تشهد حالات الإصابة بوباء كورونا في ولاية ميلة، منحى تصاعديا خطيرا، حيث تسجل كل يوم إصابات جديدة ووفيات من حين لآخر، وقد وصل عدد الإصابات عبر الولاية منذ ظهور الوباء إلى غاية مساء الأحد 103 إصابة مؤكدة و6 وفيات حسب وزير الصحة. ولاية ميلة التي كانت من بين الولايات التي عرفت رفع الحجر الكلي عنها تعاني هذه الأيام من تراخي وغفلة المواطنين، الذين باشروا عمليات التسوق واستعمال وسائل النقل المختلفة، واقامة الجنائز عادت الى عهدها الأول قبل ظهور الفيروس، والمعزين يجلسون بالعشرات بالقرب من بعضهم البعض، دون مراعاة التدابير الوقائية اللازمة التي فرضتها السلطات على المواطنين، فلا كمامة ولا تعقيم، خاصة بالمناطق النائية والجبلية، وهي ذات المناطق التي تشهد الآن انتشارا كبيرا للفيروس بين المواطنين الذين أصبحوا غير مصدقين بوجود المرض رغم الإحصائيات الرسمية التي تؤكد أن اغلب المستشفيات بالولاية ممتلئة عن آخرها، ويتم الآن إعطاء الدواء للمصابين وتحويلهم إلى منازلهم لفرض الحجر الصحي. وحسب مصادر طبية، فمن المشتبه بإصابتهم بالفيروس من يتجولون جهارا نهارا في غياب المتابعة والردع من الجهات المعنية ما ينذر بكارثة حقيقية مستقبلا، خصوصا بعد إصابة العديد من المسؤولين بالولاية ووفاة مدير الشباب والرياضة مؤخرا، في الوقت الذي يحاول البعض التخفيف من حدة المأساة وتقزيم الوضع، والحقيقة التي يؤكدها الأطباء والعارفون بتطور الفيروس أن الوضع بولاية ميلة مقلق فعلا، خاصة في الأيام التي تلت الفتح ورفع الحجر الكلي عن الولاية، حيث اتسعت رقعة الإصابات لتشمل العشرات من المواطنين في ظل عجز المستشفيات عن التكفل بالمصابين بسبب التزايد الكبير في عدد الإصابات، وعدم وعي المواطن بالخطر، وبالتالي توقع انفلات الأمور.