تعرضت أول سيدة جزائرية محجبة تستعد لخوض غمار انتخابات المجلس الإقليمي لمنطقة "فينيتو" شمال شرقي ايطاليا، لهجمات عنصرية وتهديدات من قبل متطرفين ايطاليين، ما تسبب في حملة تضامنية واسعة معها على المنصات الاجتماعية وحتى من طرف أسقف مدينة بيلونو التي تقيم بها، علما أنها هي صاحبة كتاب صدر في إيطاليا بعنوان "ما وراء الحجاب.. من امرأة أجنبية إلى مواطنة". وقالت آسيا بلحاج في تصريح ل"الشروق" وهي جزائرية مقيمة في بيلونو بإقليم فينيتو شمال شرقي ايطاليا، أنها تعرضت لهجوم من طرف عنصريين ومتطرفين في إقليم فينيتو بسبب الانتخابات، بعد تقديم الترشح على حسابها على فيسبوك ضمن قائمة "فينيتو الذي نريده"، مشيرة إلى أن الهجوم عليها لم يكن في الإقليم فقط وإنما في عموم ايطاليا. وذكرت آسيا بلحاج أن عنصريين ومتطرفين قاموا بمشاركة منشور ترشحها على نطاق واسع، وهو ما جعل القضية تنتشر لدى الرأي العام وتم تناولها من طرف وسائل إعلام. وكشفت آسيا بلحاج أنها تلقت أكثر من 1000 رسالة عنصرية على الخاص في حسابها على فيبسوك، على غرار "تنحي قبل أن يحدث لك شيء ما"، بينما طالبها آخرون بمغادرة ايطاليا. وبعد الهجمة العنصرية، تقول آسيا بلحاج، اتصلت بها وسائل إعلام ايطالية وسألتها إن كنت سأسحب ترشحي، والرد كان لا طبعا، مشيرة إلى أنها لم ترد على الاستفزازات والهجومات، بل "نشرت تغريدات على صفحتها منها أغنية لمغني ايطالي يتحدث فيها عن الإنسانية". وكشفت أول جزائرية محجبة تترشح لانتخابات ايطالية أن أسقف بيلونو، ريناتو مارانغوني، نشر رسالة تضامن معها في جرائد ايطالية، مشيرة إلى انه يعتبر صديقا قبل كل شيء، كونها تعاملت معه فيما يتعلق بحوار الأديان، كوني منخرطة في حوار الأديان منذ مجيئي إلى ايطاليا، ورسالته التضامنية معي في الجرائد أعطت دفعا معنويا بعد ان ركزت رسالته على عدم الحكم على الأشخاص قبل التعرف عليهم ويجب محاربة إيديولوجيا كراهية الأجنبي. وأشارت بلحاج إلى أن انخراطها في حوار الأديان في إيطاليا يركز خصوصا على المساعدة على شرح الإسلام والدفاع عنه والتعريف به بطريقة بسيطة وتوصيل فكرة أن الإسلام دين تسامح وسلام، وقالت "وهذا واجبي تجاه ديني".