انتقد بوزيد لزهاري، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بشدة، لائحة البرلمان الأوروبي التي وصفها ب"المتحاملة على الجزائر وتهدف للانتقام منها لمواقفها المستقلة". وقال لزهاري، الأربعاء، في حوار مع القناة الأولى للإذاعة الجزائرية "لا أستغرب ما قام به البرلمان الأوروبي من تحامل ضد الجزائر لأنها نفس الجماعة التي كانت وراء البيان الصادر في نوفمبر 2019 عشية الانتخابات الرئاسية بهدف التشويش على الأجواء التي تعيشها الجزائر آنذاك". وأوضح المتحدث أن اللائحة الأوربية تحدثت عن حالة الاستعجال في حالة حقوق الإنسان في الجزائر، وهو الأمر المنافي للواقع والحقيقة حسب تعبيره. وأضاف لزهاري متسائلا: "من حقنا أن نتساءل: أين هو هذا التدهور الخطير لحقوق الإنسان في الجزائر؟ نعم هناك تدهور خطير في حقوق الإنسان لكن ليس في الجزائر. أعتقد أنهم أخطؤوا العنوان لأن العنوان الحقيقي في تدهور حقوق الإنسان يوجد في الصحراء الغربية وفلسطين ومالي حيث التدخل الأجنبي لبعض الدول التي يمثلها هؤلاء النواب. فهناك انتهاكات بالجملة لحقوق الإنسان، وهناك الجوع والفقر وغيرهما. وللأسف نحن نعاني من آثارها بدليل أن الجزائر اليوم تعاني من الهجرة السرية". واستطرد: "في هذه الظروف يطل علينا البرلمان الأوربي بلائحة لا تتوفر فيها أدنى الشروط الموضوعية والعقلانية والتوازن لأن ربط مسألة تدهور حقوق الإنسان في الجزائر، بما تحمله هذه الكلمة من دلالات وثقل، بشخص واحد مع احترامنا له لأنه مواطن جزائري، وقد استفسرنا عن هذا الشخص بالضبط وغيره لدى الوزارة المعنية وأبلغونا أنه متابع وفق المادة 79 من قانون العقوبات وليس لآرائه، لكن نرفض استخدام هذه الحالات المعزولة لأنه لا توجد في الجزائر سياسة دولة لانتهاك حقوق الإنسان". ويرى رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن مواقف الجزائر الثابتة تجاه قضايا حساسة واستقلاليتها في اتخاذ القرار السيد هو الذي يزعج الكثيرين لاتخاذ مواقف معادية لها. وقال: "من خلال الرجوع إلى قائمة أسماء الأشخاص الذين كانوا وراء هذه اللائحة ندرك لصالح من يشتغلون ومن هي اللوبيات التي يمثلونها، لأن منهم من يمجد الاستعمار ويعتبره عملا حضاريا. لذلك أرى أن ما يحرك هؤلاء الأشخاص هو استياؤهم من مواقف الجزائر في بعض القضايا الحاسمة، ويقلقهم أن يكون لها رأيها المستقل والسيد في اتخاذ القرار المناسب إزاء بعض القضايا العالمية وخصوصا قضايا تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وفلسطين وغيرهما". س. ع