شنّ خلال الأيام الأخيرة، عديد المواطنين حملة وطنية عبر الفايسبوك ومختلف مواقع التواصل لمقاطعة شراء الدجاج واللحوم البيضاء تحت شعار "خليه يربي الريش" وذلك بعد أن ارتفعت أسعار الدجاج واللحوم البيضاء وبلغت مستويات قياسية لتصل حدود 400 دينار للكلغ الواحد بعد أن كان 180 دينار، في عديد الولايات والمناطق. وأبدى المواطنون الذين تهاطلت تعليقاتهم، بعد ارتفاع أسعار الدجاج مباشرة عبر الفايسبوك، استياءهم وسخطهم من سيناريو ارتفاع الأسعار، الذي قالوا إنه أثقل كاهلهم خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك، ناهيك عن أزمة الوباء والحجر الصحي وتوقف نشاطات ومداخيل عديد العائلات، وطالبوا في هذا الشأن من جميع المواطنين مقاطعة شراء الدجاج إلى غاية نزول أسعاره، كما تحدثوا عن ضعف الرقابة وطالبوا بتوضيح أسباب هذا الارتفاع الذي وصفوه بالجنوني في أسعار الدجاج في شهر الرحمة والبركة. وللاستفسار أكثر عن هذا الارتفاع في أسعار الدجاج اتصلنا برئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده مصطفى زبدي، الذي صرّح في حديثه مع "الشروق" أنّ المكتب الوطني بالعاصمة لم يقم بعد بالمقاطعة، ومكتب البويرة هو الوحيد الذي قاطع شراء الدجاج، وبالنسبة للحملة الفايسبوكية التي شنّها المواطنون، بارك زبدي هذه المبادرة واعتبرها حقا من حقوق المواطن، واعتبر أنّ ارتفاع الدجاج واللحوم البيضاء مشكل موضوعي ترجع أسبابه إلى أن الموجود في السوق، حسبه، مجرد كتاكيت وضعت للتربية مع بداية أزمة كورونا، وغالبية المربين مُنعوا من التربية بسبب الحجر وعدم استفادتهم من رخص، لهذا وقع فراغ لمدة 10 أيام متتالية وبالتالي وقعت نُذرة في الدواجن وهذا ما أدى إلى الارتفاع، مشيرا في هذا السياق، أن الارتفاع من المفروض أن يكون بنسبة قليلة وليس كما وصفه بالجنوني، واعتبر الأمر بالمضاربة والاحتكار من قبل التجار. كما حمّل زبدي المسؤولية للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن "أوناب"، الذي لديه أزيد من 50 ألف طن من مخزون الدواجن، ولم يتحرك حسب زبدي في الوقت المناسب، من أجل كسر أسعار الدجاج التي بلغت 400 دينار للكلغ الواحد، مؤكدا أنه لو تدخل في أولى بوادر الارتفاع لما وصل السعر إلى ما هو عليه اليوم، كما صرح زبدي أنه من الممكن أن تنزل الأسعار في غضون الأيام المقبلة في حال وقع تحسن في سوق الدواجن، خاصة وأن استهلاك اللحوم البيضاء قليل جدا في ظل غلق المطاعم والجامعات، مقارنة بما كنا عليه في السابق. للإشارة فقد شرع أول أمس الديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن "أوناب" في تسويق مخزون من الدجاج قدره 57 ألف قنطار بسعر 250 دينار للكلغ الواحد، قصد كسر أسعار الدجاج التي ارتفعت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة، حيث تم تخصيص 51 نقطة بيع ثابتة على مستوى 23 ولاية بالإضافة إلى النقاط المتنقلة.