أدى الفراغ الذي فرضته جائحة كورونا والشلل التام المرافق للإجراءات الاحترازية المتخذة بشأنها، إلى تفشي الآفات الاجتماعية وانتشار الفساد والتصرفات اللا واعية واللامسؤولة، خصوصا وسط بعض الشباب عبر ربوع الوطن، حيث أدى الفراغ السائد إلى حالة من الضياع والهوس، والبحث عن أمل زائف وسط الإحباط واليأس الجاثم على قلوب هؤلاء، حيث لم يترك بعض المنتمين لهذه الشريحة، طريقة إلا وحاولوا بها الهروب من واقعهم المرير. جديد المراهقين مع جائحة كورونا، هو الجري وسط تحقيق الثراء وكسب المال دون جهد يذكر، سواء عن طريق السرقة والاعتداءات على الأشخاص أو ممتلكاتهم، أو النصب والاحتيال وهي القضايا التي عجت بها المحاكم ومراكز الشرطة خلال أشهر الحجر الصحي، وليذهب هؤلاء بعيدا، فحسب مصادر "الشروق"، فإن مصالح الأمن بولاية تيزي وزو، تلقت شكاوى من طرف عائلات بخصوص بحث أبنائها أو أصدقائهم بشكل مهووس عن الزئبق الأحمر ومحاولتهم الحصول عليه بطريقة أو بأخرى، حيث أفادت إحدى الأمهات بأن ابنها وبعد عودة موجة الهجرة غير الشرعية، صمم على ركوب أمواج الموت بشكل لا رجعة فيه، إلا أنه تراجع عن خططه دون سابق إنذار، وحين حاولت السيدة معرفة ما يجري، علمت من والدة صديقه أنهما يبحثان عن الزئبق الأحمر، بعدما اطلعا عبر الانترنت، على مزاعم إمكانية حصولهم على كنوز دفينة وأموال طائلة، عبر استحضار الجن ومساومته مقابل حصوله على الزئبق الأحمر. حيث تشير الخرافات التي يعمل المشعوذون على نشرها، إلى أن الزئبق الأحمر يطيل عمر الجان، وللحصول عليه يدفع الجن المستحضر بمعية المشعوذين، حسب زعمهم، أي مبلغ أو كنز يطلبه مالك الزئبق. وهي المادة التي يبحث عنها المراهقون في أجهزة الترمومتر المستعملة لقياس درجة حرارة المنازل، وبعض الأجهزة الكهرو منزلية قديمة الصنع، وكذا ماكينات الخياطة العتيقة، حيث توضع هذه المادة بكميات محدودة لتشغيل الآلات في أماكن خفية. هذه الأكاذيب، جعلت الشباب يطلقون قيم التعلم والعمل، مادامت قطرات محلول أحمر تمكنهم من تحقيق الثراء، وهم واهمون، وهو الأمر الذي تطالب العائلات بوقفه والتدخل لحماية أطفالها من الآفات المتفشية في الشارع ووسط الشباب، خصوصا أن نشاط الشعوذة بات مستشريا، وهو الأمر الذي يضع الشباب وأحلامهم تحت رحمة هؤلاء ويجعلهم فرائس سهلة لديهم.