عهدنا الاختلاف منذ زمن على بداية شهر رمضان ونهايته، لاسيما مع الانفتاح الديمقراطي، حتى وصل الأمر بالعوائل الجزائرية أن تجد فيهم الممسك والمفطر تبعا لهواه وثقته، فهذا وفي لوزارة الشؤون الدينية وقراراتها وفاءه لليتيمة ونشرة الثامنة، والآخرون بين مشرّق ومغرّب في فسيفساء تحاكي تشرذم جسد الأمة العربية والإسلامية. والحال نفسه نعيشه كجزائريين حتى على موعد الإفطار، ففي الحي الواحد هناك من يفطر على الساعة، ومنهم من يفطر على آذان مسجد الحي، وآخرون يفطرون على آذان التلفاز، وفريق يفطر وفق ما يسميه باجتهاده في تحري غروب الشمس، وعليه لا توحد على طاولة الإفطار الواحدة في البيت الواحد إذا كان نموذجا لتلك الفسيفساء. ويبدو أن العدوى خلال هذه الأيام قد انتقلت إلى تفسير العطلة الأسبوعية الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ مع الساعات القليلة القادمة، فهذا وزير يصرح بأن العطلة الرسمية يوم الجمعة، والسبت يوم راحة، وزميل له في نفس الحكومة، يؤكد أن يوم الجمعة يعوض ما كان معهودا القيام به يوم الخميس في التنظيم القديم، وزميل آخر ينهي إلى مسامع المسؤولين في قطاعه أن لا عمل يومي الجمعة والسبت، واختلط الحابل بالنابل على المواطن البسيط الذي لم يشف غليله بيان مديرية الوظيف العمومي، ولا زال يلح في السؤال عن التفاصيل وعن الخبر اليقين. وما زاد الطين بلة والجسد علة هو الدعوة الملحة لإحدى عجائز العاصمة وهي تناشد الفلكي لوط بوناطيرو التدخل وحسم الأمر، وإذا كان بالإمكان اعتماد نظريته في تقسيم أيام الأسبوع وإسقاط يوم السبت منه بصفة نهائية، نكاية في اليهود وفي الإسلاميين، وتصبح العطلة الأسبوعية يومي الجمعة والأحد على السريع، وينتهي ''الفرطاس من حكان الراس'' كما قالت العجوز.