خلال مباراة الداربي المثيرة ما بين أولمبيك ليون وسانت اتيتيان التي لٌعبت سهرة الجمعة، كان النجم الأول في المباراة حسام عوار، لاعب الوسط، الذي صال وجال وعيّن نفسه محركا لخط الوسط وقاد ناديه للفوز بهدف نظيف، كما أبان عن تفاهم كبير مع الفرنسي نبيل فقير الذي غادر بعد نهاية الشوط الأول. النجم الذي يستعين به مدرب ليون كأساسي، ونادرا ما يُخرجه في الشوط الثاني، لا يمتلك أي حظ للعب مع الديكة على الأقل في السنوات الثلاث القادمة، حيث يزدحم المنتخب الفرنسي بالعشرات من النجوم، وواضح بأن المنتخب الفائز بكأس العالم غير مستعد لتغيير لاعبيه في الوقت الحالي بقيادة الظاهرة مبابي، ولكن اللاعب محاط بلاعب من أصول جزائرية اختار المنتخب الفرنسي وهو نبيل فقير الذي قد يؤثر على خياره بعد أن غادر ليون اللاعب رشيد غزال، علما أن أندية كبيرة تريده مستقبلا على غرار تشيلسي وليفربول. منذ أن تسلم خير الدين زطشي زمام الاتحادية، لم يبذل أدنى جهد لتجنيس أي لاعب، وهو حاليا يستهلك اللاعبين الذين استقدمهم رئيس الاتحاد السابق محمد روراوة، ولا يوجد أي اتصال حاليا مع نجم ليون الشاب حسام عوار، التائه في خياره المستقبلي، فهو مرة يقول للصحافة الفرنسية بأنه يحلم بتقمص ألوان الديكة ومرة، يقول بأنه يفضل التألق أكثر قبل الخيار، وتصل أحيانا من أوساط مقربة من عائلته بأن قلب اللاعب يميل للجزائر. وإذا كانت فرنسا مطمئنة على منتخب بلادها حامل اللقب العالمي، وتملك العشرات من النجوم الكبار الذين يلعبون مع أقوى الأندية العالمية، فإن صمت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم غير مبرر وهي التي ستجد نفسها في جوان من سنة 2019 أمام امتحان كبير في أمم إفريقيا، حيث مفروض عليها أن تجسد ما وعدت به وهي السفر إلى الكاميرون من أجل العودة باللقب، والأمر لا يمكن أن يتحقق إلا بنجوم كبار مثل محرز وغلام وبن طالب وربما حسام عوار. يبلغ النجم خريج مدرسة ليون حسام عوار حاليا من العمر 20 سنة وأربعة أشهر، مما يعني بأنه استثمار مستقبلي كبير لو ظفرت الجزائر بخدماته، وكان قد لعب مع أكابر ليون في مقابلتين سنة 2016 ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشر ربيعا. تألقه الحقيقي حدث الموسم الماضي عندما شارك باستمرار، وبلغ رغم مشاركاته 243 دقيقة وأمضى خلالها ستة أهداف، وأجمل ما في اللاعب هدوءه وصبره وأناقته في اللعب، فبالرغم من حساسية مركزه في خط الوسط، إلا أنه طوال السنة لم يتلق سوى بطاقة صفراء واحدة، كما أنه لم يتلق في حياته أي بطاقة حمراء حتى عندما لعب للفئات الصغرى، ومع مباراة الجمعة الأخير، وصل رقم لعب حسام عوار 1077 دقيقة وسجل خمسة أهداف وهو يسير ليحسن كل أرقامه هذا الموسم، كما أن ليون الذي سيستقبل هذا الثلاثاء رفقاء رياض محرز مانشستر سيتي في إطار الجولة ما قبل الأخيرة من دور المجموعات من رابطة أبطال أوروبا مرشح فوق العادة للتواجد مع البطل الإنجليزي في الدور الثاني من المنافسة القوية، وهي فرصة ذهبية لحسام ليطوّر خبراته ويأمل في الحصول على عقد احترافي مع فريق أوروبي كبير في إنجلترا أو إسبانيا أو إيطاليا، مادام التواجد مع ليون وفي دوري فرنسي يسيطر عليه طولا وعرضا نادي باريس سان جيرمان يجعل أمل حسام عوار في الحصول على الألقاب الجماعية والفردية معدوم تماما. قوة حسام عوار تكمن في أنه يلعب في كل مناصب الوسط والهجوم وبإمكانه اللعب كقلب هجوم، وقد تمّ توظيفه مع منتخب فرنسا للآمال منذ نوفمبر 2017، ولكنه لم يلعب سوى مقابلتين أمام بلغاريا وسلوفينيا، وهي فرصة أخرى للعب للخضر، لأن سن اللاعب يسمح له بالمشاركة مع المنتخب الفرنسي الأولمبي ولكن الدعوة لم تأته مؤخرا مما يعني أن تقمصه لألوان المنتخب الأول غير ممكن في الوقت الراهن. خلال حوار مع قناة تي.آف.1 قال عوار بأنه يحلم بالمشاركة في كأس العالم والفوز بها كما فعل زيدان مع فرنسا، ولكن الأمل بقي موجودا لأن يكون اللاعب عكس نبيل فقير جزائريا! ب.ع