قالت مصادر موثوقة من محيط مكتب عميد جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، إن غليانا كبيرا تعيشه إدارة الجامعة الرافضة لزيادة الطاقة الاستيعابية للطلبة الجدد المتحصّلين حديثا على شهادة الباكالوريا. وقدّرت مصادرنا طلب الوزارة الوصية من الجامعة توفير أكثر من 6000 مقعد بيداغوجي خاصّ بالسنة الأولى فقط للموسم الجديد 2007/2008 في الوقت الذي أعلنت فيه الجامعة استعدادها توفير حوالي 3600 مقعد بيداغوجي فقط، وهو ما رفضته الوزارة. وفي اتصالنا معه، تهرّب المكلف بالإعلام على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، السيد بن حمودة من تأكيد أو نفي المعلومات التي وردت "للشروق"، واكتفى بتوضيح سير عملية التوجيه للطلبة الجدد، مؤكدا أن هذه العملية " عمل مركزي، ولا تملك أية جامعة رفضه، كما أنه ليس من حق الوزارة فرضه لأنه ملك للشعب الجزائري ". وفي سؤالنا له حول إمكانية توفير جامعة باب الزوار لوحدها 6000 مقعد بيداغوجي جديد، أكد السيد بن حمودة أنها " قد توفّر أكثر من ذلك بكثير" ، نافيا في الوقت ذاته أن يكون قد وصلته معلومات عن الأرقام الصحيحة، مُرجعا التصريح بها إلى ما بعد انتهاء عملية التوجيه التي بدأت أمس. من جانب آخر، نفى مسؤول الجمعيات والنوادي بجامعة باب الزوار في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي" أن تكون الوزارة هي التي طلبت زيادة المقاعد، موضحا أن ذلك قد تمّ من قِبل لجنة التوجيه جهوي-وسط التي تتخذ من جامعة بومرداس مقرا لها، وأضاف السيد سعيدي ،الذي نقل لنا رفض المدير المكلف بالدراسات والبيداغوجيا السيد توابات الإدلاء بأي تصريح للصحافة عبر الهاتف، أن المسألة برمتها تتعلّق ب" الحصة " المُحدّدة لجامعة باب الزوار، مؤكدا " أننا قبلنا ذلك العدد في نهاية الأمر". وحول ما إذا كان في استطاعة الجامعة توفير كل تلك المقاعد، أجاب:" مادمنا قبلنا فهذا يعني أننا بإمكاننا توفيرها". جواب هذا المسؤول يؤكد المعلومات التي وصلت "للشروق " منذ فترة والتي أكدت أن حالة من الغليان تعيشها الجامعة من فرط الضغط عليها، وهو ما "عزفت " على نشره لغياب الأدلة. ويطرح قبول الجامعة بالموضوع، عدة تساؤلات حول إمكانية توفير الخدمات اللازمة للطالب من حيث الإقامة والإطعام والنقل وغيرها، وهو ما يُنبئ بموسم دراسي ساخن العام المقبل، خاصة إذا اُخذ في الاعتبار عدد الطلبة المتخرجين هذا العام الذي لن يبلغ في أعلى احتمالاته نصف الطلبة الملتحقين بها، في الوقت الذي كان العديد من المنظمات الطلابية قد اشتكت في وقت سابق من " الضغط العالي للطلبة في مدرجات الدراسة والأقسام " مما يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي، وهذا لمّا استقبلت الجامعة العام الماضي حوالي 3500 طالب. وتأتي هذه الرّجّات لتُضاف إلى الهزات العديدة التي تشهدها جامعة هواري بومدين منذ بداية تطبيق النظام التعليمي الجديد المسمى أل. أم. دي الذي عرف معارضة شديدة من بعض الأساتذة الرافضين له من حيث تفصيلاته، في ذات الوقت الذي تسري فيه شائعات في محيط الجامعة تفيد بإبقاء النظام التعليمي القديم ( باك + 5) بدليل وجود العام المقبل سنة أولى هندسة.. هشام موفق