ألمح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت، إلى إمكانية تنفيذ جيش بلاده عمليات عسكرية خارجية "إذا تطلب الأمر ذلك"، مؤكداً أن أي تدخل مباشر لمصر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية. جاء ذلك في تصريحات له بثها التلفزيون الرسمي خلال تفقده وحدات من القوات الجوية للجيش المصري في قاعدة جوية بالمنطقة العسكرية الغربية للبلاد قرب حدود مصر مع ليبيا التي يبلغ طولها نحو 1200 كيلومتر. وأظهر التلفزيون الرسمي لقطات للرئيس المصري وهو يشاهد مقاتلات وطائرات هليكوبتر وهي تقلع من القاعدة الجوية. وقال السيسي مخاطباً قوات الجيش: "كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا". وأضاف أن: "الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد، يحمي ولا يهدد، وقادر على الدفاع عن أمن مصر القومي داخل وخارج حدود الوطن". وأشار السيسي إلى أن جيش بلاده بقواته الجوية وحرس الحدود يعمل منذ أكثر من 7 أعوام على تأمين الحدود مع ليبيا، مشيراً إلى أنه يعتز بما وصلت إليه قوات الجيش المصري من نظم تسليح. واعتبر السيسي، أن "أي تدخل مباشر من الدولة المصرية (في ليبيا) باتت تتوفر له الشرعية الدولية، سواء بحق الدفاع عن النفس، أو بناءً على طلب السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة في ليبيا وهو مجلس النواب (طبرق)". وتعتبر الأممالمتحدة الحكومة الليبية برئاسة فائز السراج، السلطة الشرعية المعترف بها دولياً في ليبيا. ونددت الحكومة الليبية، أكثر من مرة، بما قالت، إنه دعم عسكري تقدمه كل من مصر والإمارات وفرنسا وروسيا لقوات خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، الذي بدأ في 4 أفريل 2019. وتساند تركيا حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في طرابلس. وبدعم تركي تمكنت حكومة الوفاق من صد هجوم استمر 14 شهراً للسيطرة على طرابلس من قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة حفتر. وأضاف السيسي في كلمته: "سيكون أهدافنا (حال التدخل في ليبيا) حماية الحدود الغربية، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية، باعتباره جزءاً من الأمن القومي المصري، وحقن دماء الشعب الليبي، ووقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق المفاوضات الشاملة تحت رعاية الأممالمتحدة". واستنكر عدم الاستجابة لما يسمى "إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية"، والذي كان يتضمن قرار وقف إطلاق النار في 8 جوان الجاري. ومع تراجع قوات حفتر وخسارتها كامل الحدود الإدارية لطرابلس وأغلب المدن والمناطق في المنطقة الغربية أمام الجيش الليبي، طرحت مصر مؤخراً، ما يسمى "إعلان القاهرة لحل الأزمة الليبية"، غير أنه قوبل برفض قاطع من الحكومة الليبية ودول أخرى. وقال السيسي: "نتكلم مع الشعب الليبي وليس طرفاً ضد آخر وليس لنا مصلحة إلا أمنكم واستقراركم"، وفق تعبيره. واعتبر أن "تجاوز (مدينتي) سرت (شمال وسط ليبيا) والجفرة (جنوب شرق طرابلس) خط أحمر". وأضاف: "لن يدافع عن ليبيا إلا أهلها، ومستعدين نساعد ونساند". وتابع: "عمرنا ما كنا غزاة لأحد، ولا معتدين على سيادة أحد، لكن احترمناكم ولم نتدخل؛ لأننا لا نريد أن يذكر لنا التاريخ أننا تدخلنا في بلدكم، وأنتم في موقف ضعف". واستدرك: "لكن الموقف الآن مختلف، الأمن القومي العربي، والأمن القومي المصري والليبي يهتز، لا نرغب في شيء إلا أمن واستقرار وسلامة ليبيا". وتابع السيسي: "يخطئ من يعتقد أن حلمنا ضعف، وأن الصبر تردد، صبرنا صبر لاستجلاء الموقف وإيضاح الحقائق لكن ليس ضعفاً وتردداً". ومؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.