دعا العديد من مرضى السكري، وزارة الصحة إلى مواكبة التطورات الحديثة الحاصلة بالعالم من خلال تزويدهم ببعض التقنيات الجديدة، التي لا تزال غير معتمدة، رغم ضرورتها الملحة، لاسيما لدى أصحاب الأمراض المزمنة، كما هو حال داء السكري الذي يتطلب العناية الكافية والمستمرة، وإجراء متابعات لفحص الدم بشكل دوري، قد تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 10 مرات، وفي كل مرة يضطر المريض إلى وخز نفسه لاستخلاص عينة من الدم، وهو أمر يمكن تلافيه، بتوفير جهاز كشف يسمى ب"فري ستيل ليبر"، الذي يقاس به مستوى السكر من دون وخز. التقنية التي تبدو في ظاهرها جديدة ومذهلة، بالنسبة لنا، لما تتيحه من سهولة في التعامل مع مرض السكري وبطريقة سلسة وذكية، إلا أنها بالمقابل تعتبر معروفة منذ سنوات في الدول المتقدمة، لتصل إلى مسامع المرضى بباقي البلدان عن طريق المواد الدعائية على الانترنت، أو من تقصي المرضى كل ما يتعلق بداء السكري، فيهتدون إلى هذا الجهاز خلال تتبع أخبار آخر تطورات المرض، وغالبا ما يلجا الراغبون في الحصول على الجهاز إلى الاستعانة بالمغتربين أو بالمسافرين إلى الخارج، كي يجلبوهم لهم، حيث أن الجهاز يدخل إلى الجزائر عن طريق "الشنطة"، يباع بثمن باهظ لا يكون إلا في متناول المرتاحين ماديا، خاصة وان الجهاز غير مشمول بتعويضات الضمان الاجتماعي. وقال فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري بولاية الجزائر، في تصريح ل"الشروق"، أن الجهاز يساعد بشكل كبير، على التعامل مع مرض السكري من الصنف الأول لدى الطفل، غير انه غير معتمد بعد بالجزائر، وتأسف المتحدث حيال التأخر الحاصل في المجال، الذي حرم المرضى من استغلال هذه التقنية، وتلك المتعلقة بالمضخة. ودعا أوحدة إلى مواكبة ما هو متعامل به في العالم، عن طريق عقد اتفاقيات مع الشركات المنتجة حتى يتمكن المريض الاستفادة من الخدمة لتمكينه من إدارة مرضه بشكل سلس، وقانوني حتى يستطيع التعويض عن الجهاز. ويستخدم جهاز قياس السكر من دون وخز الإبر فريستايل ليبر، تقنية الرصد بالوميض (الفلاش) التي لا تستلزم الحاجة للحصول على نقطة من الدم كالحال في أجهزة قياس السكر المعتادة، وتستطيع هذه التقنية رصد مستوى السكر في الجسم، على مدار ساعات اليوم لتساعد مريض السكري وحتى الطبيب على رصد وجود ارتفاعات أو انخفاضات غير طبيعية في مستوى السكر، وتغيرات مستوى السكر في الجسم خلال ساعات طويلة، وكذا خلال النوم، وبالتالي فهي تسهل مهمة وضع الخطة العلاجية المناسبة للمريض، الذي يستخدم الأنسولين والسيطرة على مستوى السكر في الدم بشكل أصح وأدق مما يحمي المريض من حدوث مضاعفات. ويعمل الجهاز، عن طريق سلك معدني يتصل بقرص الاستشعار ويصل لتحت الجلد، ويولد هذا السلك المعدني إشارة كهربائية، استجابة للتغيرات التي تحدث في مستوى السكر في السائل المحيط بخلايا الجسم في هذه المنطقة، ويستطيع جهاز القراءة تحويل الإشارات الكهربائية إلى قراءات.