لقي جزائري يبلغ من العمر 40 سنة حتفه بالعاصمة الفرنسية باريس، متأثرا بجروح بليغة أصيب بها مساء الجمعة المنصرم، خلال عملية أمنية للتحقق من الهوية والوثائق الثبوتية، في محطة "لا غار دو نور" للقطارات بباريس، عندما أطلق شرطيان النار عليه بعد أن أخرج هذا الشخص-حسب ما نقلته أمس وكالة الأنباء الفرنسية- سلاحا ناريا وإستهدف به قوات الأمن الفرنسية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قاضي التحقيق بالنيابة، بأن عناصر الأمن الفرنسية التي أطلقت النار على الشخص القتيل "كانت في حالة دفاع عن النفس"، وقد توجهت نفسه على إعتبار أنها شكت في أمره وإعتبرته مشبوها، بغرض تفتيشه والتأكد من هويته ومراقبة وثائقه، وأكد المصدر الفرنسي نفسه، بأن التحقيق متواصل لتحديد ملابسات القضية من خلال تشريح الجثة وعرض أسلحة أعوان الشرطة المعنيين إلى الخبرة التقنية. وقد إستمعت عقب الحادثة التي مازالت غامضة، المفتشية العامة للمصالح الأمنية(شرطة الشرطة)، إلى رجال الأمن الأربعة المعنيين بقضية إطلاق النار على الرجل الجزائري، فيما باشرت من جهتها بعين المكان الفرقة المتخصصة في مكافحة الجريمة، تحقيقات لمعرفة ظروف الواقعة، في وقت تم فيه أيضا السماع لعدد من الشهود من طرف السلطات القضائية. وحسب الرواية الرسمية التي نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، فإنه قبيل الساعة السابعة مساء، "لفت شخص يتصرف بشكل مريب إنتباه عناصر تابعين لشرطة وسائل النقل في المنطقة الباريسية، كانوا يقومون بعمليات تحقق من الأوراق الثبوتية، بناء على طلب من المدعي العام الفرنسي، في المتاجر الواقعة تحت المحطة"، مضيفة "وعندما قرر رجال الشرطة أخذه إلى مكان آخر من المحطة، أخرج الرجل مسدس خردق وأطلق طلقتين في إتجاه ثلاثة شرطيين دون إصابتهم"، وقد رد حينها عناصر الشرطة بإطلاق النار على "الشخص المسلح" وأصابوه بجروح بالغة على مستوى البطن والرجل، قبل أن يقوم رجال الحماية المدنية بنقله إلى مستشفى "بيشا" بالقرب من المحطة بالعاصمة باريس، حيث توفي متأثرا بجروحه البليغة. وفي إنتظار نتائج التحقيق الأمني والقضائي، تجدر الإشارة إلى أن المصالح الفرنسية لم تعلن عن إسم القتيل وإكتفت بالقول حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية بأنه "جزائري يبلغ 40 سنة"، ولم تقدم أية تفاصيل أخرى عن هذا الشخص، وإن كان مقيما بفرنسا أم مجرد مسافر، وإن كان حاملا للجنسية الفرنسية أم لا؟، كما لم تربط الحادثة-لحد الآن- بأي شكل من الأشكال بالقضايا المرتبطة بالإرهاب، ولم يتبين كذلك حقيقة وخلفيات وجود سلاح ناري بحوزة الرجل. ج/لعلامي: [email protected]