أحبطت صباح أمس الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بمنطقة تارقة في ولاية عين تموشنت محاولة 56 حراقا التوجه إلى اسبانيا سرا، حيث جاء ذلك إثر معلومات وصلت ذات المصالح تفيد بمحاولة مجموعة كبيرة من الشباب الإبحار في حدود الثالثة فجرا انطلاقا من شاطئ يقع بين بلديتي تارقة وأولاد الكيحل.. وعليه شرعت مصالح الدرك في وضع تشكيل أمني على مستوى الطريق الوطني رقم 96 الرابط بين بلديتي سيدي بن عدة وبني صاف، وأيضا على مستوى الطريق الساحلي بين بلديتي تارقة وأولاد الكيحل ناهيك عن مراقبة كل المسالك الترابية المحاذية لهذه الطرق. وفي حدود الثالثة صباحا كمرحلة أولية تم توقيف 43 شخصا على مستوى الحواجز الأمنية وحجز 11 سيارة كانت مخصصة للتنقل لكنه تبين أن الحراقة كان عددهم أكبر من الذين تم توقيفهم ليتم الانطلاق في عملية تمشيط واسعة في الغابة الواقعة بين البلدتين المذكورتين لمدة ساعات طويلة نجم عنها توقيف 8 أشخاص آخرين، وليصل العدد إلى 56 حراقا، كما تم كذلك القبض على آخر مجموعة مكونة من 5 أشخاص آخرين بعد منتصف هذا النهار، والغريب في هذه العملية أن القوارب التي كان من المفترض أن تنقل المرشحين لم يعثر لها على أثر وهذا ما يقيم احتمال أن جماعة الحراقة تعرضت لعملية احتيال ونصب، أما عن هوية الحراقة الموقوفين فقد ذكر قائد المجموعة الولائية للدرك الوطني أنهم ينحدرون من وهران، شلف، غليزان، واد رهيو وعين تموشنت، وقد تم توقيفهم وبحوزتهم حقائب ظهرية محملة بالألبسة الإضافية والأكل مع خزانات وقود، كما عثر مع كل فرد منهم على مبالغ مالية من عملة الأورو تتراوح بين 200 و 400 أورو للشخص الواحد، وما لفت انتباه أفراد الدرك أن نسبة كبيرة من الموقوفين في حالة لا بأس بها ماديا خصوصا وأن من بينهم 6 تجار يملكون محلات لبيع الألبسة والأغذية في أماكن راقية بمدينة وهران، كما ضمّت جماعة الحراقة طالب جامعي في سنته الثالثة بجامعة إيسطو وهران، مع صاحب سيارة طاكسي وموظفين في مؤسسات خاصة. وفي نفس السياق، لا تزال عملية البحث والتمشيط في غابات المنطقة لحد الآن وذلك بالتنسيق مع دوريات حراس السواحل على طول 80 كلم بحرا لهذه الولاية إضافة إلى وحدات ولايتي وهران وتلمسان بغية تشديد الخناق على باقي الحراقة الذين لا يزالون في حالة فرار فيما يبقى التحقيق متواصل لكشف الرؤوس المدبرة ومنظمي هذه العملية التي تعتبر أكبر عملية حرقة منظمة بولاية عين تموشنت بعد عملية العام الماضي التي أوقف على إثرها 40 حراقا بشاطئ العين، أما بالنسبة لاختيار المنطقة المذكورة بالضبط كنقطة إقلاع فيعود إلى قرب المسافة إلى شوطئ مدينة ألميرية الاسبانية ب 300 كلم فقط حيث يتم قطعها في مدة 7 ساعات على الأكثر عن طريق زورق صغير. سعيد كسال/ حمزة.ب