بلغت أسعار اللحوم البيضاء 450 دينارا ببعض مناطق الوطن، لتعرف بذلك ارتفاعا جنونيا وغير متوقع منذ انتهاء عيد الفطر، في وقت أرجع فيه الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين هذا الارتفاع إلى نقص الإنتاج الوطني الذي يقدر حاليا ب20 ألف طن شهريا، بينما يستهلك الجزائريون زهاء 30 ألف طن. وتعرف أسعار اللحوم البيضاء سيما لحم الدجاج، ارتفاعا متواصلا بشكل جنوني وغير متوقع بعد عيد الفطر، حيث وصلت مستويات قياسية لم تبلغها في نفس الفترة من السنوات الماضية، وهو ما أثار تذمر المواطنين ودفع بالبعض إلى رفع دعوة لمقاطعة شراء هذا النوع من اللحوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على غرار الدعوة السابقة لمقاطعة فاكهة الموز التي ارتفعت أسعارها هي الأخرى بشكل جنوني بعد العيد، قبل أن تأخذ في التراجع إلى نفس السقف السابق. وأطلق رئيس فرع العاصمة لجمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، تصريحات صحفية مؤخرا أعرب فيها عن امتعاض جمعيته من الارتفاع الجنوني لأسعار لحوم الدجاج، معتبرا أن هذا الارتفاع غير مبرر على الإطلاق مسجلا بأنها المرة الأولى في بلادنا التي يصل فيها سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الدجاج إلى450 دينار، وهو الأمر الذي دعا العديد من المواطنين ومن بينهم رئيس فرع العاصمة لجمعية حماية المستهلك إلى الدعوة لمقاطعة شراء لحم الدجاج عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك. واشتكي العديد من المواطنين في هذه الأيام من الارتفاع الكبير الذي عرفته أسعار الدجاج والذي شهد قفزة نوعية من حدود 190 إلى 400 دينار للكيلوغرام الواحد وهو ما لم تتقبله الأغلبية من الجزائريين . وكشف العديد من المواطنين "ان ما يقوم به التجار من خلال رفعهم لأسعاره جاء من باب الانتهازية ومن اجل تحقيق الربح وإعلان الجشع من طرف التجار"، معتبرين "أن ارتفاع أسعار الدجاج في الآونة الأخيرة إلى أعلى مستوياته حيث بلغ سعره 400 دج للكلغ الواحد وليست له أية مبررات مرجعين السبب إلى غياب الرقابة وعدم التحكم في حركة الأسعار والمضاربة". وفي هذا الإطار، انتقلت "الحياة العربية" إلى بعض الأسواق الشعبية على مستوى العاصمة ولاحظت الارتفاع، حيث قفزت أسعاره فعلا من 190 دينار إلى غاية 400 دينار مرة واحدة ذلك ما أثار غضب المواطنين وأدى إلى تراجع إقبالهم عليه. وأوضح العديد من التجار "أن الارتفاع الحاصل في أسعار الدجاج والبيض يعود إلى التهاب أسعار أغذية الدواجن التي قفزت من 2500 دينار للقنطار إلى أكثر من 3700 دينار للقنطار الواحد مما جعل الديوان الوطني لأغذية الدواجن غير قادر على تلبية احتياجات المربين وهو ما دفع هؤلاء إلى شراء الأغذية بأسعار باهظة من عند الخواص، كما أرجع التجار ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء إلى ارتفاعها على مستوى أسواق الجملة في ظل غياب مديرية التجارة ميدانيا عن كل الأسواق والمحلات التجارية التي يفرض أصحابها منطقهم كما يشاءون، وعليه يضطرهم الآمر إلى رفع أسعارها بأسواق التجزئة". جدير بالذكر فقد أرجع الناطق الرسمي لاتحاد التجار الحاج الطاهر بولنوار على أسباب استمرار أسعار الدجاج في الارتفاع في مختلف الأسواق بشكل متفاوت عبر الوطن أين وصلت إلى أكثر من 450 دينار في الوقت الذي كان الجميع ينتظر تراجعها بعد انقضاء شهر رمضان إلى نقص الإنتاج رغم أن المتسوق يلاحظ وجود وفرة في العرض ولا يقابله طلب كبير بسبب الغلاء. وحسب تقديرات المسؤول فإن الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء يبلغ حاليا أقل من 20 ألف طن شهريا، في حين أن المواطن الجزائري يستهلك شهريا ما يقارب 30 ألف طن، مرجعا أسباب نقص العرض إلى تراجع تربية الدجاج لدى المربين التقليديين بسبب الحرارة الشديدة، موازاة مع تزايد استهلاك الدجاج بعد رمضان خلال هذه الفترة التي تخصص عادة للأعراس والولائم فضلا عن تزايد استهلاك الوجبات السريعة سيما الدجاج على الشواطئ. وتوقع الحاج الطاهر بولنوار أن يعود الوضع إلى حالته الطبيعية بعد حوالي شهر إلى شهرين من الآن ما يعني حسب تقديراته أن لهيب أسعار الدجاج سيستمر في خلق معاناة لمستهلك ذو الدخل المحدود.