استنكر سكان قرية تيمسيفث ببلدية أسي يوسف جنوب ولاية تيزي وزو، الصمت الذي تلتزمه السلطات جراء الخطر المحدق بحياتهم منذ سنوات، بعد تلوّث المنبعين الطبيعيين اللذين يعتبران المموّن الرئيسي للقرية وتلك المجاورة لها بهذا المصدر الحيوي منذ عقود، إلا أن تسرب المياه القذرة حوّله إلى نقمة على حياة المواطنين. أكد عضو لجنة القرية السيد "ش. يوسف" في تصريح ل"الشروق" أن مساعيهم لحل المشكل لدى السلطات المعنية على مختلف مستوياتها، باءت بالفشل، رغم أن الينبوعين كانا المموّن الرئيسي لأغلبية قرى بلدية أسي يوسف منذ العهد الاستعماري وتلك المجاورة لها عن طريق محطة الضخ المنجزة بالقرب من منبعي لعنصار امقران والعنصار امزيان، إلا أنه وبداية من سنة 1990 بدأ مشكل التلوث، حيث تسربت المياه القذرة إلى هذه المنابع وحولتها إلى خطر محدق على الصحة العمومية، إذ تهدّد المواطنين بالأمراض المتنقلة عبر المياه وقد أكدت التحاليل المخبرية التي أجرتها السلطات المحلية تلوثها، إلا أنها لم تقم بأي إجراء لتطهيرها. في بداية الأمر – يضيف – المتحدث كان التسرب قادما من قرية آيت اعمر ببلدية آيت بووادو، حيث تم إخطار رئيس البلدية المعنية وقام بدوره بتجديد وتحويل مسار شبكة الصرف الصحي الخاصة بالقرية الموجهة إليها أصابع الاتهام، إلا أن التلوث بقي مستمرا والوضعية تعقدت أكثر. وبعد سلسلة الاحتجاجات والمراسلات العديدة للمسؤولين على مختلف مستوياتهم، تم إرسال لجنة مشتركة بالتنسيق بين مصالح دائرتي واضية وبوغني وبلديتي آسي يوسف وآيت بووادو، تم تحديد مصدر التسرب عن طريق ذر بودرة ملوّنة على طول 80 كم، ليتبين أنه قادم من قرية آيت معلم بذات المنطقة المهترئة قنوات صرفها الصحي، لتعود القضية إلى نقطة الصفر، حيث ورغم تحديد مصدر الخطر، إلا أن السلطات لم تحرك ساكنا لتطهير هذه المياه، رغم استمرار السكان في استغلالها في مختلف استعمالاتهم اليومية، ليجدّدوا اليوم صرختهم الموجهة للسلطات المعنية قصد التدخل للنظر في الموضوع، خصوصا وأن أغلبية القرى تعتمد في غذائها على زراعة الحقول وسقيها من هذه المنابع، ناهيك عن تربية الحيوانات واستعمالها للشرب. . م