تمر الآن أكثر من سنتين منذ آخر هزيمة للخضر بقيادة المدرب جمال بلماضي، وهي المباراة التي لم ينساها لحد الآن المدرب ودفع بعض من شاركوا فيها الثمن غال جدا، وتمثل في الإبعاد من الخضر، بالرغم من بقاء آخرين شاركوا في المباراة التي جرت في السادس من شهر أكتوبر 2018 في كوتونو أمام بينين من تصفيات أمم إفريقيا التي لعبت بعد ذلك في مصر في صائفة 2019 وتوّج بها الخضر على حساب منتخب سينغال. جاءت مباراة بينين في كوتونو أربعة أيام بعد مباراة أولى لعبت بين المنتخبين في ملعب تشاكر بالبليدة وفاز فيها رفقاء بونجاح بهدفين نظيفين. كان بلماضي حينها في بداية مشواره مع الخضر ودرس جيدا منتخب بينين بعد المباراة الأولى وسافر إلى كوتونو من أجل النقاط الثلاث التي تضمن التأهل مباشرة، وفاجأ الجماهير بتشكيلة غريبة بل إنه لم يوظف خمسة لاعبين كانوا أساسيين في المباراة الأولى التي انتهت لصالح أشباله، ومنهم سفير تايدر ورياض محرز وبغداد بونجاح، وتكمن الغرابة في كونه رآى ماندي مدافعا أيمنا وترك يوسف عطال على مقاعد البدلاء، وفي سط الدفاع راهن على الثنائي تاهرات ورامي بن سبعيني، ولأول مرة دفع في وسط الميدان بعدلان قديورة كما جدد ثقته في سفيان فيغولي، وأدخل رشيد غزال أساسيا وهو الذي كان يلعب حينها مع ليستر سيتي ورأى بأن إسحاق بلفوضيل هو الأولى بمنصب رأس حربة، وترك على مقاعد الاحتياط بغداد بونجاح وخاصة رياض محرز أمام دهشة الجميع. ولم تمر سوى 16 دقيقة من بداية المباراة حتى سجل اللاعب سيسي دالميدا الهدف الأول والوحيد من المباراة، هدف مبكر لم يترك لرفقاء مبولحي أي فرصة للتحجج بعد أن عجزوا عن التعديل، ولكن ما أغضب الأنصار أن حكم المباراة طرد اللاعب ستيفان سيسيجنون في الدقيقة 54، وأبان اللاعبون عجزهم في العودة في النتيجة. كانت مباراتا بينين ذهابا وإيابا الشرارة التي أغضبت المدرب جمال بلماضي، الذي قرر معاقبة من جعلوه يحزن، إذا تم تهميش اللاعب سفير تايدر الذي لعب مباراة البليدة أمام بينين، كما غادر من غير رجعة نبيل بن طالب وإسحاق بلفوضيل بأمر من بلماضي، المدرب قام بتغييرات ولكن من دون جدوى، حيث في الشوط الثاني دخل بونجاح مكان غزال وآدم وناس مكان بلفوضيل بينما لم يتم إقحام رياض محرز إلا في الدقيقة 61. في تلك المباراة المشؤومة في بينين، قال المدرب جمال بلماضي عندما وضع التشكيلة، بأنه يبحث عن توليفة تجعل المنتخب مستقر في تشكيلته، ولكن مجريات المباراة كانت صادمة حيث تاه الفريق وحتى عندما كانت بينين متفوقة بهدف، لم يستطع لا بلفوضيل ولا بونجاح عن الرد، وحتى وسط الدفاع الذي راهن عليه وهو تاهرات وبن سبيعي خيّب، ومنذ تلك المباراة فتح جمال بلماضي ورشة عمل إلى أن استقر على التشكيلة التي ظهر بها منذ بداية بطولة أمم إفريقيا في مصر، ومن حينها لم يخسر المنتخب الوطني على مدار أكثر من سنتين، وخلال عشرين مباراة كاملة، ويأمل الخضر في الفوز في ملعب الخامس من جويلية أمام زيمبابوي وتفادي الهزيمة في هاراري ليبلغوا 22 مباراة من دون هزيمة. المنتخب الجزائري الذي خسر أمام بينين منذ سنتين عندما كان بينين قد لعب منذ الدقيقة 54 بعشرة لاعبين فقط، تعادل منذ أيام أمام المكسيك بالرغم من أن الخضر لعبوا شوطا كامللا بعشرة لاعبين فقط، كما أن المنتخب الذي خسر أمام بينين عاد ليفوز على السينغال مرتين وعلى نيجيريا مرتين وكلومبيا بالضربة القاضية بثلاثية نظيفة. لا يوجد حاليا في العالم منتخب لم يخسر منذ سنتين، وهو رصيد لو حافظ عليه أشبال بلماضي في مباراتي زيمبابوي، فسيدخلون في الربيع القابدم معنويات مرتفعة تصفيات المونديال القطري 2022، التي أوقعتهم القرعة فيها في مواجهة بوركينا فاسو ونيجر وجيبوتي، وسيكون رائع أن يدخل الخضر هذه التصفيات وقد بلغوا سنتين ونصف من دون هزيمة، حيث سيشعر منافسوهم بالرهبة في مواجهة منتخب لا يقهر أو عاش أشهر عديدة من دون تذوق الهزيمة، وغالبية المباريات التي لعبها فاز بها وبعضها بنتائج كبيرة جدا كما حدث أمام غينيا وكولومبيا وزامبيا. ب.ع