الوجه الشاحب الذي ظهر به المنتخب الفرنسي أمام تركيا سهرة السبت، وخسارته بثنائية نظيفة، وضياع نجومه من غريزمان وجيرو وخاصة مبابي وسط تألق الأتراك، أعاد السؤال الكبير الذي طُرح في نهاية مونديال روسيا، إن كانت فرنسا تستحق فعلا التتويج باللقب العالمي الكبير، وإن كان الدوري الفرنسي في مستوى الدوريات الأوروبية الكبرى؟ يبدو أن جمال بلماضي له رأي آخر وهو من نتاج المدرسة الفرنسية التي بدأ فيها اللعب وانتهى فيها أيضا كلاعب، ويعتبر حاليا المدرب الأكثر اعتمادا على اللاعبين الذين ينشطون في فرنسا في السنوات العشر الأخيرة، وهو تجاوز حتى المدرب الفرنسي غوركوف، حيث وصل رقم اللاعبين الذين ينشطون في الدوري الفرنسي إلى سبعة، وكلهم لا ينتمون للفرق الفرنسية الكبرى، فلا نجد ليل ولا ليون ولا مارسيليا، وطبعا لا يوجد من يلعب مع باريس سان جيرمان. بلغ رقم الجزائريين الذين سيشاركون في بطولة أمم إفريقيا القادمة في مصر سبعة لاعبين، حتى وإن كان تواجد نصفهم في التشكيلة الأساسية مستبعد، خاصة بالنسبة للاعب هاريس بن قبلة الذي ينشط في القسم الثاني الفرنسي مع الفريق المتواضع براست، وهو نفس المصير الذي من المفروض يلقاه الثنائي مهدي زفان لاعب ران، ومهدي عبيد الذي يلعب مع ديجون الذي نجا من السقوط إلى الدرجة الثانية بأعجوبة، كما أن الحارس ألكسندر أوكيدجة قضى عمره الرياضي في الدرجة الثانية، ولم يصعد سوى هذا الموسم مع فريقه ماتز إلى الدرجة الأولى، بينما يمتلك الثنائي يوسف عطال لاعب نيس ورامي بن سبعيني لاعب ران فرصة المشاركة في التشكيلة الأساسية وبدرجة أقل لاعب لانس مهدي تاهرات. الانتقاد الكبير الموجه لجمال بلماضي هو اعتماده على لاعبين ينشطون في الدرجة الثانية الفرنسية وهو ما لم يفعله سوى ماجر عندما استدعى فرحات لاعب فريق لوهافر، بينما لم يعتمد على لاعب ينشط في الدرجة الأولى الإسبانية وهو رياض بودبوز وآخر في الدوري الإنجليزي رشيد غزال ولاعب في الدرجة الأولى الروسية هو سفيان هني. وانتظر بلماضي شفاء تاهرات الناشط في الدرجة الثانية الفرنسية ورفض انتظار شفاء سعيد بن رحمة الذي ينشط في الدرجة الثانية الإنجليزية، والذي استرجع عافيته مؤخرا. وفي المقابل، أدهش بلماضي كثيرين باعتماده على ثلاثة لاعبين ينشطون في الدوري السعودي وهم رايس مبولحي وعز الدين دوخة وجمال بلعمري ولاعب ينشط في قطر هو بغداد بونجاح وآخر في الدوري التونسي وهو يوسف بلايلي وطبعا لاعب وحيد ينشط في الدوري الجزائري هو هشام بوداوي الأصغر سنا. وفي الدوريات الأوروبية تغيب البوندسليغا وكانت مرشحة لتقديم لاعبين هما نبيل بن طالب وإسحاق بلفوضيل، وأكيد أن تواجدهما كان سيعني الكثير، لأن اللاعبين نشطا أساسيين مع فريقيهما في رابطة أبطال أوروبا، وهما بالتأكيد أحسن من لاعبي الدرجة الثانية الفرنسية، ولا يوجد من ينشط في إسبانيا غير عيسى ماندي، ويقدم الدوري الإيطالي الثلاثي إسماعيل بن ناصر ومحمد فارس وآدم وناس، وتقدم المنافسة الإنجليزية لاعبين أحدهما رياض محرز في القسم الأول والثاني عدلان قديورة الذي من النادر أن يلعب أساسيا في نوتنغهام فوريست في الدرجة الثانية الإنجليزية، ويمثل الدوري البرتغالي بلاعبين هما ياسين براهيمي ومدافع موريرونسي رفيق حليش، ولأول مرة يقدم الدوري التركي لاعبين هما سفيان فيغولي نجم غالاتا ساراي والمهاجم المغضوب عليه في فينارباخشا إسلام سليماني. في غياب أسماء الأندية الأوروبية الكبيرة على غرار بيارن ميونيخ وأتلتيكو مدريد وليفربول وباريس سان جيرمان، مازال لاعبو الخضر ينتمون في غالبيتهم لأندية أوروبية متوسطة ودوريات عادية ليقوم المدرب جمال بلماضي بإدخال دوريات متواضعة إلى قاموس المنتخب الجزائري، لأن الدوري التونسي صراحة متواضع، والدوري التركي لا يرقى إلى درجة أن يلعب فيه نجوم كبار في العالم. لعب جمال بلماضي في مسيرته كلاعب، في الدوري الفرنسي فاختار منه سبعة لاعبين، ولعب في الدرجة الثانية الإنجليزية فاختار منه عدلان قديورة ولعب في الدوري الإسباني فاختار منه لاعب، والغريب أنه لعب لسيلتا فيغو ولم يعتمد على رياض بودبوز لاعب سيلتا فيغو، ولعب في الدوري القطري وانتدب منه لاعبا، ويبقى الحكم على هذه الاختيارات مؤجل إلى غاية بداية المنافسة القارية الكبرى. ب.ع