تعرف المراكز التجارية في مختلف مدن جنوب إفريقيا إقبالا منقطع النظير من طرف الأنصار الجزائريين، الذين باتت المنافسة الإفريقية "الكان" بالنسبة إليهم لاحدث، بعد الإقصاء المبكر للخضر، وبهذا فضلوا استغلال الأيام المتبقية في الإقبال على شراء الهواتف النقالة والذهب والألماس، باعتبار جنوب إفريقيا تحتوي على 40 بالمائة من سوق النقال في القارة السمراء، وتعتبر أول بلد في العالم لإنتاج الذهب والألماس بمختلف أشكاله، وهو ما يجعلها سوقا مربحة لتجارة الذهب والهواتف النقالة، وهذا ما استغله الأنصار الذين شغلوا أنفسهم بالتسوق بعد خيبة الهزيمة. تعتبر بلاد العم منديلا أول بلد إفريقي لتجارة الهواتف النقالة بمختلف أنواعها وأحجامها بنسبة 40 بالمائة، حيث أقدمت الكثير من الشركات العملاقة لصناعة النقال على غرار"سامسونغ" على بناء مصانع ضخمة لصناعة وتركيب الهواتف. وهذا ما جعل أسعارها تنخفض بنسبة تتراوح ما بين 40 و60 بالمائة مقارنة بالسوق الجزائرية، خاصة بما يتعلق بالهواتف الذكية التي تعرف انتشارا كبيرا في هذا البلد. وهذا ما دفع الكثير من أنصار الخضر إلى الإقبال على شراء الهواتف النقالة وآلات التصوير. ومنهم من استحسن الأمر ووجد فيه تجارة، رائدة خاصة بعد تعرف بعض الأنصار على محلات تبيع الهواتف النقالة بالجملة في كل من مدينتي "بريتوريا " و"جوهانسبورغ". وهذا ما دفعهم إلى التفكير في شراء كميات كبيرة من الهواتف النقالة وإعادة بيعها في الجزائر، خاصة وأن بعض الجزائريين المقيمين بجنوب إفريقيا يعرفون جيدا خبايا سوق النقال، مما جعلهم يتعاونون مع الأنصار الجزائريين بإرشادهم إلى بعض الأماكن التي يباع فيها الهاتف النقال بسعر أرخص. ومن المناصرين من فضل اقتحام الأسواق السوداء لتجارة الهواتف النقالة أين تسوق فيها الهواتف الذكية المستعملة بأسعار جد منخفضة تتراوح بين 2000 و7000 دينار جزائري في حين تتجاوز أسعارها في الجزائر مليوني سنتيم. اقتربنا من بعض الأنصار الذين أقبلوا على شراء الهواتف النقالة، فقال أحدهم، قدم من الغرب الجزائري، إن العملاق العالمي لصناعة الهواتف النقالة "سامسونغ" قدم رعاية رسمية لمنافسة "الكان"، وأعلن عن تخفيضات مغرية على جميع منتوجاته من الهواتف وآلات التصوير تصل إلى 50 بالمائة. وهذا ما دفع الزبائن من الجزائر ومن غير الجزائر إلى الإقبال على شراء الهواتف، خاصة الذكية منها "ڤلاكسي" حيث عرض الهاتف الذكي من النوع الصغير ب9000 دج، في حين يتجاوز سعره في الجزائر1500 دج. وأما الهواتف الذكية لسامسونغ من النوع الكبير- يضيف المتحدث- فتراوح سعرها بين ثلاثة وأربعة ملايين، في حيت يتجاوز سعرها في الجزائر ستة ملايين خاصة "ڤلاكسي 2". وأضاف أنه اتفق مع بعض أصدقائه من المناصرين على شراء عشرة هواتف ذكية من أجل إعادة تسويقها في الجزائر، التقينا مع مناصر آخر مقيم معنا في نفس الفندق فضل شراء آلة تصوير رقمية من نوع "سامسونغ" ب 12 ألف دينار، مؤكدا أن سعرها في الجزائر يفوق 20 ألف دينا، وكان إلى جانبه مناصر أكد أنه سيشتري أكبر عدد ممكن من الهواتف لإعادة بيعها في الجزائر. 60بالمائة "صولد" على أسعار الذهب والأنصار يستغلون العرض تعتبر جنوب إفريقيا أول بلد في العالم في إنتاج الذهب والألماس. وهذا ما يجعلها سوقا مفتوحا للمستثمرين في هذه المجوهرات النفيسة ومن مختلف أنحاء العالم. واغتنم تجار الذهب منافسة كأس إفريقيا لكرة القدم للإعلان عن تخفيضات (صولد) تصل إلى 60 بالمائة، خاصة على الذهب من نوع "9 كارا". وهذا ما أسال لعاب عدد كبير من الأنصار الذين فضلوا استثمار أموالهم في شراء مختلف القطع الذهبية (خاتم، سوار، سلسلة، قراط)، ومن الجزائريين من فضل شراء الذهب المزين بالألماس، خاصة وأن جنوب إفريقيا تعتبر أول بلد في العالم في جودة الألماس. التقينا مع أحد المناصرين الذي يتجاوز سنه الخمسين، كان في محل لبيع الذهب والألماس في المركز التجاري لمدينة "سونتريون"، أين يقيم أنصار الخضر، حيث اشترى خاتما من ذهب مزينا بالألماس، قدر ثمنه بثلاثة ملايين سنتيم، في حين يتجاوز سعره في الجزائر ستة ملايين سنتيم. مناصر آخر، مقبل على الزواج، أكد لنا أنه سيشتري الذهب لزوجته من جنوب إفريقيا أين سمع عن وجود طاقم كامل من الذهب (بارور) ب15 مليون سنتيم، في حين يتجاوز سعرها في الجزائر 20 مليون. وفي حديثنا مع أحد الأنصار الذي طاف بمختلف محلات بيع الذهب أن الجيد في جنوب إفريقيا أن الذهب لا يباع بالميزان بل بالقطعة، حيث يقدر سعر خاتم مزين بالألماس، يتجاوز وزنه 10 غرامات، ما بين 2000 دينار و4000 دينار، في حين أن قراطا من الماس يعادل ثلاثة ملايين سنتيم. وهي أسعار تظهر من الوهلة الأولى أنها منخفضة جدا مقارنة مع الأسعار المطروحة في الجزائر والتي ما فتئت ترتفع في كل مرة بشكل أكبر ما جعل عددا كبيرا من الأنصار الجزائريين المتوافدين على جنوب إفريقيا يستغلون فرصة زيارتهم إلى بلاد مانديلا المتزامنة مع نهائيات كأس إفريقيا لاقتناء الذهب من هذه البلاد الكبيرة والمشهورة بمعادنها الثمينة، وفي مقدمتها الماس.