أنهي الجيش البريطاني عملياته في أيرلندا الشمالية منتصف ليلة أمس الثلاثاء بعد أن استمرت 38 عامًا في دعم قوات الشرطة في ايرلندا الشمالية سنة 1969 بعد اندلاع اشتباكات بين كاثوليك وبرتستانت. أبقى الجيش البريطاني بعد انسحابه من ايرلندا الشمالية خمسة آلاف جندي، إلا أن مسؤولية الأمن ستنتقل بالكامل إلى قوات الشرطة, بعد عملية "بانر" التي بدأها الجيش البريطاني سنة 1969 لدعم قوات الشرطة في ايرلندا الشمالية، هي أطول عملية في تاريخه، وهي الملية التي شارك فيها نحو 30 ألف جندي, وهي القوات الجيش البريطاني التي أرسلت إلى ايرلندا الشمالية بعد اندلاع اشتباكات بين كاثوليك وبرتستانت, إلا أن سرعان ما ازداد تواجد الجيش البريطاني في ايرلندا الشمالية، ووصل في أعلى درجاته إلى نشر 27 ألف جندي بريطاني, أما خسائر الجيش البريطاني في ايرلندا الشمالية فبلغت 763 عسكريا. ووصف قائد القوات البريطانية في ايرلندا الشمالية الجنرال نيك باركر عملياتها بأنها خلقت الظروف الملائمة للتوصل إلى حل سياسي, وأضاف "اعتقد أن ما قام به الجيش هو المساهمة في تحقيق الأمن في ايرلندا الشمالية، مما مكن آخرين من العمل على تغيير الوضع من خلال الجهود السياسية والاقتصادية والاجتماعية", ومن المنتظر أن يتم نشر الجنود الموجودين في ايرلندا الشمالية في مناطق الصراعات الدولية، وليس في شوارع المدن الايرلندية. في حدث تاريخي، تولت حكومة جديدة في أيرلندا الشمالية يقتسم فيها زعماء البروتستانت والكاثوليك، الذين تناصبوا العداء لعقود، السلطة في الإقليم, وهي الحكومة التي تهدف لوضع نهاية للعنف الذي استمر قرابة 30 سنة في الإقليم التابع لبريطانيا, حيث أدى كل من زعيم الحزب الديمقراطي الاتحادي ايان بيزلي اليمين كرئيس للوزراء وزعيم حزب شين فين الحليف السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي, مارتن مكجينيس, نائبا له في الحكومة التي ستتولى القضايا المحلية بالإقليم. ومن جهته تعهد بيزلي ومكجينيس بنبذ العنف ودعم المحافظة على الأمن في الإقليم البريطاني خلال اجتماع لجمعية ايرلندا الشمالية في مبنى ستورمونت مقر البرلمان المحلي في العاصمة بلفاست، وتم تعيين وليم هاي رئيسا للبرلمان خلفا لإيلين بيل, وقال بيزلي يومها لدى وصوله إلى ستورمونت "انه يوم خاص لأننا نصنع بداية جديدة وأعتقد أننا نبدأ السير على طريق سيعيدنا إلى السلام والرخاء", ووصف مكجينيس اليوم بأنه تاريخي وقال "ما سنشهده اليوم هو أحد أكبر القفزات التي تشهدها هذه العملية قدما منذ نحو 15 عاما", ومن جهته قال جيري ادامز زعيم شين فين أن اقتسام السلطة يثبت أن الحوار والمثابرة يمكن أن يحققا نتائج. يذكر أن بيزلي الذي يرأس الحزب الديمقراطي الاتحادي الذي يدعو إلى الاندماج في بريطانيا، وجيري آدمز رئيس حزب شين فين الذي كان يدعو إلى الاستقلال، كانا عدوين لدودين لسنوات طويلة, وكان البرلمان البريطاني قد صوت بأغلبية ساحقة عام 1999 على انتقال السلطة من لندن إلى البرلمان المحلي في ايرلندا الشمالية لأول مرة منذ 27 عاما، ولكن سرعان ما انهار هذا الاتفاق. حسين زبيري/ بي بي سي