لأن السبت يوم عطلة يهودية مقدسة لا يجوز فيها العمل، فقد أثار السؤال. هل تفتح المكتبات خصيصا من أجل بوتر وتتجاهل العطلة الدينية؟ ضجة كبيرة وخلافا سياسيادينيا، ذلك أن معظم المتاجر تغلق أبوابها عادة من غروب شمس الجمعة إلى غروب شمس السبت، لكن المكتبات قررت أن تعمل اليوم لتوزيع هاري بوتر لمن ينتظرونه بلهفة خاصة الأطفال وملايين القرّاء حول العالم، بمن فيهم الإسرائيليون، لتلقف نسخهم من الجزء الخامس والأخير من هاري بوتر لمؤلفته البريطانية جي كي رولنغ. فقد انتقد اليهود المتدينون هذا القرار واتهموا المكتبات بتقديم الربح على المشاعر الدينية عندما قرروا تجاهل السبت اليهودي. وذهب إيلي يشاي، وزير التجارة والصناعة في الحكومة الإسرائيلية، إلى توقيع غرامة على أي مكتبة تفتح أبوابها في اليوم المقدس خاصة وأن القانون الإسرائيلي يحظر على أصحاب الأعمال إجبار العمال على العمل يوم السبت. لكن لا يبدو أن هذه الإدانات قد غيرت كثيرا من موقف محلات بيع الكتب، إذ تعتزم مكتبات "ستيمتزكي" وهي الأكبر في إسرائيل تنظيم حفل كبير لإحياء صدور الكتاب الجديد لهاري بوتر واحتضان الحدث على غرار مختلف دول العالم. ولأن سلسلة هاري بوتر قد باعت أكثر من 325 مليون نسخة ترجمت إلى 64 لغة على الأقل من بينها العبرية، فقد تلقت كل المكتبات ودور العرض في إسرائيل عشرات الآلاف من الطلبات، التي حجزت مقدما الجزء الخامس من هاري بوتر، وإنها ملتزمة تجاه الناشرين بالبدء في توزيع الكتاب اليوم. وقد طرح الجزء السابع والأخير من سلسلة كتب هاري بوتر في مختلف أنحاء العالم منتصف ليلة أمس لينهي بذلك عدة شهور من حمى التكهنات بين عشاق الرواية حول مصير الولد الساحر وأصدقائه السحرة. اصطف القراء كبارا وصغارا خارج المكتبات، وارتدى العديد منهم ملابس تشبه ملابس أبطال روايتهم للنهائي الكبير لقصة هاري بوتر التي يعتقد خبراء أنها ستكون أسرع الكتب مبيعا على مر العصور. قبل 13 عاما كانت جي.كيه رولينج مؤلفة الرواية مجرد أم عاطلة دون ناشر أو وكيل أعمال ولكنها الآن صارت أول كاتبة من أصحاب المليارات بعد النجاح المدوي للأجزاء الستة الأولى من الرواية وأفلام هوليود المأخوذة عنها. وملأت رواية "هاري بوتر والأقداس المهلكة" (Harry Potter and the Deathly Hallows) أرفف المكتبات بعد دقيقة من منتصف الليل (23.01 توقيت جرينتش) في طرح جرى الإعداد له بعناية لزيادة التشويق والمبيعات من لندنونيويورك إلى مومباي واستراليا. وجاءت صحيفة «نيويورك تايمز» التي تعتبر من أهم الصحف في الولاياتالمتحدة، لتفشي، أول أمس، «بأكبر سر في عالم النشر»، كما وصفه أحد الكتاب في الصحافة البريطانية، وقبل 48 ساعة من إنزال الكتاب، «هاري بوتر والأقداس المهلكة» إلى السوق، اصطف عشرات الأطفال خارج متاجر الكتب في العديد من الدول للحصول على نسخة منه بعد رفع الحظر عنه عند منتصف الليل. والمراجعة التي قامت بها «نيويورك تايمز»، التي تعتبر من أكثر الصحف رصانة في الولاياتالمتحدة، أغضبت دار نشر «بلومزبري» البريطانية وكذلك مؤلفة الكتاب جيه كيه رولينغ، التي عبرت عن أسفها لهذا النوع من المراجعة التي أفسدت على الصغار متعتهم. وهذا كله بسبب تكهنات استمرت عدة شهور حول مصير هاري بوتر وأصدقائه. وأشارت دراسة أجرتها دار النشر المسؤولة عن طرح سلسلة هاري بوتر في أميركا إلى أن الأطفال قادرون على قراءة الكتب الطويلة المعقدة حيث يطرح الجزء السابع من السلسلة في 748 صفحة. آسيا شلابي / الوكالات