تحول محيط محطة المسافرين في مدينة ورقلة إلى مرتع لعصابات من نوع جديد، حيث يقوم أشخاص بالنداء على المسافرين لجلبهم ثم توفير سيارات الأجرة الجماعية لنقلهم في حين يقتطعون مبالغ معتبرة من أصحابها كمقابل لعملهم. ووقفت "الشروق" لدى زيارتها إلى مكان عمل هذه العصابات على تجاوزات كبيرة يقوم بها شباب من مختلف الأعمار حيث يقومون بالصراخ عاليا لاستمالة الزبائن نحوهم، وبمجرد اقترابهم من الساحة التي تتوقف فيها سيارات الأجرة الجماعية وغيرها يقومون بعدها بعرض الاتجاهات التي يوفرونها لهم في مقابل مبالغ وصفها كثيرون ممن تحدثنا معهم بالخيالية. وتعمد مافيا على فرض ضريبة إجبارية على أصحاب سيارات الأجرة الذين يتوقفون أمام محطة المسافرين، حيث يقومون بنقل الزبائن نحو عدة اتجاهات دون ترخيص من مصالح النقل، أين تتفاوت المبالغ المفروضة عليهم من 500 دينار إلى 1000 دينار عن كل زبون. وتنقلت "الشروق" بمعية صاحب سيارة أجرة الذي كانت وجهته مدينة الأغواط حيث حكى لنا مدى التضييق الذي يعانونه من عصابات النقل حيث يضطرون إلى دفع مبالغ تعجيزية إلى هذه العصابات لإرضائها، نفس الشيء وقفنا عليه بجانب محطة المسافرين في مدينة غرداية حيث قدم نحونا بعد وقوفنا شخص عارضا علينا خدماته وبمجرد توقف سيارة أجرة حتى طلب منا مبلغ 1500 دينار للتنقل نحو مدينة ورقلة أين أخذ مبلغ 500 دينار وسلم مبلغ 1000 دينار لصاحب سيارة الأجرة الذي فسر سبب منحه المال للعصابات بالخوف من تعديها عليه أو على سيارته. ويشهد محيط محطة المسافرين بورقلة فوضى عارمة وغيابا تاما للجهات المختصة ما وفر جوا مناسبا للمافيا قصد التكاثر وفرض أموال غير قانونية على أصحاب سيارات الأجرة وعلى الزبائن في نفس الوقت مما ضاعف من معاناة الطبقة الهشة،التي اشتكت من ارتفاع أثمان التنقل بشكل جنوني داعية في نفس الوقت السلطات المحلية إلى الضرب بيد من حديد على هذه العصابات التي زرعت الخوف في نفوس الناقلين والزبائن على حد سواء.