أفادت مصادر مؤكدة ل "الشروق اليومي"، أمس، أن الانتحاري الذي نفذ الاعتداء الذي استهدف ثكنة للجيش بمدينة الأخضرية ولاية البويرة بشاحنة مفخخة، يدعى حفيظ محمد وهو من بلدية لقاطة دائرة برج منايل ولاية بومرداس.. وكشفت مصادر متطابقة أن الانتحاري حفيظ محمد المكنى في تنظيم "القاعدة" باسم "صهيب أبو مليح" وهو في العشرينيات من العمر نشأ يتيم الوالد، وهو ينحدر من عائلة انخرط عدد من أفرادها ضمن الجماعات الإسلامية المسلحة منذ فترة طويلة. حيث كان اثنان من أفراد العائلة ضمن أبرز الناشطين في التنظيم المسلح ويتعلق الأمر بكل من المدعو حفيظ فاروق، الذي كان ينشط ضمن سرية "الأرقم" بمنطقة زموري وحفيظ أحمد الذي كان ينشط ضمن سرية "الأنصار" بنواحي برج منايل. وكان حفيظ محمد المكنى "صهيب" قد التحق بالتنظيم المسلح العام الماضي، ضمن سرية "الأنصار" بعد أن ورطه سعداوي عبد الحميد المكنى "يحيى أبو الهيثم" أمير المنطقة الثانية في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" رفقة عنصر آخر يدعى ندرومي عبد المالك في تنفيذ اعتداء إرهابي راح ضحيته عدد من المدنيين. وبعد فترة وجيزة أخبره "يحيى أبو الهيثم" أن مصالح الأمن تبحث عنه، فاضطر إلى الصعود إلى الجبل وكلفه بعدة اعتداءات استهدفت أساسا نصب حواجز مزيفة ضد رجال الأعمال والمقاولين والتجار في منطقة القبائل وقد كان يتكفل بجمع أموال الفدية ومنحها مباشرة إلى أمير المنطقة الثانية "يحيى أبو الهيثم".. وبعد إعلان تحول تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" إلى تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" قرر عبد المالك درودكال المكنى "أبو مصعب عبد الودود" تنحية "يحيى أبو الهيثم" من إمارة المنطقة الثانية وتعويضه بالمكنى "سفيان فصيلة"، وهذا بعد أن تأكد من تورط "أبو الهيثم" واسمه الحقيقي سعداوي عبد الحميد في نهب وتحويل أموال "الجماعة" لفائدة عدد من أفراد عائلته وهي الممتلكات التي حجزتها أجهزة الأمن بعد أن أخطرت بها رسميا من طرف أحد "التائبين" بعد تفجيرات "الأربعاء الأسود". وعلى الرغم من إدانة "أبو الهيثم" من طرف عدد من قيادات "الجماعة السلفية" وحتى الجنود فيما يتعلق بعمليات نهب الأموال ونصب الحواجز المزيفة دون إخطار باقي قيادات التنظيم المسلح، إلا أن تعيينه كأحد المقربين من "أبو مصعب عبد الودود" بدل فصله ومعاقبته عزز القناعة بوجود علاقة خاصة بين الرجلين تحول دون معاقبته أو عزله. وبعد فترة وجيزة حول "صهيب" إلى قيادة التنظيم المسلح حيث بقي هناك يخضع للأوامر مباشرة من "أبو مصعب" الذي كلفه بتنفيذ العملية الانتحارية التي استهدفت ثكنة الجيش بالأخضرية الأربعاء الماضي. وبخصوص ماضيه ذكرت مصادر "الشروق اليومي" أن "صهيب" لم يغادر التراب الجزائري ولو لمرة واحدة إلى الخارج، كما أن انخراطه في صفوف الجماعات المسلحة جاء بسبب تأثير أفراد عائلته عليه وأيضا الوسط الاجتماعي الذي نشأ فيه. أنيس رحماني:[email protected]