الدماء أرخص شيئ عند المجرمين وهي أول شيء يسألون عنه يوم القيامة تبنى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي حولت تسميتها إلى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أمس الاعتداء الانتحاري الذي استهدف مركز للشرطة بمدينة الثنية والذي خلفت مقتل أربعة أشخاص بينهم ثلاثة من الشرطة وإصابة 35 آخرا بجروح متفاوتة الخطورة. وقال بيان صادر عن التنظيم الإرهابي، تسلمت "النهار" نسخة منه، أن الانتحاري الذي نفذ الاعتداء يدعى حمزة أبو عبد الرحمن (من بلدية لقاطة دائرة برج منايل ولاية بومرداس علما أن الاسم الحقيقي لهذا الانتحاري هو مصطفى بن عبيدي ويقيم حاليا بدوار حاج احمد التابع إداريا لبلدية زموري ببومرداس. وقال بيان التنظيم المسلح وقعته اللجنة الإعلامية لتنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" أن الانتحاري نفذ الاعتداء في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا ممتطيا شاحنته المملوءة بما لا يقل عن 650 كلغ من المتفجرات ليقتحم بها مقر قوات الشرطة القضائية بمدينة الثنية. وتجنب التنظيم الإرهابي الرد على الدراسة الشرعية التي أصدرها أمير تنظيم "حماة الدعوة السلفية" والتي عرض فيها الأدلة الشرعية التي تبطل العمليات الانتحارية من منظور الشرعية الإسلامية علما أن هذا التنظيم المسلح يعتبر أول تنظيم مسلح في الجزائر يؤيد أسامة بن لادن في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وهي الاعتداءات التي تبرأ منها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" ولا يؤيدها. وقال تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في بيانه أن الفتاوى الصادرة عن التيار السلفي والتي تبث عبر إذاعة القرءان الكريم والتي تجرم العمليات الانتحارية "فتاوى كاسدة" وجدد تمسكه بمنهج الخوارج المعتمد في أيام "الجماعة الإسلامية المسلحة" حيث قال أن هذه الفتاوى ستكون "دافعا إضافيا لنا كي نعتمد هذا الأسلوب المبارك". القاعدة تعترف بمقتل أحد أبرز قياداتها أطلق التنظيم المسلح الاعتداء الذي استهدف مركز الأمن بالثنية باسم "غزوة عبد القادر أبي البراء"، وعلمت "النهار" من مراجع مطلعة، أن الأمر يتعلق بالإرهابي رومان قدور، وهو من مواليد 12 نوفمبر 1964 بالثنية بولاية بومرداس. وقال بيان المجموعة الإرهابية، تلقت "النهار" نسخة منه، أن "عبد القادر أبي البراء"، هو من قدماء الناشطين في التنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وقد لقي مصرعه قبل الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مركز الأمن بالثنية، والذي ساهم كثيرا في الإطاحة بهذا القيادي في "القاعدة" يذكر أن رومان قدور كان التحق بالتنظيم الإرهابي سنة 1998 ضمن سرية الثنية التابعة لكتيبة الأرقم، وقد تم القضاء عليه في 23 جانفي الجاري بمنطقة وادي العزلة ببني عمران، وهي المرة الأولى التي تعترف فيها قيادة التنظيم المسلح بفقدان هذا القيادي.