عادت الحيوية نوعا حد ما إلى حي دبيبالعلمة بولاية سطيف، وانخرط التجار في حملات الوقاية من وباء كوفيد 19، لتفادي أي انزلاق صحي قد يوقع الشارع التجاري في المحظور. التجار تحركوا في مبادرات فردية، وأخرى تحت لواء اتحاد التجار، لنشر الوعي وسط المتسوقين بهذا الحي، الذي يقصده آلاف الزبائن من كل ولايات الوطن، فبمجرد أن تقرر رفع الحظر على المحلات، عادت الحيوية إلى مدينة العلمة، وإلى هذا الحي بالذات، الذي كان مقبرة للأشباح طيلة ثلاثة أشهر كاملة. لكن اليوم الحيوية عادت من جديد، وعادت معها حركة البضائع التي تنوعت بين الأواني والملابس والأحذية والأقمشة والأدوات الكهرومنزلية والهواتف النقالة وأجهزة الإعلام الآلي وألعاب الأطفال، وامتد النشاط إلى أصحاب الطاولات، الذين انتشروا من جديد في مختلف الشوارع والأزقة، وعاد معهم أصحاب "الشاريطات" لتحميل البضائع ونقلها، في حيوية غابت منذ مدة. كما عاد أصحاب الحظائر الفوضوية لفرض منطقهم على الزوار، فمن كثرة توافد الزبائن والتجار، من الصعب اليوم أن تجد مكانا لركن السيارة، خاصة أن الحياة التجارية انتعشت مع عودة لوحات ترقيم السيارات لمختلف الولايات، بما في ذلك أقصى الجنوب وغرب البلاد. هذه العودة قابلها تخوف لدى البعض من نقل العدوى، في ظل التوافد الكبير للزبائن، ولذلك بادر اتحاد التجار، بالتنسيق مع جمعية مرضى سرطان الثدي، بتنظيم حملات توعوية لحث التجار على استعمال وسائل الوقاية، والحفاظ على التباعد الجسدي، وتعقيم المحلات، وعدم السماح بدخول عدة أشخاص دفعة واحدة، وتم خلال العملية توزيع الكمامات مجانا على الزوار، والحرص على استعمالها بمجرد الوصول إلى مداخل الحي التجاري. وهي المبادرة التي لاقت استحسانا كبيرا وسط المتوافدين على الحي. كما حرص كل تاجر على اشتراط الكمامة على زبائنه، وعدم السماح لأي زائر بدخول المحلات بدون قناع واق. فحسب السيد يوسف، وهو تاجر مختص في بيع لواحق الهواتف بحي دبي، فإن الوعي انتشر بشكل ملحوظ بالمنطقة، والتجار تأثروا فعلا من فترة التوقف عن النشاط، ولذلك وجدوا أنفسهم مرغمين على احترام شروط الوقاية والسلامة، لتفادي انتشار الوباء، ولعدم الوقوع في التصرفات التي قد ترغم السلطات على غلق الحي من جديد، ويقول يوسف "حفظ النفس أولى من حفظ المال، والحمد لله تجار دبي كلهم كانوا في المستوى المطلوب، وهم الآن يسهرون على تطبيق إجراءات الوقاية بكل صرامة، فلا يسمح لأي شخص بالدخول إلى المحل بدون كمامة"، ويؤكد محدثنا أن تجار دبي تضامنوا مع عمالهم منذ بداية الجائحة، وظلوا يدفعون لهم الأجور طيلة فترة الحظرن التي دامت 3 أشهر كاملة. واليوم يؤكد التجار على وعيهم الكبير بفرض الانضباط بطريقة تلقائية، لأنها الحل الوحيد للحفاظ على الصحة، وهذا المكسب التجاري العملاق. وحسب التجار الذين تحدثنا إليهم، فإن الحياة عادت من جديد إلى دبيالعلمة، لكن النشاط التجاري لم يبلغ ذروته، بعد خاصة مع غياب الأشقاء التونسيين بسبب غلق الحدود، وهي الفئة التي اعتاد عليها تجار دبي، وتكونت علاقة حميمية وأخوية بين أبناء البلدين، ولذلك فهم ينتظرون عودتهم بفارغ الصبر، حيث لوحظ كذلك شغور شبه تام بفنادق مدينة العلمة، التي كانت منتعشة بالإخوة التونسيين، الذين انتصروا على الوباء في بلادهم، وينظرون نفس النتيجة في الجزائر، لتعود حيوية دبيالعلمة الى أيام زمان.