تواصلت خلال اليومين الماضيين، موجة الحرائق، التي أبادت الأخضر واليابس في ولايات عدّة، وهي حرائق يرجح أن بعضها مفتعل، حيث تم توقيف ثلاثة أشخاص، متهمين بإضرام النيران في المساحات الغابية بجيجل، بينهم موظف بلدي، فضلا عن اتهام صريح من مديرية الغابات بتيزي وزو، لمن سمتها "مافيا العقار"، بالوقوف وراء هذه الجرائم بالولاية. أفادت مصادر من بلدية الشحنة جنوب شرق ولاية جيجل، بأن قوات الدرك الوطني، قد تمكنت من كشف هوية ثلاثة أشخاص، تورطوا في الحرق المتعمد للغابات، خلال الفترة الأخيرة، على مستوى المناطق الجبلية بالمنطقة، بينهم موظف في بلدية الشحنة. في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات التي قد تكشف عن تورط أطراف أخرى في الحرائق. وأحصت مصالح الغابات أمس بولاية جيجل ستة حرائق، أخطرها وقع بالشقفة، أين أوشكت ألسنة اللهب على بلوغ منازل المواطنين، وذكر مشاركون في عملية الإطفاء أنهم اضطروا إلى نقل المياه يدويا، لصعوبة بلوغ موقع الحريق. كما تم أيضا، حسب مصالح الغابات، تسجيل خمسة تدخلات أخرى بكل من بلدية سيدي معروف وتاكسنة على مستوى موقعين، والميلية والعوانة. وتجاوزت حصيلة الحرائق بجيجل منذ الصيف ألف هكتار، فيما طالب المتضررون من حرائق الغابات، بتكثيف التحريات للقبض على المتسببين في هذه الكوارث وتسليط أقسى العقوبات ضدهم. وغير بعيد عن جيجل، اندلع بميلة حريق مهول لا تزال أسبابه مجهولة، أتى على مساحات غابية شاسعة، من أشجار البلوط والزان، إضافة إلى الأشجار المثمرة ومستودعات المواطنين، ببلدية تسدان حدادة شمال الولاية، وتحديدا بالمنطقة المسماة مشتة السطاح، الأمر الذي أدى إلى هروب عشرات المواطنين من مساكنهم، وإصابة 12 شخصا بضيق في التنفس، وحروق مختلفة، بسبب كثافة النيران التي حاصرت منازلهم من كل الجهات، أين هرع المواطنون إلى إطفاء النيران بالوسائل التقليدية. نداءات عبر الإذاعة لطلب المساعدة وتفيد مصادر "الشروق"، بأن المياه الموجودة لدى المواطنين نفدت، فلم يجدوا ما يواجهون به النيران، فاضطروا إلى الهروب. وسجل احتراق 230 هكتار من الأشجار، وحظيرة أبقار. إضافة إلى 10 هكتارات من الأشجار المثمرة والأحراش، الأمر الذي أدى إلى تشكيل خلية أزمة على مستوى دائرة تسدان يترأسها رئيس الدائرة. مع توجيه نداء عبر الإذاعة المحلية، للمواطنين لدعم جهود الإطفاء، بصهاريج المياه والحافلات لإجلاء المواطنين القاطنين بالقرب من موقع الحريق. وتمكن رجال الحماية المدنية للوحدة الرئيسية لميلة والوحدات الثانوية لبلديات عدة، والرتل المتحرك لمكافحة حرائق الغابات لولايات ميلة وسطيف وجيجل، حيث شارك في العملية، مئات الأعوان و10 شاحنات للإطفاء، ومصالح البلدية ومقاولون خواص ومواطنون. اتهام رسمي لمافيا العقار بتيزي وزو وفي تيزي وزو، أكدت محافظة الغابات على صفحتها الرسمية، أن الحرائق التي طالت غابة حروزة في رجاونة ببلدية تيزي وزو خلال الساعات القليلة الأخيرة، مفتعلة، ويقف وراءها مافيا العقار الراغبون في استغلال المنطقة لبناء تعاونيات عقارية، بدل إنجاز مشروع الغابة الترفيهية الذي برمجته السلطات مؤخرا، وستتوصل التحقيقات المفتوحة لتحديد هوية الواقفين وراء هذه الجرائم في حق الطبيعة. جدير بالذكر أن غابات حروزة المتواجدة بأعالي رجاونة ببلدية تيزي وزو، كان قد تقرر مؤخرا تحويلها إلى فضاء ترفيهي. من جهتها، كشفت مصالح الحماية المدنية لولاية بجاية أن الحرائق قد أتت على 4442 هكتار من الغطاء الغابي وذلك منذ بداية فصل الصيف، 400 هكتار منها تفحم خلال الثلاثة أيام الأخيرة، كما أتلفت هذه النيران نحو 500 هكتار من الأشجار المثمرة على رأسها تأتي أشجار التين والزيتون بالإضافة إلى 7640 حزمة تبن. وسجل بالعاصمة حريق مهول، السبت، بغابة سيلاست بأعالي بوزريعة، حيث أدى تدخل مصالح الحماية المدنية باستعمال مختلف الوسائل، بما فيها مروحية إطفاء، إلى منع وصول ألسنة اللهب إلى الموقع السكاني المجاور. أما ولاية تيبازة فقد عرفت خلال الفترة ذاتها، نشوب 9 حرائق غابية، بكل من بلديات مناصر، شرشال، الأرهاط، تيبازة، الناظور وحجوط، وبلغ مجموع الخسائر، 33 هكتارا من المساحات الغابية.