يتحدث النائب البريطاني عن حزب العمال، جريمي كوربين، الذي تم انتخابه ممثلا لمقاطعة انزلنغتن اللندنية في قصر وستمنستر منذ العام 1983 إلى يومنا هذا، والمعروف بدعمه الكبير لقضايا التحرر العادلة عبر العالم، كالقضية الفلسطينية وقضية الصحراء الغربية ووقوفه ضد توني بلير في فترة التدخل الأمريكي البريطاني بالعراق وأفغانستان·· يتحدث كوربين في الحوار الذي جمعه ب ''الجزائر نيوز''، بالعاصمة البريطانية لندن، قبل أيام، عن أهمية لقاء الجزائر الدولي للتضامن مع القضية الصحراوية، والنظرة البريطانية للمسلسل العالق بعد عدة أحداث ميزت المشهد السياسي إزاء هذه المعضلة التي لم تعرف الحل منذ أزيد من 35 سنة، كما يتطرق لقضايا أخرى تتعلق بالعلاقات الدولية والمجتمع المدني··· وغيرها· كيف تقيمون موقف الحكومة البريطانية التي يرأسها كامرون إزاء قضية الصحراء الغربية؟ أغلب الحكومات البريطانية المتعاقبة عكست مواقفها في ما يخص قضية الصحراء الغربية، أحقية هذا الشعب في تقرير المصير بعد ميله لإبرام اتفاقية السلام في العام ,1991 لكن في الوقت نفسه لا يمكن للحكومة أن تستمر في الاستناد على هذا الموقف دون تحرك حقيقي، سيما أمام الضغط الذي يمارسه يوميا البرلمانيون والمجتمع المدني بشكل عام من أجل إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية، التي كسبت دعما شعبيا من المجتمع المدني في بريطانيا لحساسيته الكبيرة تجاه الظلم، سيما عندما يتعلق الأمر باحترام حقوق الإنسان· إن بريطانيا دولة كبيرة ولديها تأثير جهوي وقاري ودولي، ولديها تأثير على مستوى الكثير من المؤسسات الكبيرة دوليا، وهي عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، لهذا هي مسؤولة أمام الأممالمتحدة وأمام العالم والشعب الصحراوي في مسألة تقرير المصير هذه، لذلك لديها دور وعليها مسؤوليات سياسية إزاء تصفية الاستعمار· وتحت ضغط البرلمان والمجتمع المدني، تحاول الحكومة أن تؤيد الشعب الصحراوي في مجلس الأمن، من خلال دعم مراقبة حقوق الإنسان من طرف الأممالمتحدة وتحويل للمينورسو مهمة مراقبة حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، باعتبار الوضع صعب ومزري، خصوصا في ظل تصاعد الانتهاكات الجسمية لحقوق الإنسان في أغلبية الصحراء الغربية، وهذا ما تعكسه أغلب تقارير المنظمات الإنسانية المتكررة ك ''أمنيسي أنترناسيونال، هيومن رايتس ووتش، فريدوم هاوس وفي نشرات الويب الخاصة بالخارجية البريطانية وأمريكا وبعض الدول الأوروبية··''، وكل هذا يبين عمق هذا المشكل داخل المنظومة الدولية فيما يخص احترام حقوق الإنسان، لذلك أعتقد أنه لا يجوز أخلاقيا العمل بمنطق ازدواجية المعايير في هذه الأمور· كما أن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، روس، قد أولى أهمية للموقف البريطاني، حيث كان في زيارة لدول مجموعة أصدقاء الأمين العام في حل القضية الصحراوية، قبل سنة، وبدأها من لندن ثم باريس ومدريد ثم موسكو وبعد ذلك واشنطن· إذا الموقف البريطاني له أهمية دولية، وكريستوفر روس، حظي بدعم الحكومة البريطانية، مع التأكيد على احترام حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأن لا يفرض أي حل إلا بقبول الطرفين· في ظل الأوضاع الحالية، ما المنتظر من لقاء الجزائر الداعم للقضية الصحراوية، في رأيكم؟ هذا اللقاء يأتي ضمن أجندة تم تسطيرها منذ فترة، وسيسبق لقاءات أخرى كمؤتمر -الاي كوكو- الذي ستحتضنه إشبيلية الإسبانية مطلع العام القادم، كما أنه يأتي عقب لقاءات أخرى مهمة أيضا، ومع ذلك فهو يكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى الأحداث التي تحيط بالمنطقة العربية· ما يحدث في مخيمات اللاجئين الصحراويين، ونحن نود القول إن مساندتنا لن تتوقف لسبب أو لآخر، ونحن نؤكد على أن القضية الصحراوية ظلت بعيدة دائما عن الإرهاب والترهيب، رغم ما وصلنا حول اختطاف 3 رعايا أوروبيين جاءوا لمساندة الشعب الصحراوي في نضاله من أجل تقرير المصير، ومن ثمة فإننا سنواصل هذا الدعم وسنخرج بخارطة طريق أخرى ليتم تنفيذها من طرف كل واحد منا في بلده من أجل زيادة الدعم والضغط لصالح هذه القضية العادلة· ومن ثمة، فهذا اللقاء يكتسي أهمية في توقيته والأحداث التي تتزامن مع لقاء الجزائر·· كيف يُنظر إلى القضية الصحراوية داخل أروقة البرلمان وخارجه ببريطانيا؟ هناك لجنة برلمانية للصحراء الغربية، يتكون أعضاؤها من مختلف الأحزاب السياسية في البرلمان البريطاني، وكل اللجان الماضية والجديدة تحمل على عاتقها إبراز عدالة القضية الصحراوية في داخل شبه الجزيرة البريطانية· لقد تقدمت الأحزاب السياسية البريطانية، وعلى رأسها حزب العمال، من خلال اللجنة التي تدافع عن القضية الصحراوية، و نناضل فيها منذ العام 1983 بمساءلة الحكومة في مبنى البرلمان، حيث تم تقييد أكثر من 100 سؤال تم طرحها على الحكومة السابقة بقيادة غوردن بروان تتعلق بالوضع في الصحراء الغربية··· وكان شهر سبتمبر الماضي قد عرف مبادرة من طرف المجموعة البرلمانية البريطانية المدافعة عن الصحراء الغربية، حيث تم عقد لقاء مفتوح في البرلمان البريطاني، استضيفت فيه شخصيات سياسية وإعلامية وأكاديمية ودبلوماسية لمناقشة قضية الصحراء الغربية بعد 20 سنة من وقف إطلاق النار، وعلاقتها بالحراك الشعبي في المنطقة، أو ما يطلق عليه عالميا ب ''الربيع العربي''· وفي هذا الصدد، تحدثت رئيسة الجلسة، البرلمانية، كاثي جيمس، في افتتاحها لهذه الندوة عن أهمية الحدث ودلالته السياسية والتاريخية، حيث أن توقيف إطلاق النار الذي جاء بعد 16 سنة من الحرب تم في إطار مسلسل أممي كان من المفترض أن يفضي إلى تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي، وبعد عشرين سنة لازلنا نرى الشعب الصحراوي ينتظر الأممالمتحدة للوفاء بعهدها في تنظيم استفتاء لتقرير مصيره، طبقا لقرارات الأممالمتحدة· كما كان مجلس العموم قد أجرى السنة الماضية نقاشا تاريخيا حول قضية الصحراء الغربية، ودعا عشرات النواب حكومتهم إلى التحرك باتجاه دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وقد تم تعريف النواب الجدد على الوضع في الصحراء الغربية، كما تم تحسيس وسائل الإعلام بما يجري في هذه المنطقة، التي لا يتم طرحها رغم المأساة الإنسانية للسكان، بالإضافة إلى هذا ثمة دور مهم تلعبه الدبلوماسية الموازية التي تعني المجتمع المدني، الذي أصبح يلعب دورا كبيرا ومؤثرا على مستوى السياسات العامة· ودورنا، اليوم، يكمن في الضغط على حكوماتنا من خلال تحريك ممثلينا في البرلمان البريطاني والبرلمان الأوروبي· وثمة مجموعة من لجان التضامن، الذي بدأ يأخذ وجه التضامن السياسي والتضامن الثقافي وحتى الرياضي، كما أن هناك مؤسسات لها تأثير هنا في بريطانيا تعمل لصالح القضية الصحراوية، بالإضافة إلى هذا هناك مؤسسة ''ساند بلاصت'' التي هي منظمة تعمل على تنظيم ومساهمة العدائين من بريطانيا في ماراطون الصحراء، ومساهمتهم في الماراطون الأخير الذي نظم في شهر أفريل الماضي، إلى جانب منظمة أخرى تساعد السينمائيين الذي يظهرون معاناة وحياة المجتمع الصحراوي، وهذا يتم أيضا من خلال تنظيم ورشات داخل المخيمات خلال مهرجان السينما الصحراوي· كيف تقيمون تفاعل الإتحاد الأوروبي، وخصوصا برلمانه، في محاولة إيجاد حل عادل لقضية الصحراء الغربية؟ النواب البريطانيون موجودون في هذا الفضاء بحكم أننا دولة عضو في الإتحاد الأوروبي، ولعبنا دورا هاما في الضغط على الحكومات الأوروبية، لاسيما في ملف انتهاكات حقوق الإنسان واتفاقية الصيد الأوروبية المغربية، وسعينا بشكل متواصل في هذا البرلمان لإسماع صوت القضية الصحراوية رغم اتجاهات بعض النواب الآخرين الذين يدافعون عن وجهة النظر المغربية· كيف تتعاطى الصحافة البريطانية مع القضية الصحراوية؟ الإعلام البريطاني قوي، فالسلطة الرابعة قادرة على تغيير الحكومات ولها تأثير كبير على حياة الأشخاص، لكن فيما يخص ملف الصحراء الغربية، فإن الاهتمام بها غير كبير، وهذا لا يعني أنه يتم تجاهلها مثلما يحدث في فرنسا، فهي موجودة على صفحات ''الغارديان'' وا''لانبدنت'' و''الديلي تلغراف'' وقناة ال BBC تلفزيونا وإذاعة· إلى أين وصل التعاون بينكم وبين نواب البرلمان الصحراوي؟ ثمة تعاون هام بيننا، وأملنا هو نقل التجربة إلى النواب الصحراويين، بالإضافة إلى نقل انشغالات واحتياجات المواطن الصحراوي عبر فضاء البرلمان البريطاني والمؤسسات الأخرى في بريطانيا وفي كافة دول العالم، زيادة على تنظيم رحلات للوفود البرلمانية باتجاه مخيمات اللاجئين الصحراويين وزيارة ممثلين عن البرلمان الصحراوي إلى لندن، كما أن المجال التشريعي فيه الكثير من الأمور التي يمكنها فتح فرص التعاون بيننا· كيف تفسرون ازدواجية المعايير في تعامل الغرب بين ثورة الصحراويين في اكديم مزيك وبين دعمهم للثورات العربية الأخرى؟ أعتقد أن النضال مع الشعب الصحراوي قد كان له أثر في كل التجمعات التي نقوم بها لأزيد من 28 سنة، رغم التعتيم الإعلامي ودعم بعض اللوبيات التي تسير في فلك دعم السياسة المغربية، إن حالة ازدواجية المعايير لن تصمد أمام ما يحدث من تغيير في العالم العربي، أمام تجمهر الحشود الكبيرة للمواطنين الذين وقفوا أمام أدوات القمع، ولذلك فأنا أوافقكم بأن ثمة ازدواجية للمعايير لكن يجب التأكد أن لا مستقبل للوقوف وتغطية الحقائق أمام عين الشمس· ما هو البرنامج المسطر من طرفكم لدعم القضية الصحراوية، مستقبلا؟ سينصب العمل على إبراز معاناة الشعب الصحراوي الذي يتعرض لانتهاكات خطيرة في الأراضي المحتلة، كما سنواصل ضغطنا على الحكومات والبرلمان الأوربي، وسنعمل على تكاتف الجهود بين كافة المؤسسات المتواجدة في العواصم الأوروبية، لاسيما في بريطانيا، فرنسا وألمانيا، من أجل إصدار قرارات تصب لفائدة تقرير مصير الشعب الصحراوي، كما سنواصل المشاركة في اللقاءات الدولية التي ستحتضنها الجزائر وإسبانيا وكافة المؤسسات المتواجدة في العالم التي تدعم القضية الصحراوية· ما الذي يقف في وجه إعطاء دفعة أكبر من شأنها أن تحرك قضية الصحراء الغربية في أوروبا؟ أعتقد أن أول شيء يجب فعله هو قيام الإعلام بدوره في هذه المسألة، لأن الصحافة الأوروبية لا تولي إلا القليل من الاهتمام في الحديث عما يعانيه الشعب الصحراوي، وهذا أمر غير مهني، ولذلك أعتقد أن هذه النقطة الأساسية التي يجب إعادة النظر فيها، وهذا لا يكون إلا من خلال فهم ممثلي وسائل الإعلام لعدالة القضية الصحراوية· ألا ترون أن المسؤولية يتحمّلها السياسيون أكثر من الإعلاميين؟ هذا حقيقي، وأنا متفق مع الأمر، لكن السياسي عليه أن يبذل مجهودا لإقناع رجل الإعلام الذي يوجه الرسالة الإعلامية ذات المصداقية للرأي العام وهذا ما يجب القيام به· كسياسيين أوربيين، كيف تنظرون إلى مسألة مواصلة الاتحاد الأوروبي إبرام صفقات الصيد البحري مع الرباط في ظل عدم اتفاق ذلك من القانون الدولي؟ لقد طالبنا الحكومة البريطانية بمعارضة اتفاقيات الصيد البحري التي تشمل الصحراء الغربية، بين الإتحاد الأوروبي والمغرب في ظل عدم استفادة الصحراويين من عائداتها، وذلك خلال مداخلتي في نقاش حول الصحراء الغربية بغرفة مجلس العموم البريطاني، لأنه من غير الممكن للمجتمع الدولي أخذ الثروات الطبيعية من الصحراء الغربيةالمحتلة، وتشجيع المغرب للشركات العالمية بنقل الثروات المعدنية من الإقليم، حتى يتم إيجاد حل لهذه القضية· وأعتقد أن فكرة نقل سفن صيد دولية للأسماك من الصحراء الغربية التي تذهب عائداتها إلى المغرب، ليست لصالح الشعب الصحراوي، وهو أمر لا يطاق ومنافي للشرعية الدولية، لذلك يجب أن تعمل بعثة ''المينورسو''، على توقيف ذلك· لكن لماذا لا تتم معاقبة الشركات التي لا تحترم القانون في هذا المجال، بحملات لمقاطعة منتجاتها في الأسواق البريطانية والأوروبية؟ أعتقد أنه من الضروري البحث عن حل لثني المغرب والدول التي تصطاد في المياه الصحراوية، لكننا -للأسف- لا يمكننا أن نعرف طبيعة السمك الصحراوي من غيره، فالأسماك والحيتان ليس لها جنسية، وهذه الشركات لن تخبرنا عن هويته، فلذلك نحن مطالبين بالبحث عن سبل بديلة من شأنها أن تعمل على تطبيق واحترام القوانين· بريطانيا ترأس دول الكومنولث، ألا يفتح هذا منفذ لتوسيع نطاقكم في دعم القضية الصحراوية؟ المغرب ليس عضوا في دول الكومنولث، وهو فضاء تتواجد به العديد من الدول الإفريقية والأسيوية ودول الكاريبي، وفي العام القادم ستكون القمة في دولة موريشيوس، حيث لدينا خطة مع هذه الدولة بخصوص مسألة الصحراء الغربية، لكن ما أود أن أشدد عليه، هو أن الحكومة الصحراوية مطالبة بالعمل مع الدول المنتسبة للإتحاد الإفريقي من دول الكومنولث من أجل الضغط لصالحها· إنتهى مؤتمركم الخاص بحزب العمال البريطاني، هل حملت لائحة السياسة الخارجية للحزب أي جديد لدعم الشعب الصحراوي؟ أعتقد أن دعمنا للقضية الصحراوية لا يرتبط بلوائح السياسة الخارجية للحزب، فلجنة التضامن مع الشعب الصحراوي في البرلمان البريطاني لها تأثير في هذا الاتجاه ببريطانيا منذ العام ,1983 وحزب العمال من خلال مجموعة نوابه في البرلمان تساند تقرير المصير وسنظل على هذا المنوال· كيف تنظرون إلى ما يحدث في العالم العربي، هذه الأيام؟ نحن ندعم أغلبية الثورات العربية، ما عدا ما حصل في ليبيا، فقد كنا من أشد المعارضين لتدخل الناتو في هذا البلد، لأن الهدف لم يكن ما أعلنته الدول التي تحالفت، وإنما كانت أغراض وأهداف وأجندات أخرى وراء الوقوف مع الثورة التي بدأت حقيقة في مطالب التغيير من بنغازي، أنا لا أدافع عن القذافي، اليوم، فهم من دافعوا عليه حين استقبلوه بالورود ونصبوا له الخيمة في لندن وباريس وروما، وهم أيضا الذين حاولوا إقناعنا بصداقته، وهم أيضا من صوروه بعد أيام على أنه مجرم، وهم الذين تفننوا في قنبلة أنابيب النفط لكي يعيدوا بناءها مثل المدن التي تحطمت هناك·· وفي الحالة التونسية وقفنا مذهولين للتحوّل الإيجابي ونجاح الثورة التونسية ووصولها لأهدافها، وهو نجاح كبير للشعب التونسي، أما الحالة المصرية، فللأسف ما يزال يكتنفها الغموض بعد تسلم المجلس العسكري الحكم، ونحن نأمل أن يتم تسريع التحول الديمقراطي وتسليم مفاتيح الحكم إلى ممثلي الشعب، كذلك نحن ضد التدخل الذي حدث ضد الثورة البحرينية، وندعم شعب البحرين في تقرير مصيره وأمانينا أن يمتد هذا التحوّل إلى فلسطين أيضا·· على ذكر فلسطين·· إلى أين ستتجه الأوضاع في ظل ما يحدث حاليا، في تصوركم؟ أعتقد أن وحدة الصف الفلسطيني أهم الخطوات التي يجب القيام بها الآن بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن يتواجدون في المخيمات السورية واللبنانية والأردن ومصر··· وغيرها من الفلسطينيين، لأن هذا ما يجب استثماره، خصوصا هذه الأيام، مع تبادل الأسرى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أن إسرائيل يجب أن توقف الاستيطان، وتجلس إلى طاولة الحوار لأن لا أحد سيتنازل لها عن حقوقه المشروعة· كيف يعلق النائب، جيريمي كوربين، عن تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا، لاسيما مع اعتداءات النرويج؟ أنا أسكن وأمثل مقاطعة أزلنغتن اللندنية، التي يمثل سكانها 46 بالمائة من البريطانيين ذوي الأصول المختلفة هنود، عرب، باكستانيون، أتراك، صوماليون·· وثمة مزاوجة بين كل الديانات تقريبا المسيحية والإسلام واليهودية والبوذية··· وغيرها، كما ثمة عدد كبير من اللهجات واللغات تتعايش مع بعض، ومع ذلك فثمة احترام بين هذه الجاليات للقانون الذي تذوب فيه في كل صباح هذه الهويات، والأفضل هو من يحترم الآخر ويعطي أكثر لمجتمعه عبر العمل· أنا عن نفسي وكنائب بريطاني، أود أن أشدد على أن الأجيال الجديدة أصبحت لا تؤمن كثيرا بالعنصرية، لأنهم تربوا سويا أبيض وأسود، مسيحي ويهودي مع مسلم وهكذا، وما حدث في النرويج ليس النموذج الذي يجب أن نقيس عليه، فرغم كل التنديد يجب التذكير أن الصورة المؤثرة كانت من النرويجيون أنفسهم الذين خرجوا بعد الحادثة بأيام في مسيرة تجمع ربع مليون شخص للتأكيد على قيم التسامح وتقبل الآخر والعيش معا· لذلك أقول أننا متفائلون بمجتمع أوروبي متعدد الثقافات ويحترم بعضه البعض·