* email * facebook * twitter * linkedin عرفت أسواق الدواجن بقسنطينة منذ الأسبوع المنصرم، ارتفاعا قياسيا في الأسعار، بعد أن كانت لا تقل عن 180 دينارا، مسجلة نسبة زيادة تجاوزت 45 بالمائة مقارنة بالأسابيع الفارطة، حيث ارتفعت أسعار الدجاج بين 320 و350 دينارا للكيلوغرام الواحد. بلغ سعر الكيلوغرام من الدجاج في أسواق "الرتاج"، بالمدينة الجديدة علي منجلي، نهاية الأسبوع الفارط؛ 350 دينارا، فيما تراوح سعره في الأسواق الشعبية المعروفة، على غرار سوقي بطو وبومزو، بين 300 و320 دينارا للكيلوغرام الواحد، بعدما كانت لا تتعدى 180 دينارا، وهو ما خلف تذمرا كبيرا وسط المواطنين الذين امتنع الكثير منهم عن شراء الدجاج، وأبدوا تخوفا من استمرار ارتفاع أسعاره، خاصة مع الحجر الصحي وترامنه مع شهر رمضان، فيما أثار الارتفاع جدلا كبيرا في منصات التواصل الاجتماعي، حيث دعا الكثيرون إلى ضرورة مقاطعة هذه المادة التي تعرف استهلاكا واسعا من قبل المواطنين. في هذا السياق، أكد مدير التجارة بالنيابة، السيد عزوز قوميدة، أن مصالحه وبعد تعليمة الوزارة الوصية الصادرة خلال الأسبوع الفارط، اتخذت العديد من الإجراءات، وباشرت في مراقبة المذابح والمربين من أجل ضمان التموين المستمر للسوق، مضيفا أن إنتاج الدواجن في الولاية عرف قبل بدء إجراءات الحجر الصحي فائضا معتبرا، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الفارطة، بسبب قلة الاستهلاك، مما أدى إلى انخفاض أسعار الدواجن إلى مستويات قياسية، وصلت إلى 180 دينارا في الأسواق، قبل أن تستقر خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر رمضان عند 200 دينار، الأمر الذي جعل المربين يتكبدون خسائر معتبرة، إذا ما قورن سعر البيع عند المربين، والذي لم يكن يتجاوز 140 دينارا، مضيفا في نفس السياق، أن ما تم استهلاكه خلال رمضان هو المخزون، وقد استهلك بسبب الطلب المتزايد عليه، مما تسبب في ارتفاع الأسعار، كما وعد المدير المستهلكين بعودة الأسعار إلى طبيعتها خلال ال10 أيام المقبلة، بعد عودة المربين إلى الإنتاج من جديد. أضاف المدير أنه بالتنسيق مع المصالح الفلاحية بالولاية، وبعد اجتماعهم نهاية الأسبوع الفارط، تم تقديم اقتراح للديوان الوطني لتغذية الأنعام وتربية الدواجن "أوناب" فرع سكيكدة، لتزويد الولاية بكمية معتبرة من الدواجن المجمدة إلى غاية عودة الأسعار واستقرار السوق، كما تم اقتراح فتح عدة نقاط لتسويق المنتوج، على غرار نقطة بيع اللحوم المجمدة بالمنطقة الصناعية بالما ببوالصوف، ومنح كل التجار الذين يحوزون على وسائل التبريد والتخزين، كميات معتبرة لتسويقها وبيعها مباشرة للمستهلك. أما رئيس جمعية المربين وعضو المجلس الوطني لما بين المهن، ورئيس شعبة الدواجن بغرفة الفلاحة، السيد شريف بوخريصة، فأكد أن ارتفاع أسعار الدجاج خلال هذه الفترة تحديدا، كان متوقعا وتم تحذير مسؤولي القطاع مسبقا بتوقع ندرة في الأسواق، ورفع أسعار اللحوم البيضاء في منتصف شهر رمضان، بسبب الخسائر التي تكبدها المربون، خاصة الصغار منهم، الذين يمثلون 80٪ من الإنتاج الوطني. أضاف المتحدث ل"المساء"، أن عزوف المربين عن إنتاج الكتكوت بسبب الخسائر، جعل ثمنه يرتفع ويتضاعف إلى ثلاث مرات، كون السعر الحالي للكتاكيت يفوق 100 دينار، وهو رقم مبالغ فيه، لاسيما أن الثمن المرجعي لا يمكن أن يتجاوز 55 دينارا، وهو الأمر الذي زاد في سعر الكيلوغرام من الدجاج، مشيرا في نفس السياق، إلى أن الأشهر السابقة تعد من المراحل الأولى في التربية وتحضير الكتاكيت، حتى تكون جاهزة للتسويق بعد 50 أو 60 يوما، أي الوقت الذي يتزامن وشهر رمضان المبارك، مؤكدا أن المربين اليوم باتوا ينتجون دجاجا قابلا للاستهلاك في مدة 40 يوما، كما دخل عدد كبير منهم مرحلة إنتاج الكتاكيت، وهو ما يؤشر لانخفاض الأسعار قريبا. تساءل رئيس المجلس المهني لشعبة الدواجن، عن سبب تأخر مسؤولي القطاع في المصادقة على دفتر الشروط الذي تم وضعه على مستوى الوزارة، المحدد والمنظم لعمل المتدخلين في هذه المهنة، حيث قال، إنه وبمجرد دخوله حيز الخدمة، سيسمح بتنظيم العمل وإعطاء كل ذي حق حقه، والقضاء على الدخلاء.