لعب المنتخب الجزائري أمام بينين واحدة من أسوإ مبارياته الرسمية في عقر الديار، الجمعة، على مدار تاريخه الكروي الطويل، الذي تميز دائما بالسيطرة على منافسيه أمام جمهوره، ولولا هدفين جاء أحدهما من كرة ثابتة والثاني من كرة مرتدة قذفها بونجاح على حدود التسلل، لكان الخضر قد حققوا نتيجة صفرية وعادوا بها إلى الصفر، الذي لازمهم منذ أن غادر المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف العارضة الفنية للخضر في زمن محمد روراوة. كل التبريرات والشروح ووصف ما تحقق بالإنجاز، التي قالها المدرب جمال بلماضي بعد نهاية المباراة بدت واهية وغير منطقية، لأنه واجه منتخبا متواضعا وعجز عن فك رسم تكيتكي للفرنسي دييسايي تواصل طوال التسعين دقيقة إلى درجة أن الخضر لم يخلقوا سوى فرصة من جملة منظمة، وما عدا ذلك فإن الكرات الطائرة التي كان يرسلها تارة رامي بن سبعيني وأخرى نبيل بن طالب برهنت عن كون المدرب جمال بلماضي، مازال لم يجد معالم التشكيلة ولم يقرأ بعد إمكانيات لاعبيه. كان بن طالب وتايدر في نفس التشكيلة وليس واحدا منهما، مازال يدهش المتابعين، فكلنا نعلم بأن بن طالب لعب في كأس العالم في البرازيل أمام كوريا الجنوبية وروسيا ولعب تايدر أمام بلجيكا وألمانيا، ولم يلعبا معا لأن دورهما متشابه، وإذا كان وجودهما معا في غامبيا كان له مبرر دفاعي خارج الديار، فإن وجودهما أمام بينين معا بقي لغزا بالنسبة إلى المتابعين الذين لم يفهموا الدور الذي أوكل إلى اللاعبين الثلاثة الذين تم إقحامهم كاحتياطيين وهم بلفوضيل وفيغولي وغزال ولا المنصب الذي شغلوه، فوجدنا غزال مثلا على اليسار وعلى اليمين وكقلب هجوم وفي خط الوسط في الدقائق القليلة التي لعبها. إلى غاية نهاية مباراة بينين في البليدة لا يمكن أن نقول بأن المنتخب الوطني قد تحسن مقارنة بالمنتخب الذي قاده رابح ماجر، لأن التعادل أمام منتخب غامبيا الذي لم يفز منذ ثلاث سنوات لا يعتبر نتيجة حسنة، والفوز بصعوبة وبهدفين فقط أمام بينين الذي لم يفز على الجزائر في تاريخه، لا يعتبر إنجازا كرويا، وإذا فشل بلماضي في المباراة القادمة في تحقيق الفوز في كوتونو وتقديم مباراة تكتيكية جيدة، فإن الشك سيسكن في القلوب ثانية بعد أن ظن الجميع بأن جمال بلماضي سيكون المنقذ بعد الهزات التي ضربت بيت المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة. لعب الخضر إلى غاية أول أمس في ظرف 37 سنة، تسع مباريات أمام بنين فازوا في سبع مناسبات وتعادلوا مرتين ولم يخسروا أبدا، ولا يمكن لتشكيلة بلماضي أن تسقط يوم الثلاثاء أمام منتخب لم يكن أبدا فرسا جامحا في القارة السمراء، وحلمه لا يزيد عن تحقيق المشاركة في أمم إفريقيا، ولم يحدث أن تقدم في تصفيات المونديال أبدا، وعجز بلماضي على مدار تسعين دقيقة عن فك التكتل الدفاعي ولا مقارعة الاندفاع البدني لمنتخب بينين يطرح أكثر من سؤال عن الأسلحة التي يمتلكها بلماضي في حالة مواجهة المنتخبات الإفريقية القوية خاصة التي شاركت في المونديال الأخير، بعد أن عجز عن الفوز بسهولة على منتخبات ضعيفة مثل غامبيا وبينين. أمام بلماضي مباراة قريبة في بينين، سيكون فيها لاعبوه في أحسن حال بدنيا مقارنة مع المنافس الذي سافر من كوتونو إلى باريس ومن باريس إلى الجزائر وعاد إلى كوتونو في ظرف زمني وجيز، بينما يسافر الخضر من الجزائر إلى بينين فقط عبر طائرة خاصة، ولأن بنين لا حلّ لها لملاحقة الخضر إلا بالفوز فسيجد المساحات والفرص لأجل التسجيل في أكثر من مناسبة وبإمكانه أن يعيد الثقة للاعبيه بضمان التأهل رسميا في حالة الفوز إلى دورة الكامرون، وإعادة الثقة للاعبيه الذين ظهروا تائهين وعاجزين في صورة محرز وبراهيمي اللذين لم يقذفا طوال المباراة في اتجاه الحارس البينيني ولو مرة واحدة. ب. ع