تواصلت الاضطرابات الجوية لليوم الرابع، وأدّت كثافة الثلوج المتساقطة طيلة ليلة الخميس إلى الجمعة إلى غلق 70 طريقا وطنيا عبر 19 ولاية بالإضافة إلى توقف حركة الملاحة الجوية شرق البلاد حسب حصيلة صدرت عن مصالح الدرك الوطني أمس، كما تم تسجيل حالة وفاة بالعاصمة وجرحى بشرق البلاد نتيجة انهيار سكناتهم. وتسبّب سوء الأحوال الجوية بالعاصمة إلى قطع التيار الكهربائي في أغلب البلديات مغرقا إياها في الظلام الدّامس، وحوّلت أغلب شوارعها الى وديان على غرار بلدية جسر قسنطينة التي شهد بها الطريق الوطني رقم 38 الرابط بين حي مقنوش والسمار ارتفاعا في منسوب المياه نتيجة انسداد البالوعات، وكذا بلدية السحاولة على مستوى مخرج حي واد الكرمة. وشهدت معظم الأحياء القصديرية حالة من الهلع بسبب الأمطار الغزيرة المتساقطة خلال اليومين الأخيرين، حيث عاش سكانها ليلة بيضاء خوفا من انهيار منازلهم، على غرار حي المقرية الذين أعلنوا حالة الطوارئ. كما سجلت مصالح الحماية المدنية حالة وفاة واحدة ببلدية جسر قسطينة نتيجة تسرب غاز ثاني أوكسيد الكاربون ما أدى إلى اختناق شابة في 25 سنة من العمر. وواجه سكان الصفيح في أحياء عين المالحة، الرملي، براقي، وحي الفلاح بواد أوشايح المشكل ذاته، ومن جانب آخر ماتزال وضعية عائلات حي بوحمارة ببرج الكيفان عالقة رغم الأخطار التي تتهددها من كل جانب بسبب الانهيارات الوشيكة التي تهدد القاطنين. . جرحى في انهيار لبيوت هشة وقصديرية بشرق البلاد تسببت الرياح القوية التي ضربت بعض المدن الشرقية للوطن ليلة الخميس إلى الجمعة في انهيار منازل فوضوية مخلّفة أربع إصابات بجروح متفاوتة الخطورة، بحي سيدي حرب بولاية عنابة، بالإضافة الى تشقّق عدّة بنايات بالمدينة القديمة لابلاس دارم ببلدية عنابة، وتم إجلاء أربعة أشخاص إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي، كما طالب قاطنو السكنات الهشة في المدينة القديمة السويقة بقسنطينة بالإسراع في ترحيلهم بعد انهيار أحد المساكن دون تسجيل أية خسائر بشرية. وتسببت الثلوج في قطع عدّة طرقات بولاية سكيكدة، ڤالمة، قسنطينة، بعد ما وصل سمكها حدود 50 سنتمترا، وفي أم البواقي اضطرّت 15 عائلة إلى قضاء ليلتها في العراء نتيجة انهيار مساكنها، وبولايات سطيفوبرج بوعريريج بدت الحركة شبه مشلولة، خاصّة بالمداشر الشمالية. . حوامل وضعن حملهنّ على الطريقة التقليدية بتيزي وزو وتستمر موجة الثلوج المتهاطلة بمرتفعات ولاية تيزي وزو، حيث عزلت عشرات القرى بالدوائر الأكثر ارتفاعا على مستوى البحر على غرار بوزڤان، افرحونان، الأربعاء ناث إيراثن، آث يني، واضية، واسيف، بعد ما تراكمت الثلوج بسمك متفاوت من منطقة لأخرى وعجزت آليات البلديات عن إزاحته وفتح الطرقات في وجه حركة المرور. وبعيدا عن المطالب التقليدية التي اتخذت الاحتياطات لتجاوزها هذا الشتاء سواء من طرف السكان أو السلطات، بخصوص غاز البوتان ووسائل التدفئة، وكذا المواد الغذائية، طفا للسطح هذا الأسبوع المشكل القديم المتجدد والمتمثل في صعوبة نقل الحوامل من القرى المتضررة إلى عيادات التوليد، خصوصا وان اغلب البلديات التي تعزل شتاء بفعل الثلوج تفتقر لهذه العيادات، وقد سجلت أولى الحالات أول أمس بإعكوران، حيث وضعت امرأة حملها في سيارة لتعذر وصولها إلى المستشفى في الوقت المناسب، وقد كانت أوفر حظا من حوامل اث رڤان وبني يني وواسيف اللواتي لازلن تحت وصاية الولادة التقليدية، لانعدام سبل إيصالهن للمستشفيات دون المخاطرة بحياتهن. وقامت مصالح الدرك الوطني خلال ال48 ساعة الأخيرة بإنقاذ 60 شخصا و5 رعايا ايطاليين حاصرتهم الثلوج بولاية برج بوعريريج، وإجلاء عائلات بقرية بورياشي يوسف ببلدية بوشڤوف بولاية ڤالمة اثر انهيار سقف بناياتها، ولم يتم تسجيل أية إصابات. كما وضعت تحت تصرّف عمّال شركة سونلغاز سيارات رباعية الدفع بأم البواقي بعد ما حاصرت الثلوج أعوان من الشركة عند قيامهم بإصلاح عطب كهربائي بمنطقة جبل سيدي ارغيس إلى غاية الساعة العشرة إلا ربع ليلا.