من أهم مباريات سهرة الثلاثاء، تلك التي جرت بين مونبيلييه وليون في الدوري الفرنسي، مباراة تابعها الجزائريون بمشاعر متناقضة، حيث شجعوا الفريق المحلي مونبيلييه لأنه ضمّ في صفوفه لاعب "الخضر" إندي ديلور، بينما ضمّ الفريق المنافس ليون، لاعبا رفض اللعب للخضر واختار منتخب فرنسا، وهو حسام عوار، وقبل سنتين من الآن، لو سألت أي كان عن خيار ديلور لرجّح فرنسا، وعن خيار حسام لكان للجزائر، لكن المباراة واجهت لاعبين بأسماء لا تلتقي وثقافة لا تلتقي، ولكن بقلبين مختلفين تماما، أحدهما اختار الجزائر وتوّج معها بكأس أمم إفريقيا وبحب الجزائريين والثاني اختار فرنسا ويتمنى التتويج معها بكأس أمم أوروبا الصائفة القادمة والفوز بحب الفرنسيين. المباراة انتهت بنتيجة هدفين مقابل واحد لصالح رفقاء أندي ديلور، حيث ارتقى الفريق إلى الأعلى بست نقاط من ثلاث مباريات، وقبع رفقاء عوار في وسط الترتيب بأربع نقاط من ثلاث مباريات. الطريف هو أن اللاعبين أندي ديلور وحسام عوار، عادا سويا من إصابة بفيروس كورونا، التي عطّلت حسام عوار عن الالتحاق بالمنتخب الفرنسي في أول ظهور له مع الديكة، ولكنها لن تعطل ديلور لأجل أن يكون مع "الخضر" في تربص أكتوبر القادم والمباريات الودية، التي من المفروض أن تلعب في هولندا وقد يكون أساسيا في مباراة زيمبابوي في نوفمبر القادم بملعب الخامس من جويلية، والغريب أيضا أن تواجدهما في الملعب وما حدث فيه، شكّل حديث الصحافة الفرنسية والعالمية. فاللاعب حسام عوار صاحب ال22 سنة منذ جوان الماضي، تلقى بطاقة حمراء بسبب تدخل عنيف على مدافع من مونبيلييه، كشفت خطورته تقنية الفار، وهي أول بطاقة حمراء يتلقاها في مشواره الكروي الذي تميّز بأدائه الهادئ جدا، بدليل أنه لم يتلق غير سبع بطاقات صفراء في حياته الاحترافية، بينما خرج ديلور في الشوط الثاني بعد أن قرر مدربه تعويضه لأسباب تكتيكية غاضبا وثائرا، من قرار مدربه، وأبانت الصور الملتقطة من التلفزيون الفرنسي، ثورته على مقاعد الاحتياط فكان عوار الفرنسي وديلور الجزائري، حديث الصحافة الفرنسية وعناوين كبريات المواقع الكروية في فرنسا. مباراة سهرة الثلاثاء هي جولة عابرة من الموسم ومن حياة اللاعبين، فأندي ديلور في حديث سابق بعد شفائه من فيروس كورونا، قال بأن هدفه هذا الموسم هو بلوغ حوالي 15 هدفا وقيادة مونبيلييه للظفر ببطاقة تسمح له اللعب ضمن المنافسات الأوروبية، ويبقى حلمه لعب رابطة أبطال أوروبا، ولم يتحدث أي كان عن أي عرض وصل اللاعب الذي ناهز ال29 سنة وسيبلغها في شهر أكتوبر القادم، مما يعني أن طموحاته مختصرة في تحقيق مشوار جيد مع ناديه الذي لعب له مباراتين هذا الموسم وانتصر فيهما وقدم في المباراة السابقة عند استقبال فريق نيس، تمريرتين حاسمتين من دون أن يسجل لحد الآن أي هدف وسبق لمدربه أن افتخر به وقال بأنه أهمّ بالنسبة إليه من مبابي ومن نيمار. بينما يشعر حسام عوار بأنه يلعب ربما آخر لقاء له خاصة بعد الطرد الذي تلقاه، قبل أن ينتقل إلى فريق أقوى، حيث ينتظر أولاس رئيس فريق أولمبيك ليون عرضا كبيرا من أحد الأندية الكبرى في أوروبا لأجل بيع لاعبه، وهو لن ينتظر مزيدا من الوقت، لأنه يعلم بأن تواجد حسام كأساسي مع منتخب الديكة مستبعد بل قد يكون مستقبلا خارج حسابات المدرب ديشون عندما يسترجع لاعبو المنتخب الفرنسي في خط الوسط عافيتهم ولياقتهم، ومنهم بوغبا وكونتي وغيرهما، إضافة إلى أن نادي أولمبيك ليون، لن يلعب هذا الموسم أي منافسة أوروبية، مما يعني أن حسام عوار سيضيع لو تباطأ رئيس النادي في قبول العروض المتوفرة أمامه وركز على رفع سعر لاعبه إلى غير المعقول. سيجد حسام عوار مهما كان الفريق الذي سينتقل إليه منافسة شرسة، من عشرات النجوم الفرنسيين الذين يلعبون لكبريات الأندية، وديشون نفسه لا يستدعي أحيانا لاعبين ينشطون مع ريال مدريد في صورة المدافع فاران وبرشلونة في صورة المدافع أومتيتي، بسبب امتلاكه لكمّ كبير من اللاعبين، وما حدث لنبيل فقير المتواجد حاليا مع بيتيس رفقة عيسى ماندي، قد يحدث أيضا لحسام عوار، حيث يبتعد عن الديكة وأيضا عن الفريق الكبير الذي يحلم به، ويصبح اختياره اللعب لمنتخب فرنسا من دون قيمة فنية وحتى مالية. لم يهضم استبداله في بداية الشوط الثاني ديلور خرج غاضبا ويرد على مسؤولي ليون الفرنسي صنع الدولي الجزائري، أندي ديلور، الحدث في مباراة مونبولييه وليون في الجولة الثالثة من الدوري الفرنسي، بعد أن خرج غاضبا بعد تبديله في الشوط الثاني وحاول تكسير كل شيء أمامه في طريقه إلى كرسي الاحتياط وبعدها إلى غرف حفظ الملابس، ما أثار موجة من الانتقادات للاعب الجزائري، قبل أن يرد في تغريدة على تصريحات مقللة من شأن فريقه، كان بطلها المدير الرياضي لنادي ليون. وكان مهاجم "الخضر" برز في الشوط الأول بتضييعه لكرة أمام شباك فارغة تماما، بعد أن تفوق على مدافع ليون بتسديدة رأسية أعادها إليه الحارس لوباز، غير أنّه لم يحسن استغلالها بعد أن وجهها بعيداً عن المرمى، لكن في الدقيقة 63 من الشوط الثاني قرر مدرب مونبولييه إخراج ديلور وتعويضه بزميله مافيديدي، ما أثار غضب النجم الجزائري، رغم أن تغييره كان احترازيا لتفادي نيله بطاقة صفراء ثانية، وظهرتأظهرأظهرت عدسات الكاميرات اللاعب وهو يركل كرسي الاحتياط، قبل أن ينزع قميصه ويتوجه نحو غرف تغيير الملابس وهو يضرب الحائط بعنف، ولو أن ديلور نفسه برر تصرفه بغضبه على مردوده لا على قرار مدربه. من جهة أخرى، لم يترك مهاجم "الخضر" تصريح المدير الرياضي لنادي أولمبيك ليون، البرازيلي جونينيو، يمر مرور الكرام، واستغل حسابه الرسمي على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" للرد على ذلك، كالعادة وهو المعروف بنشاطه الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان جونينيو قال عقب خسارة فريقه أمام مونبولييه:"هنا لا يوجد الكثير من كرة القدم"، في حين نشر ديلور صورة لزميله سافيني الذي سجل ضربة جزاء رائعة، وغرد:"هنا توجد بانينكا وبكل براعة"، ما لقي تفاعلا كبيرا ومساندة من أنصار مونبولييه.