شكلت دعوة ديديي ديشان للاعب ليون حسام عوار مفاجأة كبيرة للفرنسيين والجزائريين معا، وبالرغم من حالة الغموض المخيمة لحدّ الآن، حول استدعاء اللاعب لتقمص ألوان الديكة وردّه وموقف الاتحادية الجزائرية التي يقال بأنها اتصلت سرا باللاعب في الفترة الأخيرة بعد أن وصلتها إشارات من فرنسا بأنه يريد اللعب للخضر، إلا أن الاتحادية الفرنسية اختارت أهم توقيت لغلق ملف عوار لصالحها قبل أن ينتقل إلى خارج فرنسا خلال الأيام القادمة، ويصبح ابتعاده عن الديكة ممكنا لتأثيرات خارجية سواء لعب لمانشستر سيتي الذي يضم رياض محرز، أو لريال مدري الذي يضم الناقم على الديكة كريم بن زيمة. أما بالنسبة للاعب، فإن انتقاله إلى فريق كبير في أوربا، في الوقت الحالي سيصب في خزينة نادي ليون الذي سيبيع لاعبا ساهم بقوة في إيصال فريقه لنصف نهائي رابطة أبطال أوربا ولم يخسر إلا أمام البطل، وهو في نفس الوقت لاعب دولي مع بطل العالم، مما يعني أن سعره قد يقارب المئة مليون أورو، وقد يزيد عن ذلك أمام جشع رئيس ليون أولاس. كانت الجزائر ما قبل زمن كورونا هي المرشحة الأكبر لضم حسام عوار، تزامنا مع حديث جمال بلماضي عن ضخ دماء جديدة لتعويض عدلان قديورة مثلا الذي هو على باب الاعتزال، حيث كان اللاعب بعيد عن أعين ديشان المغتبط بنجومه أبطال العالم، ولا يرى مكانا لحسام في وسط ميدان يضم لاعبين من طراز عالمي في صورة كونتي وبوغبا وغيرهما، وليون يعاني بعد أن فقد مكانته الأوروبية باحتلال النادي مرتبة لن تكفل له حتى مشاركة في أوربا ليغ ولكن مباراته لكبيرة أمام مانشستر سيتي وحتى أمام بيارن ميونيخ قلبتا الموازين ونقلت اللاعب للنجومية وصار حديث ريال مدريد ومانشستر سيتي وحتى منتخب فرنسا. حديث جمال بلماضي عن ضخ دماء جديدة في جسد المنتخب الجزائري، فهمه كثيرون على أنها إشارة لعوار، كما أن عوار عندما قال بأن خياره سيرتبط مع تأثير العائلة دعّم هذا الطرح، ولو كانت للاعب نية في اختيار الخضر ما غامر الاتحاد الفرنسي في إدراج إسمه ضمن منتخب الديكة الذي سيتربص قريبا تحضيرا لأمم أوربا التي ستلعب الصائفة القادمة 2021. يبلغ النجم وخريج مدرسة ليون حسام عوار حاليا من العمر 22 سنة، مما يعني بأنه استثمار مستقبلي كبير سيلعب أكثر من عشر سنوات في أعلى مستوى من دون أي إشكال بدني، وكان قد لعب مع أكابر ليون في مقابلتين سنة 2016 ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشرة ربيعا، ولكن تألقه الحقيقي حدث الموسم قبل الماضي عندما شارك باستمرار، وأمضى خلالها ستة أهداف، وأجمل ما في اللاعب هدوءه وصبره وأناقته في اللعب، فبالرغم من حساسية مركزه في خط الوسط، إلا أنه لا يتلقى إلا نادرا البطاقات الصفراء، كما أنه لم يتلق في حياته أي بطاقة حمراء حتى عندما لعب للفئات الصغرى، وقد حمل في المباراتين الأخيرتين ضمن ربع ونصف نهائي رابطة أبطال أوربا، أمام مانشستر سيتي وبيارن ميونيخ في الشوط الثاني شارة القيادة وهي الطعم الذي اكتمل بدعوته لتقمص ألوان الديكة وبالتأكيد سيوافق بكل سرور. قوة حسام عوار تكمن في أنه يلعب في كل مناصب الوسط والهجوم وبإمكانه اللعب كقلب هجوم، وقد تمّ توظيفه مع منتخب فرنسا للآمال منذ نوفمبر 2017، ولكنه لم يلعب سوى مقابلتين أمام بلغاريا وسلوفينيا. وخلال حوار سابق مع قناة تي.آف.1 قال عوار بأنه يحلم بالمشاركة في كأس العالم والفوز بها كما فعل زيدان مع فرنسا، وهو الحوار الذي نسيه الكثيرون وحلموا بأن ينضم حسام إلى كتيبة بلماضي ليشكل مع إسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي خط وسط من حديد بإمكانه أن يواصل إلى ما بعد مونديال قطر ويحقق ألقابا إفريقية أخرى ويؤسس لعودة صغار مزدوجي الجنسية إلى الخضر بعد أن طعنهم نبيل فقير في الماضي القريب. ويبقى زمن روراوة هو الأكثر ثمارا في تحويل مزدوجي الجنسية إلى الخضر وكان آخر العنقود اللاعبين الموهوبين إسماعيل بن ناصر وآدم وناس، بينما لم يتمكن زطشي وفريقه من ضم أي لاعب كبير باستثناء آندي ديلور الذي جاء بمحض إرادته. ب.ع