراني أن العالم الإسلامي سيظل يعتصر الألم قلوب الناس فيه مادامت الفتوى ضد الكاتب المارق سلمان رشدي لم تنفذ. حسين زبيري/ أف ب/ بي بي سي