لم يخف اللاعب الدولي السابق عبد العزيز قشير استياءه من الوضع الذي يعرفه المحيط الكروي الذي تجاوز حسب قوله الحدود في التعفن، مادام أن هناك مسيرين يفتخرون بفسادهم دون خوف ولا حياء، مضيفا أن التسريب الصوتي الأخير يجب أن يكون انطلاقة فعلية لمحاربة الفساد في الوسط الكروي، كما يتمنى مقاضاة كل من له تسريبات أو تصريحات سابقة مسيئة، حتى لا تكون قضية حلفاية وسعداوي مجرد تصفية حسابات. قشير تحدث أيضا عن مشوار بلماضي مع المنتخب الوطني ومسيرته مع "الخضر" خلال فترة التسعينيات والتهميش الذي عانى منه في تلك الفترة. أولا أين يتواجد عبد العزيز قشير، وهل مازال في محيط الكرة؟ أنا حاليا في مسقط رأسي مدينة القل، أما فيما يخص الكرة فأنا خارج مجال التغطية، لأن الأمور جد متعفنة. قد أعود مستقبلا إذا تغير الوضع، أنا جد متلهف لاستئصال هذا الورم الخبيث. ما تعليقك على التسريب الصوتي لرئيس وفاق سطيف حلفاية والمناجير سعداوي؟ ما يمكن قوله هو ضرورة أن تكون الأبعاد التي أخذتها قضية التسجيل الصوتي المسرب بمثابة نقطة الانطلاقة الفعلية لمحاربة الفساد في الوسط الكروي الجزائري، وطرح الملف على طاولة العدالة كفيل بردع كل الأطراف التي عاثت في المنظمة الكروية فسادا، وهذا رغم أنها ليست الأولى على الصعيد الوطني، وعليه لابد من الحرص على محاربة الفساد بشتى أنواعه وفي جميع القطاعات، فالمنظومة الكروية في بلادنا تجاوز فيها التعفن الخط الأحمر وأصبحوا يفتخرون بفسادهم عبر القنوات التلفزيونية دون خوف ولا حياء. كيف تفسر مظاهر الرشوة وترتيب المباريات في البطولة، وما هي القرارات التي يجب اتخاذها؟ الإصلاح يستوجب التغيير الجذري، لأن الواقع الميداني يجعلنا بحاجة إلى ثورة حقيقية وشاملة، ولابد من ترسانة قانونية جديدة حتى لا يكون الفراغ القانوني الذي ترك مجال المناورة الواسعة للدخلاء على عالم الكرة المستديرة، فأحكموا قبضتهم على التسيير، وحادوا بالكرة عن إطارها الرياضي إلى درجة أنها أصبحت الفضاء المناسب للتلاعب بالمال العام دون حسيب ولا رقيب. كما أتمنى من وزير الشباب والرياضية ووزير العدل الرجوع إلى التسريبات والتصريحات السابقة لبعض الرؤساء واللاعبين من أجل استدعائهم أمام القضاء، حتى لا تكون قضية المدير العام لوفاق سطيف ووكيل اللاعبين قضية تصفية حسابات. توليت رئاسة وفاق القل، فهل وقفت على مثل هذه المظاهر السلبية، وكيف كان موقفك؟ ترأست وفاق القل لمدة لم تتجاوز شهرين ونصف، والسبب الذي جعلني أتولى هذه المهمة هو إقدام بعض الفاسدين على جلب رئيس من قسنطينة، وفي الجمعية الانتخابية قدم وعودا كاذبة أمام أعضاء الجمعية العامة، وذلك بالتبرع بألف قفة في رمضان وألف محفظة مع الدخول الاجتماعي، وكانت كل وعوده كاذبة، ناهيك عن استقدامه 14 لاعبا من خارج مدينة القل بمبالغ خيالية، بعد ما أمضى لكل لاعب ب300 مليون سنتيم. أيعقل لفريق غلافه المالي الإجمالي لا يتجاوز 500 مليون يستقدم 14 لاعبا، كل واحد يمضي بمبلغ 300 مليون. وقد مني معه الفريق بهزائم خلال المباريات الثلاث الأولى من الموسم، ماذا تستنج؟ لهذا السبب قمت بإبعاد هذه العصابة من أجل إنقاذ الفريق. نتحول إلى المنتخب الوطني، ماذا تقول عن المسيرة التي حققها بلماضي مع "الخضر"؟ مسيرة المدرب جمال بلماضي جد ممتازة، حيث ظهر "الخضر" بوجه مشرف في نهائيات كأس إفريقيا بمصر الشقيقة، وهو الوجه الذي كان كل الشعب الجزائري ينتظره مند مدة طويلة. ما هي عوامل نجاح بلماضي حسب وجهة نظرك؟ هذا يرجع إلى شخصية المدرب جمال بلماضي وكفاءته، بدليل أنه خلال فترة قليلة أصبح لدينا منتخب متكامل بخطوطه الثلاثة، وأصبحت المنتخبات الكبيرة تحسب ألف حساب لهذا المنتخب. كيف تنظر إلى مستقبل المنتخب الوطني تحت إشراف بلماضي؟ أنا متفائل في هذا الجانب، وإن شاء الله سيكون مستقبلا حافلا بالتتويجات إن وفرت له الظروف والإمكانات اللازمة، كما يجب أن يمنح له الوقت من أجل رفع مستوى المنتخب الوطني وتشريف الكرة الجزائرية في المحافل الدولية. هل هناك مناصب تحتاج إلى الدعم تحسبا للتحديات المقبلة؟ حاليا نملك منتخبا متكاملا بخطوطه الثلاثة، وقوة المنتخب هو توفره على تشكيلتين (فريقين) وهذه قوة بلماضي الذي قام بزرع المنافسة على المناصب وسط اللاعبين، كما قام بتكوين مجموعة متكاملة بشكل جعلنا نملك منتخبا نفتخر به ولا نخاف عليه. هل يمكن أن تحدثنا عن مشوارك مع المنتخب الوطني والعقبات التي واجهتك؟ البداية كانت مع منتخب الأواسط سنة 1985 بقيادة المدربين أحمد زيتون ومختار بلعابد رحمهما الله، حيث أحسست معهما بأنني جزائري. وفي منتخب الآمال كنت تحت إشراف المرحوم لالماس وبوزيد إلياس 1989/1990، أما مع مسيرتي مع أكابر "الخضر" فكانت موسم 93-94 من طرف المدرب ماجر. مشكل المنتخب الوطني آنذاك نخرته الجهوية، حيث كانوا يعتبروننا جزائريين من الدرجة الثانية، وهو السبب الأساسي الذي حطم آنذاك المنتخب الوطني في تلك الفترة. لكن بقيت مع المنتخب الوطني بعد رحيل ماجر عام 1995، وبرزت بشكل لافت في دورة الغابون، كيف حدث ذلك؟ نعم، حيث استدعاني المدرب فرقاني. وقد شاركت في 3 مقابلات ودية، أول مقابلة كانت ضد مالي، وفي دورة في تونس شاركت ضد موريتانياوتونس. وبعد حوالي شهر شاركت في دورة دولية في الغابون ضد منتخبات الغابونوالكاميرون وكوت ديفوار، حيث شاركت في مقابلتين كأساسي ودخلت في مباراة الغابون كبديل. في المقابلة الثانية أمام الكاميرون فزنا برباعية نظيفة. وقد لعبنا نهائي الدورة أمام كوت ديفوار وانهزمنا بركلات الترجيح، فيما تحصلت على كأس أحسن لاعب في هذه الدورة. هذا مكنك من التواجد في نهائيات "كان 96″، أليس كذلك؟ فعلا، فقد كنت ضمن القائمة المعنية بنهائيات "كان 96" بجنوب إفريقيا، حيث لم أشارك في المقابلات الأولى بسبب الإصابة في الفخذ الأيسر، لكن شاركت في الشوط الأول أمام بوركينا فاسو بعد ما رجعت من إصابة، لكن في تصفيات كأس العالم لم أشارك في أي مقابلة، والسؤال يبقى مطروحا. لماذا لم تشارك في مباراة كينيا عام 1996، لحساب تصفيات مونديال فرنسا 98؟ لم أفهم ماذا حدث بالضبط، ففي المقابلة التحضيرية كنت ضمن التشكيلية وقام المدرب فرقاني بتحضري كأساسي، أما في يوم المقابلة لم أجد نفسي حتى في كرسي الاحتياط، نفس القضية حدثت لزميلي خالد لونيسي الذي كان أساسيا في المقابلة التحضيرية ويوم المقابلة الرسمية لم يشارك. المسؤولون على المنتخب الوطني هم من كانوا يقومون بزرع الجهوية داخل المنتخب وليس اللاعبين، لأن جميع زملائي اللاعبين كانت تربطني بهم علاقة جيدة. الكثير توقعوا لك مسيرة احترافية ناجحة، لكن ذلك لم يتم، لماذا في رأيك؟ هناك عدة أسباب حالت دون تجسيد هذا الطموح، من بينها قلة القنوات التلفزيونية التي كانت تسير من بعض الصحفيين الرياضيين، لأن البعض منهم كانوا مشجعين لبعض الفرق، ولم يعطوا لي حقي في الإعلام، بدليل أنهم لم يستضيفوني ولو مرة واحدة في بلاطو التلفزيون، وهذا رغم أنني تحصلت على جائزة أحسن لاعب في دورة دولية أمام منتخبات كبيرة وعريقة مثل الكاميرون وكوت ديفوار، دون نسيان بعض المدربين الذين مروا على المنتخب الوطني، والسبب واضح وضوح الشمس. لكن الكثير يجمع على أن مسيري شباب باتنة كان لهم دور مباشر في حرمانك من الاحتراف، ما قولك؟ طبعا يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية، خاصة فيما يتعلق بعدم تسريحي إلى شبيبة القبائل. حتى أثناء العودة من الدورة الدولية في الغابون قال لي المدرب فرقاني لماذا لا تلعب في فريق من العاصمة، وسمى لي ثلاثة فرق وقال لي إن تلعب في واحد منها ستكون أساسيا في المنتخب الوطني بدون منازع. وقد تلقيت حينها عروضا مهمة، على غرار شبيبة القبائل ومولودية الجزائر، كما تلقيت عروضا من تونسوالإمارات، وقد تنقلت شخصيا إلى الإمارات، وتدربت هناك حوالي 45 يوما إلا أن إصرار بوعبد الله على عدم تسريحي أرغمني على العودة إلى أرض الوطن، ما حرمني من فرصة لا تعوض للاحتراف. اسم قشير لا يزال راسخا في أذهان أنصار "الكاب"، كيف تفسر ذلك؟ تركت مكاني نظيفا، حيث أعتز بمسيرتي مع "الكاب"، بداية بتحقيق الصعود إلى القسم الأول عام 1993، وصمودنا في حظيرة الكبار، وكذا وصولنا إلى نهائي كأس الجمهورية عام 1997. هل من إضافة في الأخير؟ أتمنى من أنصار وفاق القل الالتفاف والوقوف مع فريقهم من أجل العودة إلى مكانته الحقيقية، وعلى أنصار شباب باتنة أن يقفوا مع الفريق وليس مع الرؤساء، لأن قوتهم كما عودونا في السابق تكمن في حبهم لفريقهم والوقوف معه في السراء والضراء، وتحياتي أيضا لأنصار شبيبة سكيكدة متمنيا لهم التوفيق، وفي الأخير أطلب من المولى عز وجل أن يرفع عنا هذا الوباء والبلاء وأن يشفي مرضانا ويرحم موتانا، كما أشكر جريدة الشروق المحترمة على هذه الالتفاتة الطيبة.