تقع جوهرة الجنوب الغربي تاغيت، البلدية السياحية، على بعد 91 كلم عن مقر الولاية بشار، ولا تزال وعلى مدى سنين طويلة، تشهد تهافت الكثير من الذين سبق لهم وأن زاروا المنطقة، وعلى وجه الخصوص، العارفين بالمنافع الصحية لحمامات الرمال الساخنة طيلة أيام الصيف، تهافت لازال يصنع الحدث في عز الصيف بهذه المنطقة الصحراوية السياحية، أين تُصبح الكثبان الرملية الذهبية اللون، خلال الفترة الممتدة بين شهري جويلية وأوت، وجهة لكثير من مرضى الروماتيزم من الذين اعتادوا على عملية الردم، أو الدفن تحت الرمال الساخنة كل سنة، وذلك قصد التداوي بهذه الطريقة التقليدية التي توارثها أبناء المنطقة أبا عن جد وأثبتت فعاليتها. الكثبان الرملية التي تحتضن واحة وقصور جوهرة الجنوب، لازال الكثير من أهل المنطقة من أصحاب الخبرة في طريقة الردم، ومعالجة داء الروماتيزم بالأعشاب الطبية المحلية، يلجؤون إليها طيلة الفترة الممتدة بين الشهرين المذكورين، حيث يلجأ الأهالي إلى نصب خيمهم لاستقبال الوافدين من كل ربوع الوطن، قصد المعالجة من هذا الداء الذي استعصى علاجه على الطب الحديث حسب تصريحات الكثير من الوافدين على منطقة تاغيت والذين أكدوا خلال حديثهم مع "الشروق"، بأن الكثير منهم استرجع عافيته وقوته، بل ارتاح من مرض الروماتيزم بنسبة كبيرة، الأمر الذي جعل الكثير منهم يعيد التجربة كل صيف للسياحة الصحية كما يحلو للكثير تسميتها. وفي هذا السياق، نشير إلى ما أفاد به الكثير من كبار السن من الذين قدموا إلى بلدية تاغيت رفقة عائلاتهم، أين وقفت الشروق على طريقة الردم، وتحدثت إلى أحد المختصين المعروف بخبرته في عملية الردم، حيث أكد لنا بأن طريقة الردم تتطلب دراية بالوضع الصحي للمرضى قبل ردمهم في حفر تتم تهيئتها على شكل قبور تحت الرمال الساخنة، لتتم عملية الحفر صباحا وتترك القبور إلى غاية الزوال أين تشتد الحرارة بحيث تنال تلك القبور نصيبها من الحرارة اللازمة لعملية الردم التي لا تدوم سوى 10 دقائق أو ربع ساعة، يُردم فيها المريض بطريقة تشبه إلى حد كبير طريقة دفن الميت بحيث يبقى الرأس والجزء الشمالي من الصدر باعتباره منطقة القلب من دون ردم، ثم يضطر " الردًام" الشخص الذي يُشرف على عملية الردم، إلى إزالة الرمال، ومن ثم إخراج المريض من تحتها، ويلفه ببطانية لوقايته من ضربة البرد ذلك أن المريض يكون في وضعية تعرُق كبيرة، ثم يدخل بعدها إلى الخيمة المنصوبة بجوار حُفر الردم، ليتناول بعدها مباشرة كمية من الحساء المهيأ بالإعشاب الطبية المحلية، وذلك قبل إعطائه قليلا من الماء المعتدل حتى لا يتأذى المريض، على أن تتكرر عملية الردم ثلاثة مرات، إلى أربع مرات في الأسبوع حسب طاقة وصبر المريض وتحمله للرمال الساخنة. وحسب ما أفاد به الكثير من كبار السن بمنطقة تاغيت، فإن طريقة الردم تحت الرمال الساخنة، تعود إلى سنين غابرة بمنطقة الجنوب الكبير، بحيث يؤكد الكثير على أن العديد من الأمراض ظلت تُعالج بالطرق التقليدية المبنية على خلطات الأعشاب الموجودة بالمنطقة، أو ما بات يُعرف حاليا بالطب البديل، كمرض الروماتيزم الذي لازال يُعالج بطريقة الردم تحت الرمال الساخنة التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها لهذا الداء الذي اقعد الكثير من كبار السن، لتبقى بذلك عملية الردم تحت الرمال الساخنة المعروفة بحمامات الرمال، حرفة تدخل في السياحة الطبية التي تجلب السياح من مختلف مناطق الوطن، وتنتظر حسب محترفيها التفاتة من قبل الوزارة الوصية لاحتضانها، ودعمها بهذه المنطقة المعروفة محليا وعالميا، بموروثها السياحي والثقافي.