مصائب قوم عند قوم فوائد، حتى وإن كانت المصيبة بحجم وباء كورونا، الذي قتل لحد الآن ما يزيد عن العشرة آلاف نسمة في كل بلاد العالم، لكن بعد زواله سيصب في مصلحة الكثير من البلدان والمجتمعات وحتى الأفراد وفي كل المجالات بما فيها رياضة كرة القدم. فمثلا فريق ريال مدريد الإسباني، كان من المفروض أنه قد لعب مباراة ذهاب ثمن نهائي رابطة أبطال أوربا في مدينة مانشستر أمام أشبال غواديولا، بعد أن خسر على أرضه بهدفين مقابل هدف واحد، من دون نجم مانشستر سيتي الأول البلجيكي دوبراين، لأن اللاعب كان مصابا، والتقارير الطبية حاليا تتحدث عن تعافيه جزئيا من الإصابة وفي حالة العودة في شهر ماي أو جوان للمنافسة الأوروبية، سيكون السيتي مكتمل الصفوف وسيضم حتى الجناح الألماني ساني الذي غيبته الإصابة موسما كاملا حيث استرجع عافيته وكان خلال الوسم الماضي أحد أحسن لاعبي الفريق وقد يعود المدافع الفرنسي لابورت، وحتى نابولي الذي سيواجه برشلونة في العاصمة الكاتالونية سيستعيد نجمه السنيغالي كوليبالي الذي غاب مطولا عن المنافسة بسبب الإصابة، ولو لعبت المباراة يوم الأربعاء الأخير لخرج نابولي من دون أدنى أمل بسبب ضعف دفاعه، مع الإشارة إلى أن مباراة الذهاب التي لُعبت في نابولي إنتهت بتعادل إيجابي بهدف لمثله. العالم فقد أسابيع كثيرة من عمره بسبب حضر التجوال بل حضر الحياة العادية الذي فرضته كورونا، ولكن لاعبي الكرة المصابين ربحوا تلك الأسابيع وعددهم كبير جدا في العالم، ومنهم نجوم الجزائر، حيث كان الخضر يستعدون لمواجهة زيمبابوي بقائمة طويلة من الغائبين بسبب الإصابة، ومنهم على وجه الخصوص نجم نيس يوسف عطال، ولكن التقارير الطبية تقول الآن بأن اللاعب جاهز للمنافسة وبعد عودة المباريات في الدوري الفرنسي في شهر ماي ربما، فسيكون في تشكيلة باتريك فييرا رفقة زميله بوداوي الذي أصيب هو أيضا في الفترة الأخيرة، وربما تغريدة يوسف عطال الخاصة بكورونا عندما طلب من الجزائريين الاهتمام بصحتهم وبالوقاية والتي عنونها بالآية الكريمة: عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، كان يقصد منها هذا الأمر، وهي فرصة أيضا لتنقل عطال إلى فريق آخر بعد عاصفة كورونا وقد يكون الميلان حسب آخر التقارير الإعلامية الإيطالية. هلال سوداني الذي ضربته الإصابة مع ناديه اليوناني ألمبياكوس وبخّرت تواجده مع الخضر في المباراة التي كان من المفروض أن تلعب في أواخر مارس، توقفت المنافسة بسبب كورونا وجعله على نفس الطريق مع بقية زملائه في النادي اليوناني وأيضا مع زملائه في الخضر، فقد باشر سواداني عملية التأهيل منذ يوم الخميس وقد يكون جاهز مع عودة النشاط الكروي في اليونان التي لم تدخل الدرجة الثالثة لحد الآن مع كورونا ولكن نشاط الكرة فيها متوقف وحتى التدريبات. إسحاق بلفوضيل أكثر المتضررين من الإصاب الخطيرة، بعد موسم كامل من الغياب عن ناديه هوفنهايم الألماني وحتى عن المنتخب الجزائري، بعد موسم خرافي في البوندسليغا، قد نشهد عودته بعد عاصفة كورونا، في بلد دخل المرحلة الثالثة مع وباء كورونا وصار مصيره قريب من إسبانيا وحتى إيطاليا، ومنطقة بافاريا التي يتواجد فيها نادي بيارن ميونيخ أقوى الأندية عل الإطلاق في ألمانيا تاريخيا، هي الآن تحت الحجر وحالة الطوارئ من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومنه لعبة كرة القدم التي يتنفسها أهل بافاريا وميونيخ قبل أن تشغلهم كورونا بضحاياها، وقد يكون حال عدلان قديورة مشابه قليلا لحال العربي هلال سوداني، فاللاعب بعد توقف الدوري القطري مثل كل الدوريات العالمية وجد نفسه على نفس ضربة البداية مع بقية اللاعبين الجزائريين الناشطين في الدوري القطري، وإذا طال أمد الحجر الممارس على اللعبة الشعبية ودورياتها، فإنه سيعود للملاعب مع عودة الدوريات وقد يعود صاحب الرابعة والثلاثين من العمر للخضر، بعد أن ظن كثيرون بأن إصابته قد أنهت مشواره الكروي. تأجيل المباريات تحت أي سبب من الأسباب كان دائما في صالح اللاعبين المصابين حتى يسترجعوا عافيتهم ويشاركوا خاصة في الدوريات الكبرى، تصوروا أن لاعبين كبار تم إعلان غيابهم من كأس أمم أوربا 2020 بسبب الإصابة وآخرون كانوا في الشك ومنهم زملاء محرز، وهم الفرنسي لابورت والألماني ساني وخاصة البلجيكي دوبراين، ولكن تأجيل كأس أمم أوربا إلى غاية الصيف القادم سيكون في صالحهم وسيشاركون، وقد يغيب من هم جاهزون حاليا بسبب الإصابة أيضا، كل هذا إذا صار وباء كورونا من الماضي وتمكنت البشرية من التحكم فيه بقليل من الأضرار؟ ب. ع