أطاحت مصالح الدرك الوطني بالجزائر العاصمة بعصابة تتكون من 13 شخصا، استولت على ملايير أحد المصانع الكائن في بئر توتة بالعاصمة، وبفضل حنكة واحترافية رجال الدرك تم استرجاع 32 مليار سنتيم، كما تم حجز عدد من المركبات، خزائن فولاذية مصفحة وأسلحة بيضاء ومعدات خاصة بعمليات السطو. وقد تمكّنت الدرك بعد تحقيق عميق ومعقّد لمدة شهر وعشرين يوماً، حسب ما جاء في بيان القيادة ، من فكّ خيوط قضية تعرّض لها صاحب أحد المصانع بمنطقة الشعايبية ببئر توتة بالعاصمة، حيث استولت عصابة مُتمرِّسَة على مبلغ ضخم، إلا أن مهنية أفراد الدرك كانت لهم بالمرصاد، فأسفر التحقيق عن توقيف 13 شخصاً متورّطاً من أفراد العصابة، واسترجاع مبلغ ضخم بالعملة الوطنية والعملات الأجنبية، يقدر ب32 مليار و633 مليون و720 ألف سنتيم، 39.000 دولار، 8340 أورو و20 دينار تونسي، كما تم حجز 11 مركبة، خزائن فولاذية مصفّحة، آلات عدّ النقود، أسلحة بيضاء، معدَّات وأغراض متنوعة تستعمل في عمليات السطو، وهواتف نقالة استخدمها أفراد العصابة للتواصل فيما بينهم. وقائع القضية تعود إلى تاريخ 2 ماي 2020، حينما أقدم عاملان بالمصنع، حارس ليلي وسائق حافلة نقل العمال، على تبليغ الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشعايبية، عن عملية سطو تعرّض لها المصنع المذكور من طرف 5 ملثّمين، يرتدون قفازات ويحملون أسلحة بيضاء، بعد الاعتداء عليهما وتكبيلهما تحت طائلة التهديد. وقد اتضح فيما بعد أن أفراد المجموعة الإجرامية نفّذوا العملية بطريقة مدروسة، توحي بخبرتهم في عمليات السطو، حيث اقتحموا المصنع بتسلّق السور الخارجي باستعمال الحبال، ثمّ كسروا الأبواب، ليصلوا إلى خزانات فولاذية مصفّحة فتحوها باستخدام آلات مخصصة، ونهبوا الأموال وشحنوها على متن حافلة المصنع المخصصة لنقل العمال، ولاذوا بالفرار نحو وجهة مجهولة. وفور تبليغهم بالقضية، باشر الدرك الوطني التحقيق، بداية بمعاينة مسرح الجريمة، وتمكّنوا في نفس اليوم من استرجاع الحافلة المسروقة، عثر عليها مركونة على حافة الطريق السيار بعين الدفلى. عمليات التحقيق والتحرّي الدقيق امتدت إلى عدّة ولايات بوسط وشرق البلاد، وبالتنسيق مع خبراء في مختلف الاختصاصات من المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني، ومكافحة الجريمة السبيرانية، أفضت إلى فكّ خيوط القضية، وتم التوصّل إلى تحديد هويات عناصر العصابة الإجرامية، وإلقاء القبض عليهم واحداً واحدا، من خلال تحديد الارتباطات الخفية فيما بينهم، فيما يبقى شخص في حالة فرار.