تأجل تأهل المنتخب الوطني، رسميا إلى كأس أمم إفريقيا 2019، بعدما سقط لأول مرة أمام منتخب البينين في المواجهة العاشرة بينهما، بهدف لصفر في مباراة للجولة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019، حيث بدا محاربو الصحراء تائهين على أرضية ميدان ملعب الصداقة الثلاثاء. الشوط الأول لم يكن فيه المنتخب الوطني في المستوى المطلوب، وظهر بوجه مغاير تماما عن المباراة الأولى، لاسيما أن المدرب جمال بلماضي، لعب بخطة حذرة تاركا إدارة اللعب للفريق المنافس، ومعتمدا في نفس الوقت على الكرات الطويلة إلى الهجوم التي سهّلت كثيرا من مهمة دفاع البينين، هذا إضافة إلى حالة أرضية الميدان التي لم تسمح للخضر بفرض طريقة لعبهم، أمام منافس قدم كل ما لديه لاسيما من الجانب البدني الذي سمح لهم بصنع الفارق في أغلب الصراعات الثنائية. ومن أول فرصة خطيرة تمكن أصحاب الأرض من افتتاح باب التهديف، في الدقيقة ال16، عن طريق ألميدا، الذي تلقى كرة على طبق من زميله سيسينيو، الذي راوغ بدوره كلا من بن سبعيني وغزال على الجهة اليسرى من الدفاع. ورغم تلقي هدف في شباك الحارس امبولحي، إلا أن رد فعل الخضر كان ضعيفا، في ظل تواصل ضغط لاعبي المنافس على حامل الكرة وغلق كل المنافذ، علما أن الخضر لم يصلوا إلا مرات قليلة دون أي خطورة، فقد بدا نقص كبير في الانسجام بين الخطوط الثلاثة واضحا من خلال تضييع العديد من الكرات والتمريرات العشوائية من الدفاع نحو الوسط والهجوم والتي كان يتلقاها بسهولة لإعادة بناء اللعب من الخلف. المرحلة الثانية كان فيها الخضر أفضل من الأولى، ولكن دون أي فعالية في الهجوم، رغم دخول بغداد بونجاح، مكان رشيد غزال، ولم يتمكن محاربو الصحراء من صنع الفارق، رغم التفوق العددي، بعدما طرد حكم اللقاء لاعب البينين أمام المنافس الذي لعب بعشرة لاعبين، بعد طرد سيسينيون، في الدقيقة ال54، فقد كان بونجاح معزولا في الهجوم، ولم تصله كرات كثيرة من لاعبي وسط الميدان. وكاد المنافس يضيف الهدف الثاني بعد توغل ايدوجي، في الدقيقة ال71 على الجهة اليمنى للدفاع ولكن كرته مرت فوق المرمى، كما أكد محرز مرة أخرى، أنه لا يصلح للعب في أدغال إفريقيا، حيث دخل بديلا لم يقدم الإضافة اللازمة لوسط الميدان والهجوم، عكس آدم وناس، الذي شارك لأول مرة وصنع الخطورة في عدة مناسبات، وحرمته العارضة من التعديل في الدقيقة ال95، لتنتهي المواجهة بخسارة أولى للخضر أمام البينين. فاجأ مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي المتتبعين، بعد قرار استبعاده نجم "الخضر" رياض محرز، عن التشكيلة الأساسية في لقاء البينين الثلاثاء، بملعب العاصمة كوتونو، ضمن الجولة ال4 من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 المقررة بالكاميرون، كما غامر المدرب بإحداث 5 تغييرات كاملة مقارنة باللقاء السابق أمام نفس المنتخب بملعب تشاكر بالبليدة، ما يعني 50 بالمائة من التشكيلة الأساسية، باستثناء الحارس. وسبق لبلماضي وأن تحدث في الندوة الصحفية السابقة عن إمكانية احتفاظه بمحرز في الاحتياط، وقال في رده على سؤال بخصوص التناقض بين مردود محرز الكبير مع ناديه مانشيستر سيتي الانجليزي وما يقده من أداء متواضع مع "الخضر" لاسيما في اللقاءات التي تلعب في إفريقيا: "يجب أن نساند محرز ونحبه لأنه هو يحب الجزائر ويسعى دوما في تقديم كل ما لديه، إنه أحسن لاعب جزائري في الوقت الراهن، ولكن كل شيء مرتبط بخطة اللعب وما أحتاجه من لاعبين حسب الظروف والمعطيات المتوفرة، وإن وجدت من هو أفضل من محرز، فسأعتمد عليه وأضع محرز في الاحتياط". ورغم أن بلماضي لم يقم سوى بتنفيذ كلامه وتهديداته السابقة، إلا أن بعض المتتبعين وصفوا ذلك ب "المفاجأة" والتي لم تكن منتظرة على الإطلاق، لاسيما بعد أن كان بلماضي نفسه، قد منح شارة القيادة لمحرز التي حملها في لقاء الذهاب أمام البينين. جمال بلماضي: "أتحمل مسؤولية الهزيمة في البينين" تحمل الناخب الوطني، جمال بلماضي، مسؤولية الخسارة التي تعرض لها الخضر الثلاثاء، أمام منتخب البينين في لقاء الجولة الرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019. وقال: "أتحمل مسؤولية هذه الخسارة لقد قمت بخيارات فنية وأنا مسؤول عنها، لست من نوعية المدربين الذين ينتقدون اللاعبين، صحيح أنه في المنتخب لا بد على اللاعبين أن يكونوا جاهزين لتشريف ثقة المدرب في أي وقت يعتمد فيه عليهم". وأضاف المدرب الوطني أن المنتخب يعاني من مشكلة مع المباريات في إفريقيا، حيث لم يحقق أي فوز منذ سنتين من نصف خارج قواعده: "هناك مشكلة حقيقة في المنتخب الوطني منذ نحو عامين ونصف لم يستطع الفوز في أي مباراة في إفريقيا، لقد جئت إلى البينين من أجل إنهاء هذه السلسلة من النتائج السلبية خارج الديار. تحدثنا كثيرا قبل المباراة حول أسباب ذلك من أجل حل المشكلة لكن لسوء حظنا لم ننجح في وضع الحد لذلك". كما قال "إن هذه النوعية من المباريات في ظروف صعبة بإفريقيا لا يمكن الفوز بها عن طريق كرة نظيفة بل عن طريقة الاندفاع البدني". خسارة تاريخية ل"الخضر" أمام البينين انهزم المنتخب الوطني، لأول مرة في تاريخه أمام المنتخب البينيني بهدف دون مقابل، بملعب العاصمة كوتونو، في الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2019المقررة بالكاميرون. وسبق للمنتخبين قبل هذه المواجهة وأن التقيا في 9 مناسبات، تمكن المنتخب الوطني خلالها من تحقيق 7 انتصارات كاملة، وتعادلين اثنين دون تسجيل أي هزيمة. وانتظر المنتخب البينيني إلى غاية المباراة العاشرة أمام "الخضر" الثلاثاء بملعبه، لتحقيق أول انتصار له على حساب "الخضر"، وكسب ثلاث نقاط التحق بالمنتخب الوطني في صدارة المجموعة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا 2019، التي تضم أيضا منتخبي الطوغو وغامبيا، مع العلم أن صاحبي المركز الأول والثاني سيتأهلان عن هذه المجموعة، ما يعني أن حظوظ "الخضر" لا تزال قائمة ويكفيه انتصار في الجولة القادمة أمام المنتخب الطوغولي، خارج الديار. آخر انتصار ل"الخضر" بإفريقيا كان أمام السيشل في 2016 بلماضي يعجز عن فك العقدة خارج الديار منذ عامين ونصف بعد هزيمة الثلاثاء، أمام البينين (1/0)، فشل المدرب جمال بلماضي في فك عقدة المنتخب الوطني خارج الديار، التي تطارد "الخضر" منذ نحو عامين و4 أشهر كاملة. ويعود آخر انتصار للمنتخب الوطني في الملاعب الإفريقية، إلى يوم 2 جوان من عام 2016، وهذا في لقاء العودة أمام منتخب السيشل، بنتيجة (2/0)، ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2017 التي لعبت بالغابون، وهذا ما يعني أن رفقاء الحارس رايس وهاب مبولحي لم يتذوقوا طعم الفوز خارج الديار لأزيد من عامين و5 أشهر. وتعد مواجهة البينين هي الثانية من نوعها لبلماضي مع المنتخب الوطني خارج الديار، حيث افتتح مشواره مع "الخضر" مع غامبيا ببانجول واكتفى بالتعادل الايجابي (1/1)، قبل أن يفوز على البينين بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة (2/0). فاجأ باستبعاد محرز وغيّر 50 بالمائة من التشكيلة الأساسية خيارات بلماضي تفوّت على الخضر التأهل المبكر ل"الكان" تسببت الخيارات التي اتخذها مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي خلال مباراة البنين الثلاثاء، في تفويت الفرصة على "الخضر" لتحقيق الفوز الذي كان سيضمن لهم التأهل المبكر للنهائيات التي ستحتضنها الكاميرون صيف العام المقبل، حيث فاجأ بلماضي كل المتتبعين، بعد قرار استبعاده نجم "الخضر" رياض محرز، عن التشكيلة الأساسية في لقاء البينين الثلاثاء، بملعب العاصمة كوتونو، ضمن الجولة ال4 من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 المقررة بالكاميرون، كما غامر بإحداث 5 تغييرات كاملة مقارنة باللقاء السابق أمام نفس المنتخب بملعب تشاكر بالبليدة، ما يعني 50 بالمائة من التشكيلة الأساسية، باستثناء الحارس. واعتمد المدرب بلماضي في لقاء الثلاثاء، على دفاع مسطح، حيث أقحم الظهير الأيمن لنادي بيتيس الاسباني عيسى ماندي بدلا من يوسف عطال مدافع نيس الفرنسي، رفقة كل من محمد فارس على الجهة اليسرى، وتهرات وبن سبعيني في المحور، في صورة تؤكد نية المدرب السابق لنادي الدحيل القطري اعتماده على اللعب الدفاعي نسبيا مقارنة بلقاء الذهاب، وهذا بناء على تصريحات سابقة له حين قال في إحدى ندواته الصحفية: "أنه يفضل الاعتماد على عطال بدلا من ماندي حين يراهن على اللعب الهجوم لأن مدافع نيس الفرنسي يراه أفضل بكثير هجوميا من ماندي الذي وعلى عكس عطال يدافع جيدا". وعلى مستوى وسط الميدان أشرك بلماضي عدلان قديورة المعروف ببنيته المورفلوجية القوية والتي تساعده على اللعب بسهولة في الملاعب الافريقية، وذلك على حساب لاعب أمباكت الكندي سفير تايدر الذي عاد إلى دكة الاحتياط بعد لقاءين خاضهما كأساسي منذ عودته إلى المنتخب في عهد المدرب بلماضي، ولعب قديورة في الوسط الدفاعي رفقة نبيل بن طالب المحترف في شالك 04 الألماني، كما أعاد رشيد غزال المتنقل الصائفة الماضية إلى ليستر سيتي على حساب ياسين بن زية. وأقحم بلماضي لأول مرة سفيان فغولي في التشكيلة الأساسية بعد غياب للأخير دام عام كامل، حيث تعود آخر مشاركة للاعب غالاتاساراي التركي كأساسي "الخضر"، إلى لقاء العودة أمام المنتخب الكاميروني، بملعب الأخير، في أكتوبر من السنة الماضية، ضمن تصفيات مونديال روسيا، تحت قيادة الاسباني لوكاز ألكاراز، وعوض فغولي في هذا اللقاء زميله نجم مانشيستر سيتي الانجليزي، رياض محرز، فوق أرضية الميدان وأيضا في حمله لشارة القيادة. وإلى جانب محرز، لم يتوان بلماضي في وضع أفضل لاعب في لقاء الذهاب وهداف المنتخب الوطني في العشر مقابلات الأخيرة برصيد 5 أهداف، بغداد بونجاح، في الاحتياط، وهذا ما أثر كثيرا على مردود القاطرة الأمامية، وكان بمثابة مغامرة من طرف بلماضي. أصداء.. أصداء.. أصداء الأمطار تهاطلت بغزارة جرت مباراة المنتخب الوطني أمام نظيره البنيني، الثلاثاء، في أجواء مناسبة جدا، بالنظر للأمطار الغزيرة التي تهاطلت على العاصمة كوتونو يومي الاثنين والثلاثاء، ما سمح بهبوط درجات الحرارة إلى مستويات مناسبة للعب كرة القدم، وأسقطت بذلك التخوف من عاملي الحرارة والرطوبة اللذين كان الجميع يخشاهما في كوتونو. بلماضي لعب مباراة أخرى على التماس كان مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي حماسيا جدا كالعادة، ولعب مباراة كبيرة على خط التماس، حيث لم يجلس وظل يوجه لاعبيه صوتا وحركة، ما يبرز شخصيته الخاصة جدا على المستطيل الأخضر، والدليل أنه يفقد صوته في كل مرة يلعب فيها "الخضر"، بسبب صراخه الشديد والمتكرر على زملاء مبولحي. احتج على الحكم بقوة في الدقيقة 20 وظهر حماس بلماضي الكبير بوضوح في الدقيقة 20، عندما احتج على الحكم الناميبي جاكسون بافازا الذي صفر خطأ لسيسينيون بعد تدخل من بلفوضيل، في وقت كان يرى فيه بلماضي بان مهاجم هوفنهايم الألماني لم يرتكب أي خطأ في حق قائد المنتخب البنيني. بن سبعيني وغزال "تفرجا" على سيسينيون كان اللاعبان رامي بن سبعيني ورشيد غزال، السبب الرئيس للهدف الأول الذي تلقته التشكيلة الوطنية في الدقيقة 15 بواسطة دالمييدا، وهذا بعد أن راوغهما المتألق سيسينيون بسهولة بالغة جدا، الأمر الذي أغضب زملاءهما في خط الدفاع وحتى المدرب بلماضي، الذي لامهما على سذاجتهما في تلك اللقطة، والتي أثارت حفيظة أنصار المنتخب الوطني. غزال خارج الإطار وبلماضي لم يتأخر في تغييره لم يتردد جمال بلماضي كثيرا لإحداث التغييرات المناسبة، خاصة بعد الوجه الشاحب للاعب رشيد غزال في الشوط الأول من لقاء أمس، حيث عوضه مباشرة مع بداية الشوط الثاني بزميله بونجاح، ويأتي مردود غزال ليؤكد فشله في فرض نفسه في التشكيلة الوطنية رغم الفرص العديدة التي منحت له لحد الساعة. قديورة كان حاضرا و"الدبابة" غائبة رغم أن بلماضي كان يراهن كثيرا على إضافة عدلان قديورة في هذه المباراة، خاصة من الناحية البدنية وقوة تسديداته مقارنة بتايدر، إلا أن لاعب نوتنغهام فوريست الانجليزي لم يقدم الإضافة "البدنية" المرجوة، بل ظهر في بعض اللقطات متأثرا بتفوق لاعبي منتخب البنين البدني وسقط ضحية لتدخلاتهم القوية.