شهدت ولاية ورقلة أزمة مياه حادة خلال أيام عيد الأضحى، وتركت الأزمة حالة من الاستياء العام بين المواطنين الذين لجؤوا إلى حلول بدائية لتوفير ماء الشرب من دورات المياه في المساجد والمؤسسات العمومية وغيرها في وقت الذروة. وعرف حي بني حسن توقفا تاما في ضخ ماء الشرب في حنفيات منازل السكان ما ترتب عنه انعدام تام لمياه الشرب والاستعمال اليومي لدى سكان الحي الشعبي، وتزامنت الأزمة المتجددة مع حلول عيد الأضحى أين وجد السكان أنفسهم محاصرين بين جدران منازلهم دون توفر الحد الأدنى من ماء الشرب ما دفعهم للخروج إلى الشارع بأوانيهم البلاستيكية بحثا عن الماء من دورات مياه المساجد وبعض المؤسسات العمومية. وتعاني أحياء بلدية حاسي بن عبد الله من أزمة خانقة في التزود بماء الشرب الأمر الذي حتم على السكان مراسلة السلطات المحلية لاستنجادها بحل المشكل في المنطقة الفلاحية، حدث هذا رغم تخصيص ميزانية لإنجاز بئر حيث تم اختيار الأرضية منذ 2017 لتخفيف الضغط على شبكة الري القديمة. وحسب مواطنين في حديثهم مع "الشروق" فقد تم تحويل مشروع البئر إلى منطقة النشاطات ليستفيد منه مستثمرون خواص رغم أن قيمته من ميزانية المشاريع القطاعية الموجهة لتوفير الخدمات للمواطنين. ودعا السكان إلى فتح تحقيق مع مسؤولي البلدية ومديرية الموارد المائية والجزائرية للمياه حول الموضوع بعد رواج أخبار عن عزم السلطات ربط البئر الذي تم إنجازه في منطقة النشاطات بأنبوب لإيصال الماء إلى شبكة الري القديمة وهي الخطوة التي اعتبرها السكان حلولا ترقيعية وصورة من صور هدر المال العام فيما يظل المشكل الأساس، أن الخزانين الرئيسين الموجودين في البلدية اللذين يغطيان شبكة الري القديمة أصابهما العطل، أين نضب الماء في أحدهما، فيما يعتمد عمل الخزان الثاني على المضخة فقط في تزويد السكان بماء الشرب، وذلك خوفا من انهيار الخزان القديم والمتهالك. وتساءل السكان عن سبب إنجاز مشروع البئر في منطقة النشاطات بدل إنجازها في مكانها الأساسي المبرمج في مخطط شغل الأراضي منذ البداية، ما حتم على السلطات اللجوء إلى ربط البئر بأنبوب كحل ترقيعي لتدعيم الشبكة القديمة المتهالكة وغير القادرة على تغطية البلدية وخصوصا الجهة الشرقية، في حين يبقى عدم إنجاز خزان في البئر المجاورة للثانوية لغزا محيرا ما يعكس حالة التخبط التي تعيشها برمجة المشاريع في الولاية. وفي نفس السياق، تعالت أصوات سكان حي مخادمة الشعبي مستنكرة الأزمة المفاجئة في التزود بماء الشرب في الحي الكبير، خصوصا أنها تزامنت بشكل غير متوقع مع مناسبة العيد، ما أدى إلى مضاعفة أتعاب السكان المحاصرين في منازلهم خوفا من الإصابة بالفيروس المستجد، إذ حتم عليهم الوضع الخروج بحثا عن قطرات من الماء رغم الحرارة الشديدة والجو النفسي العام المتدهور بسبب وباء كوفيد 19.