الأديبة سامية بن بغيلة من مواليد مدينة عين البيضاء بولاية أم البواقي، عشقت نظم الشعر منذ نعومة أظافرها، مكنتها مكتبة أبيها بالتبني من معاقرة وتصفح ما طاب لها من قصص وروايات ودواوين شعرية سندا لها في نظم بعض المحاولات الشعرية في بداية مشوارها مع بعض الفنون الأدبية. وفي لقائها مع "الشروق"، عادت بها الذاكرة إلى سنوات المرحلة الابتدائية حين كانت تدرس بمدرسة كانوني الطيب، التي درس بها الكثير من الأدباء والشعراء على شاكلة رشيد بوجدرة، ورئيس الحكومة السابق رضا مالك، فكانت أول محاولة لها في خلال السنة الأولى أساسي في قصيدة لها بعنوان يا بني اليهود، لتكون فيما بعد إحدى الممثلات في نادي المسرح بثانوية زناي الحاج بالقاسم بعين البيضاء لتنظم بعدها إلى جمعية أوراق ثقافية، ثم أسّست جمعية حواء الغد النسوية الثقافية، بداية من سنة 1998 ليكون إيذانا لمشوارها الأدبي، الذي اتبعته بتأسيس النادي الأدبي للمرأة المبدعة الذي ضمّ مجموعة من المثقفات، لتصبح عضوا في اتحاد الكتاب الجزائريين منذ سنة 1999، ونشرت انتاجات أدبية في عدة صحف وطنية شاركت في عدة ملتقيات ومسابقات شعرية، ونظمت الملتقى الأدبي النسوي الأول للأدب والفن التشكيلي سنة 2018 برعاية وزارة الثقافة. ومن انتاجاتها رواية اللاجئين، مقتل عذراء، مجموعة قصص قصيرة، ديوان شعر بين العمودي والنثري، ونصوص مسرحية منها المربوح باللهجة العامية، والانتظار باللغة الفصحى، وكذا موسوعة الموروث الثقافي، وترد أزمة عدم إقبال القراء على متابعة الإنتاجات الأدبية وقراءة ما ينتجه كتابنا من روائع أدبية إلى عوامل كثيرة أثرت سلبا في المحيط الأدبي والفني بصفة عامة، فبالنسبة لفئة من الناس شغلتهم الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة التي أبعدتهم عن قراءة الإبداعات الشعرية والروائية والقصصية. كما أن قلة برمجة الأيام الأدبية والثقافية والترويج لها وإن كانت فهي لا تستقطب جمهورا يتابع ما يعرض فيها من إبداعات الأقلام في شتى الأنواع الأدبية، وغياب فئة المثقفين من ذوي الاختصاص بصفة خاصة عن هذه الملتقيات رغم قلتها، وتؤكد أن نسبة معتبرة من الأدباء قد قلت إنتاجاتهم وظلت حبيسة الأدراج، في غياب من يزيل ما علق بها من غبار ويتلذذ بقراءتها، وانتقادها بتثمينها أو قدحها، لتضيف لابد من إعادة الاعتبار للمطالعة خاصة في كل المراحل التعليمية لخلق ذوق فني لدى المتمرسين منذ الصغر، ولما لا بتحفيزهم بمنحهم جوائز عن عدد ما قرأه من روايات أو قصص أو كتب علمية أو تاريخية بالنسبة للمستويات العليا من التعليم. ورغم مسؤولية البيت إلا أنها تعطي قسطا من الوقت للكتابة، كما تبحث عن دور نشر بمصر أو لبنان لإصدار بعض أعمالها التي لازالت لم تعرف طريقها إلى القارئ، وما تأسفت له، هو أن بعض الأدباء لقلة إقدام القراء على اقتناء أعمالهم الأدبية بالمكتبات يلجؤون إلى عرضها خلال الملتقيات لبيعها عن طريق الإمضاء الحضوري للعرض متى يعود القارئ إلى رحاب الكتاب بمختلف أنواعه لكونه أنيسا وزادا فكريا. ج. ل