أصبحت عودة الحياة لكل ملاعب الكرة في العالم، قضية وقت، بعد أن بدأت الدوريات تتهاطل مثل الغيث على الكثير من ملاعب المعمورة، بالرغم من أن أقواها لحد الآن هو الدوري الألماني الذي يعني أحد بلاد الكرة المعروفة في العالم التي سبق لها وأن فازت بكأس العالم أربع مرات ونظمت المنافسة الكبرى مرتين، إضافة إلى كونها تضم الفريق الكبير بيارن ميونيخ وعرفت لاعبين نجوما كبار، خلدوا في التاريخ، ومع ذلك فقد بدأت دوريات محترمة كثيرة، في انتظار لحاق إسبانيا ثم إنجلترا ونهاية بإيطاليا في هذا الشهر، جوان، ويبقى الخاسر الأكبر هو الدوري الفرنسي الذي انتحر بقرار ذبح الفرق والنجوم، ومنهم الكثير من اللاعبين الجزائريين. في ذروة وباء كورونا لم ينج من مقصلة الوباء القاتل إلا الدوري البيلاروسي الذي لا يمتلك من الفرق سوى بوروسوف المشهور في أوروبا، والذي سبق وأن لعب رابطة أبطال أوروبا في دور مجموعتها، وتقابل مع بورتو وخسر بسداسية سجل منها النجم الجزائري ياسين براهيمي ثلاثة أهداف، وكان هذا الدوري المتواضع يثير غيرة بقية الدوريات، خاصة أنه يسمح للجماهير بالحضور، قبل أن يتراجع الوباء في الكثير من البلدان التي تشجعت بعد المغامرة الجميلة التي قامت بها ألمانيا التي كانت الأولى في خوض المنافسة، وقد تكون إسبانيا الأولى في السماح للجماهير بالحضور، وستعود الكرة إلى محبيها تدريجيا، على أمل أن يكون الخاسر الوحيد في هذه العودة هو وباء كورونا الذي أحدث مجازر في كل العالم، وخاصة في البلدان العاشقة للعبة كرة القدم. من أقوى الدوريات في أوروبا التي رجعت، نجد الدوري البرتغالي الذي له صيت في أمريكا اللاتينية وإفريقيا، تعتبر البرتغال من البلدان التي جعلت الوباء تحت السيطرة، وهو ما جعل عاصمتها لشبونة مرشحة دون غيرها لاحتضان ما تبقى من منافسات رابطة أبطال أوروبا، إلا إذا حدثت أمور جديدة من الناحية الصحية في العالم وظهرت مستجدات عن كورونا التي ما زالت الحدث الأول في العالم، ومعلوم أن البرتغال يلعب فيه الجزائري رفيق حليش ومهاجم بارادو السابق نعيجي وغيرهما من اللاعبين، ويضاف إليه الدوري اليوناني الذي يضم اللاعب الدولي المصاب هلال سوداني، وهو دوري محترم لا يمكن لأنديته الفوز بأي لقب أوروبي ولكن قيمة المنتخب ثابتة وسبق له وأن فاز بلقب أمم أوروبا في البرتغال على حساب رفقاء رونالدو الذي كان حينها شابا يافعا. والملاحظة الطاغية هي أن غالبية الدوريات التي استرجعت الروح من أوروبا خاصة في جزئها الشمالي والشرقي، مثل الدوري البلغاري ودوري جمهورية التشيك وخاصة بولونيا والمجر وهي بلدان كبيرة في عالم الكرة، حيث سبق لتشيكوسلوفاكيا وأن بلغت نهائي كأس العالم مرتين، كما لعبت المجر نهائي المونديال في مناسبتين وكلاهما لم يتوج باللقب، أما بولونيا فإن كبارها من نجوم الكرة لا يعدّون، من زمن تومازوفسكي ولاطو وكادوخا إلى زمن ليفاندوفسكي، وفي شرق أوروبا أيضا عاد الدوري الأرميني والأستوني والسلوفيني، التابع لبلد سبق له اللعب ضد المنتخب الجزائري في كأس العالم سنة 2010 جنوب إفريقيا وكانت الغلبة لسلوفينيا بهدف من هفوة قاتلة من فوزي شاوشي، كما عاد دوري ليتوانيا والجبل الأسود وكوسوفو وصربيا، أما بالنسبة للدول التابعة لأوربا الغربية فيأتي في مقدمتها الدوري النمساوي في بلد هو جار وتوأم لألمانيا والدوري الدانماركي والإيسلندي بالرغم من أن دوريات النرويج والسويد الأكثر إصابة بكورونا لم تنطلق بعد، كما عاد الدوري الألباني ودوري جزر الفارو، ودوري تركمانستان، أما في قارة آسيا فقد عاد دوري الكوريتين الشمالي والجنوبي، ودوري فيتنام التي كانت من بين الدول التي تغلبت على الوباء ونجح شعبها في مقاومته، كما أعلنت زيلندا الجديدة منذ يومين خلو البلاد نهائيا من أي حالة إصابة بكورونا، وتركت الدوري المحلي يصنع أفراح أبناء البلاد وبحضور الجمهور في بلد شارك مرة واحدة في كأس العالم، وحتى الكيان الصهيوني أعاد الدوري المحلي ليس متحديا لكورونا فقط وإنما للجرح الفلسطيني بعد أن لعب صفقة القرن وحاول ابتلاع الضفة الغربية، بينما تعتبر سوريا البلد العربي الوحيد، الذي أعاد للكرة روحها، ولا تنشط في الوقت الحالي لعبة كرة القدم في كامل قارة أمريكا إلا في كوستاريكا البلد الذي أبدع في المونديال وينتمي له الحارس البارع برافو. ب.ع