* email * facebook * twitter * linkedin أقامت الشاعرة سامية بن أحمد مؤخرا، مسابقة أدبية، ختمتها بإعلان النتائج في حفل أقيم بمكتبة "الإحسان" في باتنة، بحضور نخبة من شعراء وشاعرات المنطقة، حيث وشددت الشاعرة على ضرورة الالتفاف حول من يخدم الثقافة بشتى فنونها. تم تكريم الفائزات في مسابقة سامية الأدبية التي انطلقت يوم 18 ديسمبر من السنة المنقضية، ودامت إلى ال 5 من شهر فيفري الجاري، تحت شعار "طريقي إلى الكتاب"، حيث فازت الكاتبة أحلام حجاز بالمرتبة الأولى، والشاعرة وهيبة بن سلين في الثانية، وهدى طبوش من البويرة التي اعتذرت عن حضور الحفل. في كلمة لها خلال جلسة التكريم، أكدت الشاعرة بن أحمد أن الجزائر لديها الكثير من الطاقات الإبداعية، تحتاج إلى الاكتشاف، منوهة بدور الأدباء والمثقفين في عملية البناء، مع إصرار المبدعات على إعلاء صوت الحرف، وأضافت "أن المناسبة استلهمتها من مكتبة الإحسان، وعرضت الفكرة بالفضاء الأزرق، حيث لاقت ردا إيجابيا وتفاعلا رائعا دعما لبعث الحركية الثقافية بالولاية"، واستطردت "الساحة الثقافية والأدبية بموضوعاتها، هي مهمة المثقفين والأدباء والشعراء والكتاب، مما يجعل هذه المبادرة تستقطب قلوب الناس وعقولهم، ودعوة صريحة في المقابل لتشجيع المقروئية والإقبال على الكتاب باعتباره خير جليس". من جهته، أكد الشاعر طارق ثابت على أن المثقفين هم السد المنيع للحفاظ على الهوية الثقافية ضد ما وصفه بمحاولات الاستغراب والتشويه، داعيا إلى تثمين مثل هذه المبادرات الهادفة، وأثنى على جهود الشاعرة سامية في رعاية الأدباء والكتاب، وفي النهوض بالمشهد الثقافي في الجزائر. بالمناسبة، قدمت مجموعة من القصائد والنصوص التي نالت إعجاب الحضور بمشاركة الشاعرات نورا القطني، سعاد جارف، والكاتبة نور شمس النعيمي ونبيلة الدر. في هذا السياق، ألقت الشاعرة نورا القطني قصيدة بعنوان "تغريدة الحب"، عبرت فيها عن سر العلاقة التكاملية بين العاشقين من خلال قصة حب شاعرية جميلة في قالب جذاب يحمل كل معاني الدفء، مبرزة من خلالها الصورة المثالية لأسمى معاني العشق، وقالت في المستهل، إن الحب روضة، وأن الأمنيات تجيد رسم حدود الحب، وأن لكل الناس غاية يهدفون إليها في كنف الحب. عن المرأة وقصائدها، تدور القضية التي طرحتها نورا القطني ضمنيا لنقاش غير معلن، لتلتقي حولها الشاعرات، محاولات جميعهن الرد على التساؤلات المثارة حول أصالة النص الشعري النسوي، والموهبة الشعرية النسائية التي يثار حولها الكثير من الجدل، وإبداع المرأة الأدبي المعرض دائما للنقد والتقليل من موهبتها والتشكيك في إبداعها، رغم ما حققته من الإنجازات في مختلف المسابقات الشعرية والأدبية وما كتب، وهي تتأهب لإصدار ديوانها الثاني "ريح في المنفى". أما المبدعة سعاد جارف، فوصفت المناسبة بأحلى اللقاءات التي يعبق فيها البنفسج بدفء المعنى، وبسلام الاشتياق، وأوضحت أنها كفيلة بلم المبدعات لبعث حركية النشاط الثقافي والفني بالولاية، وقالت "كم هو جميل أن تلتقي الأرواح التي ألفتها المحطات الزمكانية يوما، لتجتمع على الحرف في لحظة إقرار بالنجاح في أجواء الفرحة". بأسلوبها الراقي، تمكنت الشاعرة نبيلة الدرو المعروف عن قصائدها أنها ذات ملامح بصرية، من البحث في المكنون، لتضفي الجمالية على المحتوى وتخطف الأضواء، وتؤكد أن الإبداع مهما تنوعت أصنافه وأساليبه، فن لا جنس له، وأن الفائزات متمكنات، شغلن حيزا من الاهتمام وسط الحضور الذي هنأهن بالتتويج المستحق. من جهتها، أكدت نخبة من شعراء الولاية، على دور الشعر في تمرير الرسالة للمتلقي وترسيخ محبة الشعر وحب تعلمه وإتقانه عند الجيل الجديد، مع تثمين مبادرة الشاعرة سامية التي فسحت المجال للتلاقي وتبادل الأفكار. في حديثها ل"المساء"، أكدت الشاعرة سامية بن أحمد أن في أجندتها نشاط مماثل، يشمل تنظيم مسابقة لشاعرة الأوراس، بمناسبة اليوم العالمي للشعر المصادف ل21 مارس المقبل، تتنافس فيه 12 مشاركة. أما المتوجة أحلام حجاز، فهي ممرضة إسعاف، هواياتها جمع الطوابع البريدية والعملات النقدية، الطبخ والمطالعة، وهي منخرطة في عدة جمعيات ونواد، منها نادي "خير جليس" و"جمعية بيت الشعر" بسطيف، ومن إصدارتها "عطر الماضي" 2017 ورواية "تمرد الأقحوان" 2018، وقصص للأطفال منها "بنت الخباز"، "لؤلؤة البحر" و"الأصدقاء الثلاثة"، وشاركت في كتاب جامع بالمغرب "نون النسوة"، وتحصلت على عدة تكريمات وشهادات شرفية ورشحت لجائزة أفضل أديبة في العالم.