القفزة النوعية التي حققها فريق ريال مدريد على حساب فريق برشلونة في الأسابيع الأخيرة، من خلال تجاوزه في ترتيب لاليلغا، بعد أزمة كورونا، اعتبرها كثيرون نتاج تألق غير عادي للنجم الفرنسي الجنسية كريم بن زيمة، الذي صار يثير الكثير من الجدل عن سبب الإصرار على تهميشه من منتخب الديكة، والاعتماد على لاعبين بعيدين من حيث المستوى الفني وحتى الأخلاقي عن نجم ريال مدريد وواحد من أكثر اللاعبين تتويجا في تاريخ لعبة كرة القدم على مرّ السنين، حيث أكدت الصحف الفرنسية على استدعاء قريب لكريم بن زيمة للمحكمة في قضية الابتزاز مع اللاعب السابق للديكة فالبوينا، وهي قضية عمرها ست سنوات وظن كثيرون بأن ملفها قد أغلق نهائيا، ليتأكد معاودة فتحها، مع جرّ اللاعب إلى شبهات تبييض الأموال. قصة كريم بن زيمة مع منتخب فرنسا انتهت للأبد، فقد بلغ في أواخر السنة الماضية 2019، الثانية والثلاثين من العمر، وهناك حتى من منح بن زيمة بعض الأمل ليلعب مع الخضر، بعد إعفائه من جنسيته الفرنسية، وجعل رئيس الاتحاد الجزائري خير الدين زطشي يتحدث عن استحالة ذلك، وفي كل هذه النجاحات التي يحققها كريم بن زيمة مع ناديه الملكي تعود فرنسا لكي تفسد ابتهاجه، وتؤكد بأنه لن ينتهي من المتابعات القضائية، حيث أكدت بأن لاعب ريال مدريد سيتم استدعاؤه إلى باريس وهناك من يرى أو يتمنى بأن اللاعب بمجرد أن يعتزل الكرة حتى يزجّ به في سجون فرنسا من أجل أسوأ خاتمة للاعب كبير، واضح بأن فرنسا لن تنسى له أبدا حادثة البصاق أثناء استماعه للنشيد الفرنسي. ويركز الإعلام الفرنسي على أن كريم يختلف عن زين الدين زيدان، لأن زيدان خرج من محيطه الجزائري نهائيا، من خلال زواجه من إسبانية وجعل كل صداقاته مع الأوروبيين، بينما بقي بن زيمة وفيا لأصدقاء تعرّف عليهم في صباه في مدينة ليون من الجزائريين، وحتى صداقاته في المنتخب الفرنسي، اقتصرت على سمير ناصري وحاتم بن عرفة وبلال ريبيري وإبن مارسيليا الإسباني الأصل فالبوينا، ويرافقه إخوته المتمسكون بالجزائر، وقام أحدهم في نهائي رابطة أبطال أوروبا، في نسختها قبل الماضية برفع علم الجزائر في صورة شاهدها الملايين في العالم رفقة كريم والكأس ذات الأذنين عقب فوز ريال مدريد أمام ليفربول في نهائي ماي 2018. وتريد العدالة الفرنسية الزجّ بكريم في قضية تبييض الأموال أيضا، وهي لن تُبقي كريم شاهدا، وستكون أخطر على كريم بن زيمة من قضية الابتزاز التي أضرت به وبعائلته خاصة أن مسلسلها طال، والتطرق إليها محسوب من حياة اللاعب وتألقه. كريم بن زيمة سبق له منذ ست سنوات أن اعترف بأنه كان وسيطا بين المبتزين وصديقه السابق في الديكة فالبوينا المتورط في فيديو فاضح وغير أخلاقي، وهو اعتراف كان سيجرّه للسجن لمدة طويلة ويقضي على مستقبله الكروي، بالرغم من أنه كان حينها في السابعة والعشرين من العمر. ويعتبر بن زيمة في الوقت الراهن من اللاعبين النادرين في العالم الذين لم يحصلوا أبدا في حياتهم الكروية على البطاقات الحمراء سواء المباشرة أو الناتجة عن البطاقة الصفراء الثانية، بل إنه لم يحصل في تاريخه الكروي من عهد ليون إلى عهد ريال مدريد سوى على ثمان بطاقات صفراء فقط، وخلال هذا الموسم ليس له إلى حد الآن أي بطاقة صفراء وهو رقم مميز يُحسب للاعب نافس هذا العام أيضا ومازال، ليونيل ميسي في تسجيل الأهداف، حيث بلغ إلى غاية مباراة أتليتيكو بيلباو 17 هدفا، كما أنسى مناصري ريال مدريد في لاعبهم الأسطوري كريستيانو رونالدو، ولو حقق ريال مدريد لقب الدوري الإسباني فسيكون الفضل الأكبر لكريم بن زيمة، أما إذا تجاوز النادي الملكي مانشستر سيتي في لقاء العودة من الدور الثمن النهائي وواصل مشواره إلى غاية التتويج بلقب رابطة أبطال أوروبا فستكون مكانة بن زيمة بمكانة رونالدو، وقد يكون مرشحا قويا للفوز بلقب الكرة الذهبية من دون أدنى مساعدة من فرنسا، وسيصبح حينها من الرموز التاريخية في عالم اللعبة الشعبية. ب.ع