كان مجلس قضاء الجزائر العاصمة برويسو الخميس الفارط على موعد مع المحامين المتربصين التابعين لنقابة العاصمة الذين أدوا اليمين القانونية للدخول لعالم المحاماة بصفة رسمية،حيث بلغ عدد المترشحين للمهنة في هذه الدورة بنقابة العاصمة حوالي 1400 محامي. وتجدر الإشارة إلى أن أداء اليمين بالنسبة لهذه الدفعة كان مقررا مع نهاية ديسمبر 2006 إلا انه عرف عراقيل كبيرة ومشاكل لا تحصى ليبرمج بعد طول انتظار من المتربصين الذين كادوا يفقدون الأمل نهائيا في 19 جويلية المصادف ليوم الخميس الفارط. حيث كان من المقرر أن تنطلق العملية على الساعة الثامنة والنصف صباحا إلا أنها تعطلت إلى غاية الساعة العاشرة بسبب سوء التنظيم الذي ساد بالمجلس بسبب كثرة المتوافدين لحضور مراسيم أداء اليمين من عائلات المتربصين وأقاربهم والمحامين الذين اشرفوا على التربص حيث امتلأ موقف السيارات المخصص للقضاة والكائن بداخل المجلس بالعائلات كما كان الدخول إلى داخل القاعات أمرا مستحيلا حتى بالنسبة للمحامين المتربصين المعنيين بأداء اليمين،هذا الوضع الذي جعل المنظمين يستعينون برجال الأمن الذين لم يعرفوا كيف يتحكمون في الأمر خاصة وان أبواب الدخول إلى داخل المجلس أغلقت كلها ليترك باب واحد فقط كان الوصول إليه أشبه بالوصول إلى بيت الكعبة في الحج، ولم يقف الأمر إلى هذا الحد بل لجا أعوان الأمن إلى استعمال القوة ضد المحامين وكانوا يدفعونهم إلى الوراء وكأنهم يتعاملون مع جمهور الملاعب، حتى تدخلت الأستاذة واعلي نصيرة عضوه بالنقابة وحاولت أن تساعد المحامين المتربصين للدخول والالتحاق بالقاعة المخصصة لأداء اليمين بعدما تأخروا عن الموعد بسبب سوء التنظيم. هذا ورغم انه تم تخصيص ثلاث قاعات لأداء اليمين حيث وزع1400 متربص بالتساوي على القاعات ،إلا أن أولياء المتربصين لم يستطيعوا الدخول مع أولادهم و مقاسمتهم لحظات القسم ودخول المهنة بسبب سوء التنظيم الحاصل ،وهكذا اكتفت العائلا ت بانتظار أولادهم تحت أشعة الشمس الحارة بموقف السيارات بالمجلس،ورغم كل هذا حاولت أمهات المحامين الجدد تناسي الأزمة واكتفين بإطلاق زغرودات أرجعت للمناسبة نكهتها وجعلت الكل يحس بان المناسبة هي عرس حقيقي لميلاد محامين جدد سيحاولون منذ هذا اليوم التعريف بإمكانياتهم والمضي بمهنة الدفاع إلى الأمام. وتميزت دفعة المحامين التابعين لنقابة العاصمة بكثرة العدد مقارنة بالنقابات الأخرى كبومرداس وتيزيوزو والبليدة حيث يصل العدد بهاته الأخيرة إلى 400 محامي متربص في كل دفعة على غرار العاصمة التي استقطبت حوالى1400 محامي جدد،هذا فضلا على أن هؤلاء المتربصين دفعوا مبلغ 5 ملايين سنتيم كتكاليف لأداء اليمين والدخول إلى المهنة،هذا المبلغ الذي ارتفع بشهادة المحامين من مليون سنتيم بالدورة الفارطة التي كانت في 2004 إلى 5 ملايين سنتيم بهذه الدورة،والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام من هو المستفيد من هذه المبالغ؟ وهل ستجند لفتح مكاتب للمحامين الجدد؟ هذا التساؤل الذي نقلناه على لسان المحامين الجدد الذين لم يخفوا خلال حديثنا معهم تخوفهم الشديد من المهنة خاصة وأنهم سينتظرون 9 أشهر أخرى ليرفع عليهم التربص ويستطيعون المباشرة في العمل كمحامين، إن استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم في وسط الأسماء المعروفة؟ الهام بوثلجي