الشاعر الشاب رضوان زعيم ل”السلام”: رضوان زعيم من مواليد 14/11/1998 بالشطية ولاية الشلف، طالب سنة ثانية جامعي بكلية الآداب والفنون جامعة الشلف، تخصص دراسات نقدية شاعر ونائب رئيس النادي الثقافي للإبداع والتوعية جامعة الشلف. حاوره: أ . لخضر . بن يوسف كيف كانت بدايتك مع كتابة القصيدة ومن هو الشخص الذي آمن بموهبتك في الكتابة منذ البداية ومتى كان ذلك؟ كانت بدايتي في كتابة القصيدة كبداية أي شاعر مبدع، يعني محاولات شعرية تتخللها الأخطاء النحوية والعروضية وكذا الركاكة في المعنى والأسلوب، وكان أول من آمن بموهبتي كشاعر هو أخي هشام الذي يكبرني بسبعة أعوام، وكان ذلك في فترة دراستي بالثانوية، كان يخبرني – وحتى اليوم – بأن لدي شاعرية يمكنني من خلالها الخوض في بحور الشعر. برأيك متى وكيف يصبح الإنسان شاعراً، هل الشعر موهبة، وراثة أم يأت الشعر على خلفية المعاناة أم أن هناك أمورا أخرى هي التي تصنع الشاعر؟ لا يصير الإنسان شاعرا ما لم تكن ذاته شاعرية، أي أن الشعر – من وجهة نظري – هو طبع في الذات لا يمكن نزعه منها كما لا يمكن إلصاقه فيها..لا أقول أن الشعر فطري ولكني أقول هو جزء من قدر ذلك الإنسان الشاعر، أي هبة ربانية. توجهتِ نحو الشعر، هل سنرى سفينتكِ راسية في يوم ما على شاطئ آخر كالرواية مثلاً ؟ الشعر هو الفن الأدبي الأول عندي، لكنه لم يمنعن من تجربة الفنون الأدبية الأخرى كالقصة القصيرة، إذ كانت لي محاولات فيها، ولا أستبعد أن تكون هذه الأخيرة فنا أدبيا راقيا أضيفه إلى حقيبة إبداعي، أما بالنسبة للرواية فهي لا تستهويني بذلك القدر الذي يمكنني من خلاله الكتابة فيها- مع احترامي للروائيين- فأنا لا أقصد الاستهزاء أو الإنقاص من قدرهم أو قدر فن الرواية. هل واجهتك صعوبات في صقل موهبتك؟ إن أكبر الصعوبات التي واجهتها في صقل موهبتي الشعرية هي كلام المثبطين والذين لا يعلمون عن الأدب والفن شيئا، كما أنني لم أعش في محيط يسمح لي بالتعرف على الأدباء والمبدعين والاحتكاك بهم. ما الذي دفعكِ للكتابة، ومتى دوّن قلمك أول نص؟ رغبتي في جمع ما أكتب من الشعر جعلتني أدون ما تجود به قريحتي، فكنت في بداية مشواري الأدبي أنظم البيت والبيتين من الشعر إلى أن وصلت إلى كتابة نص شعري ( قصيدة) مضبوط بالوزن والقافية تحت عنوان ” الليل الطويل” وكان هذا قبل ثلاث سنوات تقريبا. حدثنا قليلاً عن إنتاجك وإبداعاتك الأدبية، وما هي الموضوعات التي تطرقتِ إليها ؟ لدي ديوان شعر غير مطبوع تحت عنوان ” القصيد” يتناول عدة مواضيع وأغراض شعرية، فقد نظمت في المدح والرثاء والمرأة والغزل والحكمة والوطنيات وموضوعات أخرى وجدانية ولعل أبرز ما يلاحظه القارئ في ديواني هو اهتمامي بموضوعات المرأة، وذلك أن الأنثى هي نصف الشعر عندي كما هي نصف المجتمع فهي تعني لي الحب في قصيدة “سلي قلبي” وتعني الوطن في قصيدة ” الحسناء” والوجود في قصيدة ” حواء” ، ولم أغفل في ديواني عن قضية فلسطين فقد أدرجتها في عدة قصائد لي أذكر منها قصيدة “الوعد المقدس” وقصيدة “لا صح عيد لنا” وإن ديواني الشعري منظوم على الشعر العمودي، تتنوع بحوره بتنوع مواضيعه، كما لا أنسى أنني أضفيت عليه لمسات إنسانية وصور شعرية معبرة. من هو قدوتك الأدبيّة؟ إذا كنت تحدثني عن الشعر فإن أبى الطيب المتنبي هو قدوتي في الشعر، وإن كنت تحدثني عن الأدب بصفة عامة فإن كل من يثري رصيدي الأدبي ويدفعني إلى النهوض بمواهبي هو قدوة لي. يُلاحظ في الآونة الأخيرة تحوّل العديد من الشعراء إلى كتابة الرواية، كطالب جامعي تخصص دراسات أدبية وشاعر أيضا، كيف تنظر إلى هذه الظاهرة؟ إن ولوج الكثير من الشعراء إلى عالم الرواية هي ظاهرة أراها بالإيجابية وأرى فيها مدى البعد والتنوع الثقافي والأدبي الذي يتمتع به هؤلاء شرط أن يتعلموا هذا الفن ويدرسوه من ذويه حتى إذا ألفوا فيه كتبا كانت بالقيمة والساعية لرقي ذلك الفن، لا كما يصنع بعض الكتاب اليوم – سامحهم الله – يؤلفون روايات لا ترقى إلى النشر من أجل الشهرة والبنان، فعلى المبدع والأديب أن يحترم الفنون الأدبية الأخرى فلا يخوض في أشياء لا علم له فيها. كيف يؤثِّر المكان في كتابة الشاعر وفهمه لذاته؟ المكان هو مجموعة الصور والأصوات التي يتلقاها الشاعر، فإما تلائم ذاته فتساعده على الإبداع وإخراج مكنوناته وإما تسبب له ضغطا يثبط آلة إبداعه فلا يفكر إلا في تغيير المكان أو الهروب منه. هل يمكن لشكل الشعر ونوعه أن يحدّد ذات الإنسان الشاعر؟ نعم يمكن ذلك..فشكل الشعر قد يظهر محافظة أو تجديد الشاعر، ومن جهة الموضوعات، فالشاعر الملتزم بقضية ما مثلا يظهر لنا اتجاه ذاته وما تسعى إليه. يتميز شعرك بالعمق والإيحاء والجمال، ما هي مصادر إلهامك الشعري ؟ مصدر إلهامي الأول هو الشاعرية التي أمتلكها وكذا قراءتي للكثير من الشعراء من مختلف العصور الأدبية. هل تحتاج إلى الغموض في كتاباتك الشعرية أم تستغني عنه بالوضوح البياني؟ في الحقيقة يمتاز شعري بالوضوح والبيان ولا أحتاج إلى الغموض فيه، لكن إذا قادني للغموض فلن أتكلف في ايضاحه لأنها حاجة الشاعر، وإني أرى الغموض في الشعر من البلاغة اللغوية. طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟ حاليا بدأت في كتابة إلياذة حول موضوع السلام العالمي كمشروع ثاني بعد اكمالي لديواني الأول..كما أنني أعمل على مشروع دراسي لنيل شهادة الدكتورة في الأدب…وأود أن تتخطى كلماتي الخطوط الجغرافية وتصل رسالتي الأدبية إلى العالم. كلمة أخيرة للجريدة أتقدم بالشكر الجزيل لجريدتكم المحترمة وسعيها في إظهار الإبداعات الأدبية وتفجير الطاقات الشبابية والرقي بها.